تشهد مدينة البصرة توتراً أمنياً جديداً بعد مواجهات دارت في بلدة الكرمة 6 كلم شمال البصرة استولى خلالها مسلحون منشقون عن"جيش المهدي"، الموالي للزعيم الشيعي مقتدى الصدر، على سيارات الشرطة أول من أمس. وانتهت المواجهات التي أودت بحياة مدني يملك دكاناً قرب سوق المدينة، بتخلي المسلحين عن أربع سيارات استولوا عليها بعد ساعتين على احتجازها. وكانت المواجهات اندلعت إثر محاولة الشرطة اعتقال أحد المسلحين المطلوبين لديها يعتقد بانتمائه إلى جماعات منشقة عن ميليشيا"جيش المهدي". وأكد مواطنون في منطقة المواجهات تراجع الشرطة أمام المجموعة المسلحة بالقاذفات والأسلحة الخفيفة، وفشلها في اعتقال أي مسلح. وكان قائد شرطة البصرة اللواء الركن عبدالجليل خلف هدد بطرد رجال الشرطة الذين يتخلون عن سياراتهم وأسلحتهم أو يقعون في الأسر خلال مواجهات مع الجماعات المسلحة. وقُتل مدني يعمل في مطبخ عسكري وجُرح جندي معه إثر سقوط صاروخ ليل السبت - الاحد على معسكر قرب جسر الزبير 20 كلم جنوب غربي البصرة. وقال مصدر أمني إن مجموعة مسلحة أطلقت صاروخاً باتجاه معسكر تابع للفرقة العاشرة يعتقد بأنه كان يستهدف مطار البصرة الدولي حيث تقيم القوات البريطانية، ما أسفر عن مقتل طباخ مدني يعمل بعقد موقت وجرح جندي كان معه في الوحدة العسكرية. وأكد المصدر نفسه مقتل شرطي من مديرية جمارك المنطقة الرابعة في البصرة على الطريق العام بين مدينتي خور الزبير وأم قصر 60 كلم عن مركز المدينة. وكان مسلحون دخلوا قبل أسبوع أحد المكاتب في منطقة الجزائر وسط المدينة وقتلوا ثلاثة موظفين بأسلحة مزودة بكواتم للصوت. وذكر أصحاب المحال المجاورة للمكتب أن أشخاصاً دخلوا بصفة مراجعين ثم خرجوا ولم نسمع صوت إطلاق للرصاص لكن المقتولين كانوا أُصيبوا بعشرات الطلقات النارية، وأشاروا الى أن مبالغ مالية تقدر ب30 ألف دولار أميركي تركت دون أن يصادرها أفراد المجموعة. وازدادت أوضاع المدينة سوءاً خلال الأشهر الماضية، إذ أكدت مصادر في مستشفى البصرة العام سقوط 20 ضحية للعنف يومياً.