سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
اولمرت يتعهد تحقيق الردع بمواجهة "حماس" وتمديد إغلاق الضفة والإبقاء على الاستنفار وعدم استبعاد عمليات ثأر لهجوم القدس . حملة تحريض رسمية وإعلامية إسرائيلية ضد المقدسيين ودعوات الى تقييد حركتهم أو الفصل بينهم وبين اليهود
في ظل أجواء الصدمة والارتباك التي تلف الإسرائيليين منذ الخميس الماضي في أعقاب الهجوم الذي نفذه شاب فلسطيني من القدس على"مركاز هراف"الديني المتشدد في القدس الغربية، كرس رئيس الحكومة الإسرائيلية ايهود اولمرت كلمته الأسبوعية التي تسبق جلسة الحكومة لطمأنة الإسرائيليين إلى أن لدى الدولة العبرية"كل الوسائل والردود الملائمة والخبرة والقوة والجرأة لمواجهة التهديدات المختلفة المحدقة بأمنها"، مضيفا أن منفذ الهجوم اختار المعهد الديني بغرض المس برمز الحركة الصهيونية الدينية. في غضون ذلك، أبقت الشرطة على حال تأهب عالية تحسباً لعمليات تفجيرية داخل إسرائيل، فيما لم يستبعد معلقون بارزون أن يقوم أنصار اليمين الديني المتشدد ب"عمليات ثأر"لمقتل الطلاب الثمانية في المعهد. وقال اولمرت في مستهل جلسة الحكومة الأسبوعية التي كرست للاستماع للتقديرات الاستراتيجية لقادة كل الأجهزة الأمنية للعام الحالي، إن إسرائيل قادرة على مواجهة كل التهديدات وكل الأخطار المتعلقة بأمنها وأمن مواطنيها". وأضاف:"بالتأكيد هناك تهديدات ومخاوف وأخطار، لكن مجرد حديثنا عنها يعني أن هناك ردوداً عليها وبمقدورنا الاستعداد لمواجهة كل هذه الأخطار ومعالجتها كما ينبغي". وتابع:"نعتمد قدراتنا القومية والأمنية وقوة جيشنا وشجاعة قادته ومقاتليه، وسنكون قادرين على التأهب للمعالجة الصحيحة أيضاً للأخطار المحدقة". وتطرق اولمرت إلى عملية"مركاز هراف"، وقال إنه تم التخطيط لها جيداً، وأن منفذها لم يأت إلى"مركاز هراف"من باب الصدفة إنما كان على دراية تامة بأن"المكان خاص جداً وقصد المس بمدينة القدس وبرمز الحركة الصهيونية الدينية". وحرص اولمرت على الإشادة بالمعهد الديني الذي خرّج غلاة المتشددين وقادة الاستيطان في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967، وقال إن من هذا المعهد"تخرج خيرة المحاربين على مدى أجيال... إنه جزء من العمود الفقري وقدرة الصمود لإسرائيل". وزاد في محاولة واضحة لخطب ود اليمين الديني المتزمت والغاضب إزاء شعوره بأن رد الفعل الشعبي الإسرائيلي لم يكن على قدر الحدث لأن الحديث يدور عن طلاب متدينين، أن"ألم مركاز هراف هو ألم كل الإسرائيليين... ولن يلغي أي خلاف في الرأي تقديري الكبير وتقدير شعب إسرائيل العميق لهذا المركز وحاخاماته وطلابه وخريجيه... والألم ألمنا جميعاً ويتجاوز كل الانقسامات في الرأي". وكان اولمرت ربط مساء أول من أمس، في أول تعقيب له على عملية"مركاز هراف"، الهجوم بإطلاق الصواريخ على إسرائيل من قطاع غزة، وقال:"هناك رابط مباشر بين إطلاق الصواريخ والاعتداء"، مضيفاً أنه في الحالتين"كان هدف الإرهابيين، سواء كانوا ينتمون إلى حركة حماس أو إلى أي منظمة أخرى، هو جعل حياتنا مستحيلة. لكنهم لن يتمكنوا من تحقيق ذلك". وزاد:"مثلما عرفنا على مدار السنين تحقيق ردع أمام دول كثيرة حاربتنا وحققنا ردعاً في مقابل حزب الله الذي لم يجرؤ منذ عام ونصف العام على إطلاق صاروخ واحد، سنحقق الردع أمام عصابات القتلة الممثلة بحماس في قطاع غزة وبتنظيمات الإرهاب التي تنشط ضدنا". وتابع أن إسرائيل ستستخدم كل الوسائل العسكرية والديبلوماسية من أجل الدفاع عن نفسها وعن أمنها، ودعا الإسرائيليين إلى إبداء"قدرة على الصمود والعزيمة"، واعداً إياهم بأن إسرائيل ستنتصر في هذه المعركة،"وما من قوة ستقدر على المشروع الصهيوني، وعلينا مواصلة المعركة من أجل تأمين وجودنا وأمننا". من جهته، دعا نائب رئيس الحكومة ايلي يشاي إلى اتخاذ قرار أو سن قانون ينص على سحب حق الإقامة الدائمة في إسرائيل من أبناء عائلات أي مرتكب عملية مسلحة يحمل بطاقة هوية زرقاء وهدم بيوتهم. ووصف زميله من حركة"شاس"وزير الاتصال اريه أتياس إقامة خيمة العزاء في جبل المكبر في القدس ب"فضيحة"، ودعا الشرطة إلى تفكيكها فوراً. لكن الشرطة الإسرائيلية أعلنت أنها منعت ظهر أمس ستة متطرفين يهود من التوجه إلى"جبل المكبر"لهدم الخيمة. وصدرت دعوات من نواب الأحزاب المختلفة إلى هدم بيت منفذ العملية وإلى طرد أهله إلى قطاع غزة أو إلى رام الله، وطالب زعيم"ليكود"المعارض بنيامين نتانياهو الحكومة باتخاذ أقسى الإجراءات التي يتيحها القانون"ومنها اقتلاع خيمة العزاء التي يشكل نصبها مؤشرا الى ضعف الحكومة وتأتأتها وارتباكها". ورفض نتانياهو اقتراح نائب رئيس الحكومة حاييم رامون إخراج الأحياء الفلسطينية في أطراف القدسالمحتلة إلى خارج جدار الفصل، وقال إن إقامة جدار بين الأحياء العربية واليهودية"سيؤدي في نهاية المطاف إلى خروجنا من القدسالشرقية، ما سيجلب علينا ناراً جهنمية مثلما يحصل في سديروت وعسقلان". ورحب رئيس جهاز"موساد"السابق النائب داني ياتوم باقتراح رامون، وقال إن إقامة جدار فاصل بين اليهود والعرب في القدس مهم لمستقبل المدينة، مضيفا:"يسكن اليوم في حدود بلدية القدس 250 ألف فلسطيني، والجدار الجاري بناؤه اليوم يُخرج فقط 50 ألفاً منهم خارج سيطرتنا الأمنية... وإذا أبقينا 200 ألف فلسطيني، فسيكون هذا أكبر تجمع فلسطيني داخل إسرائيل لن يحول شيء دون تزود أي منهم بالسلاح مستغلاً أنه يحمل بطاقة هوية زرقاء وبإمكانه الوصول إلى حيث يشاء في أرجاء إسرائيل". التحقيق من جهة اخرى، ما زالت أجهزة الأمن الإسرائيلية تتكتم عن مجريات تحقيقاتها في عملية"مركاز هاراف"وتشاركها في ذلك وسائل الاعلام العبرية التي أفادت أن التحقيقات تتناول أساساً معرفة الجهة التي تقف وراء المنفذ أو التي مدته بالسلاح، إن وجدت هذه أصلاً. ولا يزال ثمانية من أفراد عائلة منفذ العملية وأقاربه رهن الاعتقال. ومن القليل الذي رشح عن التحقيق، فإن منفذ العملية درج في الأسابيع الأخيرة على مراقبة ما يدور داخل المعهد التلمودي، وركن سيارته يومياً لساعات ليطلع على نمط الحياة في المكان. ورأى معلقون أن العملية الأخيرة أخرجت إلى السطح المخاوف الكبيرة التي راودت أركان المؤسسة الأمنية في إسرائيل من"تعاظم ضلوع المقدسيين في عمليات إرهابية في المدينة". وأضافوا أن الاقتراحات بتقييد حركة المقدسيين في أرجاء إسرائيل لا تبدو عملية"تماماً كالاقتراح بالفصل بين الأحياء العربية واليهودية". وأضاف احدهم:"إنها فعلاً إحدى القضايا الأكثر تعقيداً التي تؤرق أركان المؤسسة الأمنية". ومددت سلطات الاحتلال فترة الإغلاق الصارم للضفة الغربية ليومين بينما أبقت الشرطة الإسرائيلية على حال الاستنفار في أنحاء إسرائيل أقل بدرجة واحدة من الدرجة القصوى، وتحديداً في القدس وحول مؤسساتها التعليمية تحسباً لعمليات تفجيرية، وأعلنت أن لديها عشرات الإنذارات بعمليات كهذه. وقال قائد لواء القدس أهارون فرانكو إن الغرض من الانتشار المكثف للشرطة هو إعادة الشعور بالأمن للناس. وذكرت"معاريف"أن الشرطة عززت انتشارها أيضاً في مدينتي ايلات على الحدود مع مصر وبئر السبع القريبة من قطاع غزة. وأضافت أن الإنذارات لدى الشرطة تتحدث عن عمليات انتحارية وسيارات مفخخة وعمليات خطف أو المس بشخصيات رفيعة. وكرر القائد العام للشرطة دودي كوهين استبعاده اندلاع انتفاضة ثالثة، مضيفاً أن العملية"نفذها مخرب تحرك بمفرده وعقد العزم على تنفيذها. لكن أوساطاً أمنية تخشى من أن تشعل عمليات انتقام قد يقوم بها يهود متشددون، موجة من العمليات التفجيرية من الطرفين لا يعرف أحد كيف وإلى أين ستنتهي.