انتهزت حركة "حماس" العدوان الإسرائيلي على غزة لانتقاد الرئيس محمود عباس. ووجهت إليه رسالة اتهمته فيها بأنه يرغب في العودة إلى القطاع الذي سيطرت عليه بالقوة المسلحة قبل ثمانية شهور"على ظهر دبابة إسرائيلية"، مشددة على أن"عجلة التاريخ لن تعود إلى الوراء". وقالت الرسالة إن"عودة عجلة التاريخ إلى الوراء مستحيلة، وعودة الفساد والانفلات لن تكون، وإن كان البعض يظن بإمكان العودة على دبابة إسرائيلية بعد كسر إرادة الشعب ومقاومة وتصفية حركة حماس، فهو واهم". وأكدت أن"تواصل العدوان الإسرائيلي لن يكسر صمود قطاع غزة ولن يركعه حتى لو سقط منه ألف شهيد"، لافتة إلى أن"المقاومة ستواصل طريقها حتى تحرير الأراضي من نير الاحتلال". ودعت الحركة المقاومين الفلسطينيين من"كل قوى المقاومة إلى الاستبسال في التصدي للاحتلال والعدوان الذي يستهدف المقاومة ويسعى إلى اقتلاعها لأنها الشوكة التي تقف في حلق المشروع الصهيوني الأميركي القاضي إلى تصفية القضية وضياع الحقوق". وحذرت من تحركات من أسمتهم"الطابور الخامس الذين تخلو عن الجهاد والمقاومة بأوامر رسمية، وينتظرون عودتهم للتحكم برقاب شعبنا ومصالحه، ومن العملاء الذين يطعنون المجاهدين من الخلف". وطالبت"العالمين العربي والإسلامي والمجتمع الدولي بالتحرك لوقف العدوان على الشعب الفلسطيني"، محذرة إياهم من أنه"لن ينعم أحد بالأمن إذا فقد الشعب الفلسطيني أمنه، فأنظمتكم ستسقط إذا سقط قطاع غزة وسقط الشعب الفلسطيني، لأنه هو من يشكل لكم الحماية وليس أميركا"، داعية"الشعوب العربية إلى التحرك الفوري والسريع لنصرة الشعب الفلسطيني فهذه الدماء في أعناقكم". وفي سياق ردود الفعل على العدوان، وجه المجلس التشريعي الفلسطيني نداء عاجلاً إلى الدول والشعوب العربية والإسلامية للتحرك العاجل لوقف العدوان الإسرائيلي على القطاع. وقالت رئاسة المجلس في بيان إنها"توجه نداء عاجلاً إلى الدول العربية والإسلامية كافة ممثلة برؤسائها والبرلمانات العربية والإسلامية والبرلمانيين والشعوب للتحرك العاجل على المستويين الرسمي والشعبي لرفض هذا العدوان ووقف المحرقة التي بدأت قوات العدو الصهيوني في تنفيذها ضد سكان قطاع غزة". ووجهت"نداء عاجلاً إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون للتحرك العاجل لوقف العدوان الصهيوني، وجرائم قتل الأطفال والنساء والمدنيين في قطاع غزة"، محذرة من"كارثة إنسانية في قطاع غزة إذا استمر العدوان خلال الساعات المقبلة بسبب النقص الشديد في الأدوية ومواد الوقود الأساسية، ما يؤدي إلى توقف سيارات الإسعاف عن نقل الشهداء والجرحى، وعدم قدرة المستشفيات على تقديم العلاج اللازم للجرحى". واعتبرت أن"سلطات العدو الصهيوني تتجه إلى المحرقة التي هدد بها قادة عصابة قتلة الأطفال في الكيان الغاصب". ودان رئيس اللجنة القيادية العليا لحركة"فتح"في غزة الدكتور زكريا الأغا"الجرائم الدموية البشعة التي تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلية ارتكابها بحق شعبنا في الضفة الغربية وقطاع غزة". وقال إن"العدوان الإسرائيلي العسكري المتواصل على الضفة والقطاع يأتي استكمالاً للسياسة الإسرائيلية القائمة على تشديد الحصار المفروض على شعبنا، وبناء المستوطنات وتوسيعها، وتهويد مدينة القدس لخلق وقائع جديدة على الأرض". وأضاف أن"الحكومة الإسرائيلية تسعى من وراء هذا العدوان إلى التنصل من استحقاقات عملية السلام وتغيير موازين اللعبة السياسية لمصلحة مشروعها الرامي إلى خلق وقائع جديدة على الأرض تخرج عما أقرته الشرعية الدولية، وفرض سياسة الأمر الواقع التي تتخطى حقوق شعبنا الفلسطيني التي أقرتها الشرعية الدولية". ووصف الأغا التصعيد الاسرائيلي بأنه"إرهاب دولة منظم وحملة إبادة جماعية تمارسها حكومة أولمرت ضد أبناء شعبنا الفلسطيني". ودان"حال الصمت التي باتت الصفة الملازمة لسياسة المجتمع الدولي حيال الجرائم الإسرائيلية"، مؤكداًَ أنها"لن تخدم هدف تحقيق السلام العادل في المنطقة بل ستزيد من توتر الأوضاع وتدهورها وستدفع بالحكومة الإسرائيلية إلى مزيد من التصعيد". وطالب المجتمع الدولي بتحمل"مسؤولياته تجاه الشعب الفلسطيني والتحرك باتجاه وقف العدوان الإسرائيلي وتأمين الحماية الدولية لشعبنا". وقالت حركة"الجهاد الإسلامي"إن"التصعيد الإسرائيلي يهدف إلى وقف المقاومة الفلسطينية كونها تمثل ظاهرة نبيلة، ويكشف التواطؤ الأوروبي مع الاحتلال، ويهدف إلى إرباك الفلسطينيين وزيادة حال الانقسام الداخلي بين الفلسطينيين". وطالب القيادي البارز في الحركة نافذ عزام في مؤتمر صحافي في مدينة غزة أمس دول العالم بالخروج عن صمتها، قائلاً:"يجب على العالم أن يخرج عن صمته تجاه العدوان، وعلى كل صاحب ضمير في العالم أن يحرك مشاعر الإنسانية لدى كل إنسان في ظل استمرار استهداف الأطفال والمواطنين وهدم البيوت". ودعا إلى مواصلة المقاومة الفلسطينية وتعزيزها، معتبراً أنها"أفضل وسيلة لوقف العدوان الإسرائيلي وحماية الشعب الفلسطيني وفرض هيبته على الاحتلال وهو خيار استراتيجي وأساسي للفلسطينيين". وأكد"ضرورة تجاوز الصراع الحاصل على الساحة الفلسطينية وفض جميع الخلافات أمام العدوان الإسرائيلي والوقوف جنباً إلى جنب لمواجهة الاحتلال"، مطالباً"الحكومة الفلسطينية وكرد أولي بسيط على العدوان الاسرائيلي بوقف أشكال المفاوضات كافة". وطالب ب"موقف عربي وإسلامي جاد وحازم للتحرك لوقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، والضغط على أمريكا والاتحاد الأوروبي لتغيير سياساتهما التي تشجع إسرائيل في عدوانها"، داعياً كل من الجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي إلى عقد اجتماع عاجل لمناقشة ما يجري في غزة والضفة. واعتبرت"الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين"أن الشروع الفوري في تجسيد الوحدة الميدانية ل"كتائب الأقصى"التابعة لحركة"فتح"و"كتائب القسام"التابعة لحركة"حماس"وكل الأذرع العسكرية لفصائل المقاومة في قطاع غزة"هو الرد الوطني المطلوب بحدوده الدنيا على دعوات محرقة الفلسطينيين، وحرب الإبادة، وسياسات الأرض المحروقة التي تنتهجها قوات الاحتلال مع الشعب الفلسطيني في القطاع والضفة". وطالبت الجبهة"الرئاسة والقيادة الفلسطينية وكل قوى الشعب الفلسطيني السياسية والاجتماعية بالتلاحم ورص الصفوف وتوحيد القول والعمل لتشكيل جبهة مقاومة الفاشية الصهيونية المنفلتة من عقالها ولكسر صمت القبور الذي يلف موقف النظام الرسمي العربي والمجتمع الدولي الذي يساوي بين إرهاب الاحتلال ومقاومة الشعوب الرازحة تحت نيره". ودعت"الرئاسة الفلسطينية والجامعة العربية إلى التحرك العاجل ودعوة الجمعية العامة للأمم المتحدة لعقد جلسة طارئة لإدانة ومحاسبة مجرمي الحرب وفرسان الفاشية والمذابح والمحارق الجماعية للشعب الفلسطيني"، مطالبة"أبناء الأمة العربية وقواها السياسية ومؤسساتها النقابية والاجتماعية والأهلية وكل شرفاء العالم بالتحرك العاجل وبشتى الوسائل لوقف حمامات الدم والمذابح التي تقترف بحق أطفال ونساء وشيوخ وأبناء الشعب الفلسطيني". وحوّلت"الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين"مهرجانها المركزي الذي كان مقرراً تنظيمه أمس احتفالاً بالذكرى التاسعة والثلاثين لانطلاقها إلى مسيرات جماهيرية للتعبير عن غضبها من استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة. ودعت إلى الوحدة في مواجهة العدوان الإسرائيلي"الوحشي"، والانطلاق في مسيرات جماهيرية غاضبة في جميع محافظاتغزة. ودانت"هيئة العمل الوطني"في غزة بشدة"العدوان الإسرائيلي الهمجي على شعبنا". واعتبرت على لسان الناطق باسمها صبحي الجديلي أن ما"تقوم به قوات الاحتلال الإسرائيلي في القطاع هو بمثابة حرب إبادة تهدف إلى إخضاع وتركيع الشعب الفلسطيني". ودعت المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان إلى"التدخل الفوري من أجل وقف هذا العدوان الهمجي"، مؤكدة أن"الرد الحقيقي على هذا العدوان هو بوحدة الشعب الفلسطيني، وتمتين جبهته الداخلية وإنهاء حال الانقسام، وترشيد المقاومة بما يضمن تجنيب شعبنا مزيداً من الخسائر".