واصل المرشحان في الانتخابات التمهيدية للرئاسة الأميركية، الديموقراطي باراك أوباما والجمهوري جون ماكين سلسلة انتصاراتهما في ولايتي ويسكونسن وواشنطن شمال غربي الولاياتالمتحدة. وتعززت ثقة أوباما بإخراج منافسته على ترشيح الحزب الديموقراطي هيلاري كلينتون من السباق، فيما أعلن السناتور الجمهوري مبكراً فوزه بترشيح حزبه. وأربك تقدم أوباما حملة الأميركية الأولى سابقاً والتي تراهن على مفاجأة في معركتي أوهايو وتكساس خلال أسبوعين، لتفادي الخروج من السباق. وفرض صعود أوباما تغييراً في الخطاب الانتخابي لكلينتون وماكين اللذين استخدما لهجة قاسية حيال خصمهما المشترك، وعشية مناظرة ساخنة للديموقراطيين في تكساس اليوم. وحقق أوباما فوزه التاسع على التوالي ليل الثلثاء - الأربعاء، في ويسكونسن الولاية المعروفة بإنتاج أجود أنواع الأجبان الريفية. ووجه ضربة لكلينتون في قلب قاعدتها الانتخابية، عبر تعادله معها في أصوات الطبقة العمالية والذكور والنساء في ويسكونسن، وهي أصوات ذهبت تقليدياً للمرشحة الديموقراطية. وأعطت النسب شبه النهائية 58 في المئة من الأصوات لأوباما، في مقابل 41 في المئة لكلينتون، وفي الجانب الجمهوري 55 في المئة لماكين و37 لمنافسه الانجيلي مايك هاكابي. وتمكن أوباما من تقاسم أصوات الديموقراطيين مع كلينتون. لكن فوزه بأصوات الناخبين المستقلين وحتى الجمهوريين، جعله يتفوق على كلينتون بنسبة 17 في المئة. وأفاد موقع"رييل كلير بوليتيكس"المتخصص، بأن اوباما فاز بتأييد 1342 مندوباً في مقابل 1265 لكلينتون، ما يعني ان المرشحين ما زالا عاجزين عن الاقتراب من العدد المطلوب لحسم التنافس بينهما، وهو 2025 مندوباً. في المقابل، سجل ماكين قفزة مهمة أمس، إذ حصد اصوات 900 مندوب، ليقترب بذلك من الرقم المطلوب لحسم المعركة داخل حزبه، أي 1190 مندوباً. واقتصر التأييد لهاكابي على 242 مندوباً. وسعت حملة كلينتون إلى احتواء الضرر أمس، بالتركيز على الانتخابات المقررة في الرابع من آذار مارس المقبل، خصوصاً في ولايتي أوهايو وتكساس، وعلى المرشحة الفوز بهما لوقف صعود أوباما. وأشارت استطلاعات الرأي الأخيرة الى تقدم كلينتون في الولايتين، وستعتمد حملتها على المقاربة بين رصيد المرشحين ومهاجمة أوباما ورصيده المتواضع في مجلس الشيوخ ثلاث سنوات، في مقابل 35 سنة من الخبرة السياسية لكلينتون. وبدأ أوباما وكلينتون حملاتهما الدعائية في تكساس يمثلها 193 مندوباً وأوهايو 141 مندوباً، ويعدّان لزيارات شبه يومية للولايتين، لاستقطاب الناخبين في الأسبوعين المتبقيين. وتعوّل حملة كلينتون على فوز فيهما للعودة الى السباق، كما تعوّل على ولاية بنسلفانيا 158 مندوباً حيث تجرى الانتخابات في 22 نيسان أبريل، وهي تشكل آخر ولاية كبيرة تشهد انتخابات مماثلة. لكن الزخم القوي الذي حصده أوباما دفع مراقبين الى التساؤل عن"بداية النهاية لكلينتون"وبدء المعركة الأكبر بين ماكين وأوباما، بمجرد انعقاد مؤتمر الحزب الديموقراطي لتسمية مرشحه في آب أغسطس المقبل. وهاجم ماكين أوباما أمس و"حديثه الفارغ عن التغيير"، متعهداً التصدي له. كما فاز الأول في ولاية واشنطن، فيما بدأت عملية الفرز في هاواي لمعرفة الجمهوري الفائز هناك. ويعتبر سناتور ايلينوي الذي ولد في هاواي قبل 46 سنة، المرشح الأوفر حظاً في مجالس الناخبين في الارخبيل.