قال محللون ان فرنسا تسعى فقط الى امتلاك عضلات عسكرية وديبلوماسية تكفي لأن يكون لها كلمة في الصراع المتنامي في تشاد، من دون أن تتورط في حرب أخرى في فنائها الخلفي السابق في أفريقيا. وهناك نحو أربعة آلاف جندي فرنسي بالفعل في مهمات لحفظ السلام في ساحل العاج، وآخر ما يمكن ان ترغب فيه باريس هو أن تتورط في حرب أخرى. لكن فرنسا تريد أن تتأكد من أن السودان المجاور لا يساعد على اطاحة الرئيس التشادي إدريس ديبي. وقال باتريك سميث رئيس تحرير نشرة"أفريكا كونفدنشال"التي تصدر في لندن:"لا أرى أنها فرنسا تتحرك لانقاذ ديبي". وأضاف:"لكنني أرى حقاً انها تعمل على أن يكون لها وجود واستراتيجية لأن تجرب وأن تكون وسيطا في ما سيحدث لاحقاً، وان توجه رسالة واضحة الى الخرطوم". ويتهم ديبي الذي تلقى تدريباً عسكرياً فرنسياً، السودان بدعم وتسليح متمردين شنوا في الاسبوع الماضي الهجوم الأشد جرأة الى الآن على العاصمة نجامينا، قبل أقل من ثلاثة أسابيع على انتخابات الرئاسة التي ستجرى في الثالث من أيار مايو والمتوقع أن يفوز فيها ديبي. ودانت فرنسا التي لديها الآن 1350 جندياً في تشاد بعد ارسال تعزيزات، أي محاولات لاطاحة ديبي. وأطلقت طائرة حربية فرنسية الأربعاء طلقات تحذيرية على طابور للمتمردين وحلق الطيران الفرنسي في طلعات استطلاعية على مواقع المتمردين. لكن باريس تصر على أنها لا تريد أي دور قتالي. وشددت وزارة الخارجية الفرنسية على أن الاولوية لديها هي سلامة المواطنين الفرنسيين في تشاد ويقدر عددهم بنحو 1500 فرنسي. وواضح أن تشاد تحتفظ بأهميتها العسكرية بالنسبة الى فرنسا التي حافظت على وجود عسكري هناك معظم الوقت على مدى 46 عاماً منذ الاستقلال، وتوصف تشاد بأنها تمثل"حاملة طائرات في الصحراء"يمكن أن تخدم من خلالها قواعدها الأخرى في أفريقيا. وقال المحلل العسكري جان فنسان بريسي في معهد العلاقات الدولية والاستراتيجية في باريس انه يمكن للجيش الفرنسي أن يفعل الكثير للتأثير على الحكومة التشادية ودعمها من دون التدخل في القتال.