أعلن الرئيس إدريس ديبي أمس أن حكومته تسيطر "ليس فقط على العاصمة بل على كل البلد"، في أول ظهور علني له منذ دخول المتمردين نجامينا السبت الماضي قبل انسحابهم إلى خارجها بعد ذلك بيوم. واستقبل ديبي الذي كان يرتدي زيه العسكري، الصحافيين في قصر الرئاسة بعد اجتماعه مع وزير الدفاع الفرنسي هيرفيه موران. ونفى تقارير عن إصابته بجروح خلال هجوم المتمردين، ومد يده قائلاً:"أنظر إليّ، إنني بخير". وأضاف:"نسيطر على الأوضاع، ليس فقط في العاصمة، بل في البلد كله". وقال:"صدت القوات المسلحة المعتدين. أُرغم المرتزقة الذين يوجههم السودان، على الفرار". وكرر اتهامه جيرانه السودانيين بدعم المتمردين الذي شنّوا محاولتهم الجديدة لإطاحة نظامه انطلاقاً من السودان. وتنفي الخرطوم المزاعم التشادية. وقال الرئيس التشادي أيضاً إن جيشه يطارد المتمردين الذين يفرون شرقاً. وزاد:"سنلحقهم قبل أن يدخلوا السودان. ولمّح ديبي الى أن حكومته ضعُفت جراء ما حصل. وقال:"إنني أعمل مع أقل من خُمس أعضاء حكومتي ... لا أعرف أين ذهب البقية. هؤلاء خونة. سنتعاطى مع هذا الأمر عندما يحين وقته". واتهم رئيس الوزراء التشادي دلوا كاسيري كوماكوي، أمس، ليبيا"بدعم"و"تسليح"المتمردين التشاديين. وقال في اتصال مع وكالة"فرانس برس"إن الزعيم الليبي معمر"القذافي هو الذي ساهم في تسليح هؤلاء الاشخاص. لقد سلحهم السودان ودعمتهم ليبيا". وكان كوماكوي في القصر الرئاسي في العاصمة وهو يرد على سؤال عن وجود وفد ليبي في نجامينا وصل مساء الثلثاء. وعيّن الاتحاد الأفريقي القذافي والرئيس الكونغولي دوني ساسو نغيسو وسيطين في الازمة التشادية. وقال كوماكوي"إننا لا نتعاطى في أي مسألة مع هؤلاء الأشخاص". وأضاف"كان ساسو نغيسو رئيساً للاتحاد الافريقي عام 2006. هل عالج المشكلة التشادية؟ لا. لقد أفسده الرئيس السوداني عمر البشير". واعتبر ان الوسطاء"خبثاء"وان الوساطة"مهزلة". وتساءل"يريدون وساطة بين أي طرفين؟ لم يبق هناك شيء من التمرد، نحن نلاحقهم بطيراننا وبراً ايضاً". ويؤكد تحالف أبرز ثلاث حركات متمردة معارضة للرئيس ديبي أن قواته لا تزال تنتشر حول العاصمة. ورداً على سؤال حول تصريحات سفير فرنسالدى نجامينا برونو فوشيه الذي اشار الثلثاء أمام الصحافيين الى"معلومات"حول وجود"رتلين من المتمردين يتحركان في الشرق"، اعتبر رئيس الحكومة أن الأمر"دعاية". وأضاف ان"السفير اختار معسكره واختار المعسكر المعاكس لذلك الذي اختاره الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي". وأعلن المتمردون التشاديون أمس أن إمكان مشاركة فرنسا عسكرياً لن تردعهم عن الهجوم على نظام الرئيس ديبي، محذرين باريس من"أي تدخل مباشر"في البلاد. وقال الناطق باسم تحالف المتمردين عبدالرحمن كلام الله في اتصال هاتفي مع وكالة"فرانس برس":"ذلك لن يردعنا". وأكد أن المتمردين"انسحبوا قليلاً"ليتحصنوا في شكل أفضل وباتوا ينتشرون الأربعاء على بعد"نحو 70 كلم"من نجامينا. وأضاف الناطق:"نحذّر فرنسا من أي تدخل مباشر لأن ذلك قد يتحول إلى وضع سيئ جداً بالنسبة لها". وتابع"إنها قد تفقد ماء الوجه في تشاد وتضع حياة جميع رعاياها في افريقيا في خطر". وكان الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي أعلن دعمه الثلثاء لنظيره التشادي، وقال:"إن ترتب على فرنسا أن تقوم بواجبها في تشاد فإنها ستفعل ذلك".