أيدت فرنسا أمس موافقة المتمردين التشاديين على إعلان وقف للنار في نجامينا، في خطوة رفضتها فوراً حكومة الرئيس إدريس ديبي معلنة أن لا مبرر لها بما أن القوات الحكومية تسيطر تماماً على العاصمة بعدما"سحقت"هجوماً شنّه السبت أكثر من 1500 متمرد وصلوا إلى قلب نجامينا وكادوا أن يطيحوا رئيس الجمهورية الذي حوصر لساعات في قصره. راجع ص 4 وبدا امس ان فرنسا القت بثقلها خلف الرئيس ديبي، معلنة استعدادها للتدخل ضد المتمردين المسلحين اذا اقتضى الامر. فبعد الحصول على دعم مجلس الامن لحكومة ديبي، ابلغ الرئيس نيكولا ساركوزي الصحافيين خلال جولة في غرب فرنسا ان"الجيش الفرنسي ليس هناك في تشاد لمحاربة أي طرف. لكن هناك قرارا قانونيا اتخذه مجلس الامن بالاجماع. واذا كانت تشاد ضحية عدوان فان لدى فرنسا الوسائل لصد أي عمل يتعارض مع القانون الدولي." ومن جانبه قال وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير، في مؤتمر صحافي مع نظيره التشادي أحمد علامي في باريس:"نشعر بالارتياح لتوقف القتال الذي لم يستأنف صباح اليوم امس طبقا لما لدينا من معلومات حتى ولو أن هناك على الارجح بعض المشاكل خارج نجامينا". وقال علامي:"الاف من سكان نجامينا هربوا لان المتمردين دفعوهم للاعتقال بانهم سيعودون، وطلبوا منهم مغادرة المدينة فور انتهاء القتال منذ 24 ساعة." وقدمت وكالة"فرانس برس"أمس صورة ميدانية للوضع في نجامينا بعد فشل هجوم المتمردين، مشيرة إلى عمليات نهب شهدها حي كليمات في وسط العاصمة ودمار هائل في الشوارع والمنازل في هذه المنطقة التي بدت وكأنها تعرضت لاعصار عنيف. وانتشرت أحواض الاستحمام والمغاسل وأجهزة تسخين المياه وطاولات وكراس ورفوف خشبية مكسرة أمام المنازل التي خُلعت أبوابها، بينما تتطاير الأوراق في كل مكان من الحي. ونُزعت اطارات السيارات التي تركها اصحابها قبل أن يرحلوا. وأضافت أن هذا الحي خال من المارة، كما المنطقة المحيطة بالقصر الرئاسي الذي تحصن فيه الرئيس ديبي خلال المعارك بين قواته ومتمردين جاؤوا من السودان. وبدت آثار القتال واضحة، من سيارات محترقة في وسط الشوارع والفجوات التي احدثها اطلاق النار في واجهات المباني وجدرانها والزجاج المكسور. ويتمركز الجيش عند مداخل المدينة وحول القصر الرئاسي، لكنه لم ينتشر في المدينة ولا عند مفارق الطرق ولا في الساحات الرئيسية حيث تمر من حين لآخر سيارات"بيك آب"تنقل جنودا من القوات الحكومية مدججين بالأسلحة. وقال الناطق باسم المتمردين عبدالرحمن كلام الله أمس:"إدراكا منها لمعاناة السكان التشاديين ونزولاً عند مبادرات السلام التي يقوم بها الأشقاء في ليبيا وبوركينا فاسو، وافقت قوات المقاومة الوطنية على وقف فوري لاطلاق النار". لكن رئيس الوزراء التشادي نور الدين دلوا كاسيري كوماكوي رفض ذلك، وصرح إلى قناة"فرانس 24":"لماذا اتفاق لوقف اطلاق النار؟ لم يعد لهم وجود. مع من تريدون أن نوقع وقف اطلاق نار؟ لقد سحقناهم". وأضاف:"لسنا فقط نسيطر على الوضع بل لم يبق تمرد، تم القضاء عليهم جميعاً. وآخر فلولهم تطارد على بعد خمسين كلم"من نجامينا. وأكد"انهم في محيط أولوا، وطيراننا يلاحقهم"، مضيفاً:"لقد استولوا على سيارات خاصة للفرار وتخلوا عن الآليات العسكرية".