انتزع المرشح الديموقراطي في الانتخابات التمهيدية للرئاسة الأميركية باراك أوباما، الصدارة في السباق من منافسته هيلاري كلينتون أمس، بعد فوز ساحق في العاصمة وولايتي ماريلاند وفيرجينيا. وسيحاول المرشح الافريقي - الاميركي تكرار هذا الفوز في ولايات الوسط والجنوب، لشل ماكينة منافسته التي تتقدم في بعض الاستطلاعات بعد تعزيز حملتها الدعائية. وقابلت صعود أوباما في المعسكر الديموقراطي، قفزة للسناتور الجمهوري جون ماكين بعد فوز الثلثاء في ولايات، وضعه على مشارف التفوق على منافسيه الجمهوريين، استعداداً لتفرغه لإطلاق حملته على صعيد وطني. وللمرة الأولى منذ انطلاق الانتخابات التمهيدية نهاية العام الماضي، تقدم أوباما على منافسته كلينتون في عدد المندوبين 1260 في مقابل 1221، بعد فوزه الثامن على التوالي ليل الثلثاء - الأربعاء، وبفارق شاسع في كل من فرجينيا 64 في مقابل 35 في المئة وماريلاند 59 - 37 وواشنطن 75 - 24. وساعد أوباما الذي يتحدر من أصول كينية، تأييد مطلق من الأقلية الافريقية - الأميركية الموجودة بكثافة في تلك الولايات، وتحسن التأييد له في أوساط اللاتينيين والنساء. وقال اوباما أمام الآلاف من مؤيديه في ماديسون ويسكونسن التي تشهد انتخابات الثلثاء المقبل:"هذه الحركة لن تتوقف، وهذا المساء نحن على طريق النصر، وان كنا ندرك انه ما زال امامنا طريق طويل". وتوقع المحلل في صحيفة"واشنطت بوست"دان بالز، معركة طويلة للديموقراطيين، نظراً الى ابتعاد المرشحين عن عدد المندوبين المطلوب 2025 للحصول على لقب الحزب. وكان لافتاً أمس، توجه كلينتون الى ولاية تكساس التي تصوّت في الرابع من آذار مارس المقبل، لضمان تقدمها في الولاية الغنية بعدد المندوبين 193 قبل انطلاقها الى اوهايو غداً والتي تصوّت مع تكساس. وتتقدم كلينتون في اوهايو بفارق 14 نقطة بحسب استطلاعات الرأي الأخيرة. وتراهن كلينتون على الفوز بهاتين الولايتين للعودة الى صدارة السباق، مسلّحة بأصوات الطبقة العمالية وتركيزها على الوضع الاقتصادي والذي أوصل زوجها الرئيس السابق بيل كلينتون الى الرئاسة العام 1992. الا أن مفاجأة من أوباما في معركة 4 آذار، قد تنهي طموح الأميركية الأولى سابقاً وحظوظها الرئاسية. وأطلقت حملة كلينتون عشر حملات اعلانية، احداها باللغة الاسبانية، في ولايات ويسكونسن وأوهايو وتكساس، ركزت على الأزمة المعيشية. واستقال أمس المسؤول في حملة كلينتون هايك هنري، اثر تعديلات في فريقه، شملت انسحاب مديرة الحملة باتيز دويل. كما ألقى أوباما خطاباً شدد على الشأن الاقتصادي. وأثار فوز أوباما مخاوف في أوساط الطبقة السياسية الداعمة لكلينتون، والمؤسسة الحزبية الداعمة بأكثريتها لترشيحها. وحاولت الحملة تبديد هذه المخاوف، بتحويل الانتباه الى ولايات تكساس وأوهايو. وبثت شبكة"أي. بي. سي"الاخبارية أن المرشح السابق جون أدواردز"يدرس جدياً دعم كلينتون"، ما يعيد خلط الأوراق في السباق ويعطي الاميركية الاولى سابقاً دفعاً إضافياً في الطبقتين الوسطى والفقيرة اللتين تتجاوبان مع خطاب ادواردز. وفي المعسكر الجمهوري، بدأ ماكين الاستعدادات لإطلاق حملته الوطنية بعد جمعه اصوات 804 مندوبين وفوزه بالولايات الثلاث أول من أمس، واقترابه أكثر من الفوز بترشيح حزبه. وهاجم ماكين السناتور أوباما، و"قلة خبرته في السياسة الخارجية"، كما بدأت حملته التفكير في أسماء المرشحين لنائب الرئيس والتي برز بينها اسم وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس. الا أن ماكين ما زال يواجه أزمة مع القاعدة المحافظة والتي صوّتت لمنافسه مايك هاكابي، ما يحتم عليه بحسب خبراء، التصالح مع هذه القاعدة لتحسين حظوظه في الفوز بالرئاسة في تشرين الثاني نوفمبر المقبل. ويبدو الحزب الجمهوري في موقع ضعيف في هذه الحملة، إذ يستقطب الديموقراطيون ضعف عدد الناخبين وأكثر من ثلاثة أضعاف التبرعات المالية.