حشد المرشحان الديموقراطيان في الانتخابات التمهيدية الأميركية هيلاري كلينتون وباراك أوباما حملاتهما لخوض معركة طويلة"إغريقية اللون"، قد تستمر حتى المؤتمر الحزبي في آب أغسطس قبل حسم النتيجة، كان آخر مؤشراتها أمس، فوز المرشح الافريقي - الأميركي بولاية وايومينغ الريفية، قابلها تركيز حملة كلينتون على قلة خبرته السياسية، وترشيحه لمقعد نائب الرئيس، فيما انطلقت الحملة الوطنية للمرشح الجمهوري جون ماكين، ومعها الاستعدادات لجولة الى أوروبا والشرق الأوسط نهاية الأسبوع. وفي وايومينغ التي تصوت على طريقة المجامع الانتخابية، وأسلوب رفع الأيدي، فاز أوباما بالولاية الجمهورية الميول، ومسقط رأس نائب الرئيس الأميركي ديك تشيني. لكن نظام تقاسم المندوبين وضآلة عددهم في الولاية، أعطيا أوباما سبعة مندوبين، بعد فوزه ب61 في المئة من المجمعات، مقابل خمسة مندوبين لكلينتون التي فازت ب38 في المئة منها. وأفاد الفوز أوباما، بعد خسارة محورية الثلثاء الفائت في تكساس وأوهايو، عادت فيها منافسته بقوة الى السباق، طارحاً علامات استفهام حول قوته الانتخابية في الولايات الكبرى، في حال فوزه بلقب الحزب. ويتقدم المرشح الافريقي - الأميركي على الأميركية الأولى سابقاً بفارق 99 مندوباً 1527 مندوباً مقابل 1528 لكلينتون. وحشدت الحملتان لمعركة طويلة، في ظل عجز مشترك من حصد ال2025 مندوباً المطلوبين للفوز باللقب في أي وقت قريب. وفي الولايات الخمس عشرة المتبقية للسباق، تبرز أهمية بنسلفانيا للديموقراطيين، نظراً لغناها بعدد المندوبين 185، وأهميتها في المعركة الوطنية ضد الجمهوريين في تشرين الثاني نوفمبر. وستصوت بنسلفانيا في 22 نيسان أبريل المقبل، وتتقدم فيها كلينتون حالياً ب15 نقطة، وهي توجهت اليها أمس. أما أوباما، فسيعمل على تحسين حظوظه هناك، محاولاً توجيه ضربة قاضية لمنافسته. وتخوف المراقبون من"مأساة إغريقية"في نهاية السباق الديموقراطي، تدمر حظوظ المرشحين وتؤدي الى صعود ماكين. وسيعتمد فوز أي من أوباما أو كلينتون على توجه أصوات"المندوبين الكبار"، أي نخبة الحزب، المؤلفة من 795 شخصية. وستحاول كلينتون جذب أصوات هؤلاء، بإظهار قوتها في مواجهة ماكين ورصيدها المتفوق على أوباما في الولايات الكبرى، وفي مواضيع الأمن القومي والسياسة الخارجية. بدوره، سيحاول أوباما اقناع المندوبين الكبار بأنه الأكثر شعبية على الأرض، وحصد العدد الأكبر من المندوبين، والأكثر قدرة على جذب الصوت المستقل، وحتى بعض الجمهوريين. ميشغان وفلوريدا واندلع جدال داخل الحزب حول مصير ولايتي ميشغان وفلوريدا اللتين صوتتا في كانون الثاني يناير لمصلحة كلينتون، ولم تحتسب أصواتهما بسبب مخالفتهما قانون الحزب، وتقديم موعد الانتخابات. وتدرس قيادة الحزب الديموقراطي اعادة الانتخابات هناك في الأسبوع الأول من حزيران يونيو المقبل. ووافق على ذلك حاكما الولايتين وحملة كلينتون التي عرضت 15 مليون دولار لتغطية النفقات، في انتظار رد حملة أوباما. ويفيد السيناريو الديموقراطي الطويل، المرشح الجمهوري المخضرم ماكين، الذي تفرغ لحملته الوطنية والتفرج على التقاتل الداخلي بين الديموقراطيين. وأظهر استطلاع أجرته مجلة"نيوزويك"، تعادل ماكين مع أوباما، بنسبة 45 الى 46 في المئة، وبفعل الهجوم العنيف لكلينتون على منافسها. بدورها تقدمت كلينتون على منافسها الجمهوري بفارق ضئيل ونسبة 48 الى 45 في المئة. جولة ماكين وينطلق ماكين بعد غد الأربعاء، في جولة خارج الولاياتالمتحدة تستغرق عشرة أيام لإثبات قدراته القيادية. وسيرأس السناتور عن ولاية أريزونا وفداً نيابياً الى عواصم أوروبية وإلى الشرق الأوسط. وفيما لم تعلن الحملة رسمياً عن محطات الجولة، نقلت تقارير اعلامية أن بريطانيا وفرنسا وألمانيا على جدول الزيارة الأوروبية، واسرائيل والأردن والعراق على جدول دول المنطقة. وهاجم ماكين في تجمع انتخابي الدور السوري - الايراني في العراق، واستقبال مطار دمشق"إرهابيين"متوجهين الى العراق، و"تسهيل"طهران عبور عناصر من"القاعدة"الى العراق. وفي مؤشر لمأزق الجمهوريين في الرأي العام الأميركي، فاز الديموقراطي بيل فوستر في الانتخابات النيابية لملء المقعد الذي شغره زعيم الجمهوريين السابق في مجلس النواب دنيس هاسترت. وهي المرة الأولى التي يفوز فيها ديموقراطي في هذه البقعة من ولاية الينويز، مما يعكس تراجع شعبية الجمهوريين بعد ولايتين للرئيس جورج بوش.