انعكست العلاقات السياسية المتطورة بين دمشقوأنقرة إيجابا على ملف المياه الذي ظل لعقود طويلة محط نزاع بينهما، وتنوي الحكومة السورية إقامة مشاريع على نهري دجلة والفرات اللذين تتشاطأ عليهما مع العراقوتركيا بكلفة تصل إلى ثلاثة بلايين دولار. وقال نائب رئيس الوزراء عبدالله الدردري ل"الحياة"أن التنسيق السوري والعراقي والتركي إزاء نهري دجلة والفرات"في أحسن صوره". وزاد:"تمرر لنا تركيا من مياه الفرات اكبر من الكمية المتفق عليها وهي 500 متر مكعب في الثانية، وهذا يساعدنا في توليد طاقة كهربائية أكثر في محطات سد الفرات، كما يسمح لنا باستثمار مشاريع استصلاح الأراضي بشكل متميز". وكانت دمشق طالبت أنقرة بتمرير كميات إضافية من مياه نهري الفرات ودجلة لتعويض نقص مياه الشرب ولتنفيذ مشاريع مائية بعد تعرض المنطقة إلى موجة من الجفاف خلال السنوات الأخيرة. وأدى اتفاق بين الطرفين الى قيام سورية بجر جزء من مياه دجلة لاستصلاح الأراضي الزراعية في الزاوية الشرقية من البلاد. وأطلق الرئيس بشار الأسد بداية العام الحالي مياه الفرات في مجرى نهر قويق الذي يخترق محافظة حلب من شمالها إلى جنوبها وأعاد الحياة إليه بعد جفافه لأكثر من أربعة عقود، وبلغت كمية المياه المتدفقة فيه نحو ثلاثة أمتار في الثانية. كما تعتزم سورية جر مياه الفرات إلى مدينة تدمر في قلب بادية الشام لتنفيذ مشاريع زراعية وصناعية ولإرواء السكان. وتقدر كلفة المشروع بأكثر من 280 مليون دولار. وقال وزير الري السوري نادر البني ل"الحياة":"ضمن حصتنا من نهري الفرات ودجلة، خططنا حاليا لاستصلاح نحو 50 ألف هكتار في محافظتي الرقة ودير الزور. كما نعتزم البدء بتنفيذ مشروع الحلم لري 150 ألف هكتار من الأراضي الزراعية في محافظة الحسكة شمال شرقي البلاد عبر جر 1.25 بليون متر مكعب في السنة من نهر دجلة". وأضاف:"بعد تنفيذ هذه المشاريع سيصبح لدينا نحو نصف مليون هكتار من الأراضي الزراعية التي تستفيد من مياه الفرات ودجلة، وهذه المساحة تؤمن لنا إنتاج المادة الأساسية الإستراتيجية من القمح والمنتجات الزراعية الأخرى، كما تساعدنا على تنشيط المنطقة الشرقية تنمويا واجتماعيا". وكشف عن مشروع جديد لبناء سد على نهر الفرات في محافظة دير الزور لتوليد الطاقة الكهرومائية باستطاعة 800 ميغاواط و"يمكن أن تصل إلى 1200 ميغاواط، إضافة إلى إرواء 30 ألف هكتار من الأراضي الزراعية". وقدر كلفة هذه المشاريع بنحو ثلاثة بلايين دولار.