غزة، دمشق - "الحياة"، أ ف ب - قررت القوى الفلسطينية الوطنية والاسلامية بعد اجتماع طارئ لها في غزة دعوة كل القوى "المقاتلة" الى التصدي متحدة "للعدوان والاقتحام الاسرائيلي" للمدن والقرى الفلسطينية، فيما قررت "الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين" الى استهداف كل اسرائيلي ونقل المعركة الى الخارج. وأفاد مسؤول في "حركة المقاومة الاسلامية" حماس ان "القوى الفلسطينية الوطنية والاسلامية وهو اتئلاف يضم 13 تنظيماً فلسطينياً قررت بعد اجتماع طارئ لها في غزة دعوة كل القوى المقاتلة لاخذ دورها متحدة في التصدي للعدوان وعمليات الاقتحام الاسرائيلية ضد المدن والقرى والمخيمات الفلسطينية". وأكد ان "المواجهة ستكون في جزء منها مباشرة على رغم ان المعركة غير متكافئة". وشدد على ان "القوى قررت حشد كل الطاقات من اجل مواجهة الحرب الاسرائيلية الشرسة". وفي دمشق، دعت "الشعبية" الشعب الفلسطيني الى "استهداف كل اسرائىلي" ونقل "المعركة" مع رئيس الوزراء الاسرائىلي ارييل شارون "الى الخارج"، من دون ان يعني ذلك دعوة رسمية الى العودة الى سياسة خطف الطائرات او اغتيال مسؤولين اسرائيليين في اوروبا واميركا. وقال مسؤول قيادة الخارج في "الشعبية" ل"الحياة": "ان المعركة التي فتحها شارون هي حرب مفتوحة على الشعب الفلسطيني وعلى الامة العربية، ان تسعة ملايين فلسطيني في داخل الوطن وخارجه معنيون في المعركة ويجب على الجميع ان يفعلوا ما يستطيعون لوضع حد لعدوان شارون وحربه النازية. وطاقات شعبنا كثيرة لم تستنفيد بعد ولا نزال نمتلك الكثير من الامكانات". وسئل اذا كان موقف "الشعبية" بمثابة دعوة الى العودة الى خطف الطائرات واغتيال اسرائىليين في الخارج، فاجاب: "ان الشعب الفلسطيني سيواجه العدوان بكل امكاناته وان الشعب الفلسطيني كله سيرد على عدوان شارون وحربه". ودعا الجناح العسكري ل"الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين" القوى الميدانية والامن الوطني الى "المقاومة بالسلاح" لدبابات الجيش الاسرائيلي، وإلى تشكيل قيادات ميدانية موحدة. وطالبت "الشعب الفلسطيني في الوطن والشتات الخروج الى الشوارع دروعاً بشرية ضد دبابات العدو وحربه الدموية الاجرامية". كما دعت "الدول العربية السماح للفدائيين الفلسطينيين من الاندفاع في مخيمات اقطار الجوار نحو خطوط المقاومة لاسناد الانتفاضة والمقاومة داخل الارض المحتلة". ودعت أيضاً الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة وروسيا الى "الضغط على الادارة الاميركية وحكومة شارون لوقف الحرب الشاملة على الارض والشعب الفلسطيني في الداخل". ونظمت امس "حماس" احتفالاً جماهيرياً في النادي العربي في مخيم فلسطيني قرب دمشق، تحدث فيه مسؤول "حزب الله" نعيم قاسم وزعيم "الجهاد الاسلامي" رمضان عبدالله شلح والامين العام المساعد ل"الشعبية - القيادة العامة" طلال ناجي ورئىس المكتب السياسي ل"حماس" خالد مشعل ومسؤول في حزب "البعث" الحاكم في سورية. وحرص جميع المتحدثين على التمسك ب"الوحدة الوطنية الفلسطينية"، داعين العالمين الاسلامي والعربي إلى بذل "الجهود لانقاذ الشعب الفلسطيني من الارهابي شارون"، بعدما تعهدت "حماس" و"الجهاد الاسلامي" بمواصلة المقاومة والعمليات العسكرية ضد الاحتلال. وفي غزة، اعلنت "حماس" انها ستضرب في كل مكان في اسرائيل، مشددة على ان "الجرائم الاسرائيلية" بما فيها محاصرة مقر الرئاسة الفلسطينية "لن تمر من دون عقاب وثمن باهظ". وقال عبدالعزيز الرنتيسي احد قياديي الحركة "انهم سيدفعون ثمناً باهظاً لكل قطرة دم تنزف ولكل عملية اقتحام واعادة احتلال جديدة"، مؤكداً أن "العدوان الاسرائيلي لا يزيدنا الا صلابة وستفشل حملة شارون وعصاباته الصهيونية الحاكمة". واضاف ان "المقاومة ستضطر جيش الاحتلال في أي عملية اقتحام ليكون حبيساً لدباباته". وتوقع ان يقوم الجيش باقتحام كل المدن الفلسطينية، وقال ان "اسرائيل تشن حملة ابادة ضد الشعب الفلسطيني ووجوده والقضية الفلسطينية". واوضح ان "هذه الحملة الارهابية الاسرائيلية تأتي رداً على مقررات قمة بيروت وجاءت لتثير مطامع العدو بمزيد من العدوان". وتابع: "لكنني ابشر شعبنا الفلسطيني انه سينتصر بارادته ومقاومته الباسلة التي ارعبت هذا العدو". وناشد مؤسس "حماس" الشعوب العربية والاسلامية التظاهر في كل العواصم العربية والاسلامية تضامناً مع الشعب الفلسطيني في مواجهة "عدوان" اسرائيل. وقال في نداء عاجل: "ايها الشعوب العربية والاسلامية اننا نناشدكم للخروج في كل العواصم والمدن العربية والاسلامية لتعبروا عن تضامنكم مع شعبنا ورفضكم للعدوان الغاشم". وأكد ان "فصائل المقاومة ستلاحق هذا العدو الغاشم في كل بقعة في فلسطين". واضاف ان "اخوانكم في ارض الرباطفلسطين يتعرضون الان الى ابشع حملة ابادة في تاريخ فلسطين المعاصر. فها هي عصابات القتل الصهيونية تقتحم المدن الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة، تقتل الابرياء والاطفال وتدمر وتحاصر وتمنع سيارات الاسعاف". وأكد انه "على رغم بشاعة هذه الحملة الاسرائيلية فان شعبنا لن يركع وسيتصدى بكل بسالة تحوطه عناية الله". كذلك أكدت حركة "الجهاد الاسلامي" بلسان احد قادتها في قطاع غزة ان الأيام القليلة المقبلة ستشهد "تصعيداً نوعياً غير مسبوق في عمليات المقاومة" الفلسطينية ضد "الكيان الصهيوني" وتوقع تصاعد عمليات "سرايا القدس"، جناحها العسكري.