وجهت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس نداء جديداً الخميس إلى "ضبط النفس" في التيبت التي تشهد اضطرابات تقمعها السلطات الصينية. وقالت وزيرة الخارجية الاميركية التي كانت تستقبل في مكتبها في وزارة الخارجية نظيرها التايلاندي نوبادون باتاما "تحدثت مساء الامس (الاربعاء) إلى نظيري (الصيني) وزير الخارجية يان (جيشي)" واضافت "وجهت دعوة إلى ضبط النفس"، معربة عن "قلقها للوضع في التيبت" وكررت نداءها إلى الحوار مع الدالاي لاما. وقالت "ندعو الصين منذ سنوات إلى فتح حوار مع الدالاي لاما وهو شخصية تعارض العنف"، مشيرة إلى ان الزعيم الروحي للتيبتيين "يدافع عن الاستقلال الثقافي للتيبتيين لكنه قال صراحة انه لا يدعو إلى الاستقلال" واوضحت "اعتقد ان ذلك يمكن ان يشكل قاعدة تمكن الصين من الذهاب للقائه". واضافت "آمل تالياً ان تبدي الصين ضبط النفس ومن المهم كذلك ان تمتنع كل الاطراف عن استخدام العنف". من جهة اخرى، دعت رئيسة مجلس النواب الاميركي نانسي بيلوسي الجمعة في دارامسالا إلى فتح تحقيق دولي في اعمال العنف التي وقعت في التيبت، مؤكدة في الوقت نفسه انها لا تطالب بمقاطعة الالعاب الاولمبية في الصين. وقالت بيلوسي في دارامسالا، مقر حكومة التيبت في المنفى "ندعو المجتمع الدولي إلى فتح تحقيق دولي خارجي في الاتهامات التي وجهتها الصين إلى الدالاي لاما بأنه حرض على اعمال العنف في التيبت". كما قالت انها "لا تدعو إلى اي مقاطعة للالعاب الاولمبية"، مكررة ما قاله الدالاي لاما الذي نفى ضلوعه في تنظيم التمرد المستمر منذ اسبوعين في التيبت. واضافت بيلوسي "لكن العالم يراقب" الاحداث في الصين. واستقبل آلاف المنفيين التيبتيين المقيمين في دارامسالا بيلوسي. وقالت بيلوسي التي وقفت إلى جانب الدالاي لاما للحشد، قبل بدء محادثاتهما "جئنا للقائكم اليوم في مناسبة حزينة، لنكشف حقيقة ما يجري في التيبت". من جانبها، ذكرت وكالة أنباء الصين الجديدة الرسمية (شينخوا) امس الجمعة أن الشرطة الصينية أقرت بإطلاق النار على محتجين خلال أعمال عنف مرتبطة بأحداث التيبت في إقليم سيشوان بجنوب غرب البلاد وذلك في أول اعتراف من نوعه من جانب السلطات الحكومية باستخدام السلاح ضد محتجي التيبت. ونقلت الوكالة عن مصادر بالشرطة قولها إن رجال الامن أطلقوا النار دفاعاً عن النفس خلال اضطرابات وقعت يوم الأحد الماضي في بلدة ابا حيث تعيش أقلية من سكان التيبت. وفي تقرير أولي ذكرت شينخوا أن أربعة أشخاص قتلوا لكنها صححت المعلومة في وقت لاحق لتشير إلى أن الشرطة لا تزال تبحث عن أربعة محتجين أصيبوا بجروح وفروا بعد إطلاق النار عليهم. وأكدت قوات الأمن في وقت سابق أنها لم تستخدم أي أسلحة مميتة. ونفى المتحدث باسم الخارجية الصينية كين جانج أمس الاول الخميس استخدام أجهزة الامن أسلحة لقمع الحركات الاحتجاجية المطالبة باستقلال التيبت خارج الاقليم الذي يتمتع بالحكم الذاتي. وعند سؤاله حول ردود فعل قوات الامن تجاه الاحتجاجات واسعة النطاق بإقليم سيشوان وإقليم جانسو المجاور وغيره من مناطق التيبت، أجاب أنهم "أظهروا أقصى درجات ضبط النفس". وقال كين للصحفيين "لم يستخدموا أي أسلحة مميتة". لكن الوزارة ذكرت امس أن كل ما فعله كين هو تأكيد بيان سابق للحكومة بأن الشرطة لم تفتح النار في لاسا. من جانب آخر، اكد البيت الابيض ان الرئيس الاميركي جورج بوش سيتوجه إلى بكين خلال الالعاب الاولمبية رغم الحوادث في التيبت، لكن ذلك لم يمنع الحكومة الاميركية من التعبير عن "قلقها" من الوضع وابلاغ الصين بذلك "مباشرة". وقالت المتحدثة باسم الرئاسة الاميركية دانا بيرينو "نحن قلقون جداً لما يجري في التيبت وعبرنا عن هذا القلق". وفي مؤشر على هذا القلق، اتصلت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس فور عودتها من موسكو الاربعاء بنظيرها الصيني يانغ جيشي لتبلغه "بشكل مباشر" بموقف الادارة الاميركية، حسبما اضافت بيرينو.