شكل امن الاميركيين محور جدل حاد بين المتنافسين للفوز بترشيح الحزب الديموقراطي للانتخابات الرئاسية هيلاري كلينتون وباراك اوباما الذي رأى في تصريحاتها محاولة لاستغلال خوف الاميركيين. فقد بدأت كلينتون في اوج حملة انتخابية منيت خلالها بالهزيمة في 11عملية اقتراع منذ "الثلاثاء الكبير" في الخامس من شباط/فبراير، بث شريط دعائي تلفزيوني يشكك ضمنا بقدرة اوباما على التحرك في حال وقوع ازمة امنية. ويتم في الشريط التساؤل بلهجة مأساوية "من تريدون ان يرد على اتصال على الهاتف الاحمر في الليل؟" اذا حدث وضع امني خطير. وانتهز اوباما فرصة اجتماع في هيوستن (ولاية تكساس، جنوب) ليدين هذا النوع من الافلام الدعائية التي "تلعب على وتر خوف الناس" على حد قوله. وقال "لا اعتقد انها ستكون مجدية هذه المرة لان المسألة لا تتعلق بمن سيرد على الهاتف بل بالقدرة على الحكم الذي سنصدره عند الرد على الاتصال". واضاف "لقد عشنا تجربة الهاتف الاحمر فكان قرار غزو العراق. كلينتون قدمت الرد السيىء وجورج بوش قدم الرد السيىء وجون ماكين (المرشح الجمهوري) قدم الرد السيىء.. لقد وقفت وقلت ان حربا على العراق لن تكون امرا حكيما (...) انه نوع الحكم الذي سأبرهن عليه اذا تلقيت اتصالا من هذا النوع في البيت الابيض". ويسعى منظمو حملة كلينتون لتعزيز موقعها في مواجهة السناتور عن ايلينوي قبل الانتخابات التمهيدية الثلاثاء في تكساس حيث يشير استطلاع للرأي لشبكة "فوكس نيوز" الى تقدمه ثلاث نقاط (48% مقابل 45%)، واوهايو حيث تتقدم كلينتون على اوباما ثماني نقاط (46% مقابل 38%). وستجرى في اليوم نفسه انتخابات في ولايتين صغيرتين في شمال شرق البلاد ايضا هما فيرمونت المؤيدة لاوباما ورود آيلاند المؤيدة لكلينتون. واكد فريق حملة كلينتون ان "وسائل الاعلام كرست باراك اوباما مرشحا (للحزب الديموقراطي) وهو يتصرف كما لو كان كذلك"، متحديا اوباما بالفوز في كل مكان الثلاثاء. وقال "اذا لم يتمكن من الفوز في كل الولايات (...) ستكون هناك مشكلة". وقال هاورد ولفسون مدير الاتصالات في حملة كلينتون، ان "هذا سيدل على ان الديموقراطيين يشعرون بالندم وبان الحملة يجب ان تتواصل الاقل حتى بنسلفانيا (شرق في 22نيسان/ابريل) وبعد ذلك". وتابع ان "هذا سيدل على الاستياء الذي يثيره ترشيحه بين الديموقراطيين". وفي الواقع، وسائل الاعلام ليست الجهة الوحيدة التي رجحت فوز اوباما بترشيح الديموقراطيين. فهو شخصيا لم يعد يركز حملاته على كلينتون بل اصبح يتناول ماكين الذي يرجح فوزه بترشيح الجمهوريين وعلى الرئيس جورج بوش وانتقد الخميس مواقفه من العراق او كوبا. الا ان اوباما يلتزم الحذر. وقال لصحافيين "تذكروا نيوهامشير" (شمال شرق)، ملمحا بذلك الى المرحلة الثانية من الانتخابات التمهيدية في كانون الثاني/يناير التي فازت فيها في اللحظة الاخيرة كلينتون وبفارق ضئيل جدا. وقال يفيد بلوف مدير حملة اوباما الجمعة انه يتوقع ان يتواصل السباق بعد الثلاثاء وانه يستعد من الآن للمراحل المقبلة في وايومينغ (غرب في الثامن من آذار/مارس) والميسيسيبي (جنوب 11آذار/مارس). واكد بلوف ان الانتخابات التمهيدية الثلاثاء لن تؤدي "على الارجح الى تغيير كبير في (توزيع) المندوبين" تمهيدا لمؤتمر الحزب الديموقراطي الذي سيعقد في آب/اغسطس والمكلف رسميا اختيار مرشحه للانتخابات الرئاسية التي ستنظم في تشرين الثاني/نوفمبر. وحتى الجمعة، كان اوباما يتمتع بتأييد 1384مندوبا مقابل 1279لكلينتون من اصل 2025يفترض ان يحصل عليهم المرشح لاختياره ممثلا للديموقراطي في الاقتراع الرئاسي. واكد بلوف ان "فريق كلينتون يعتقد انه يجب الفوز في تكساس واوهايو معا بفارق عشر نقاط على الاقل (...) لكنهم سيفشلون في تحقيق هذا الهدف".