تقدّم الروائي طالب الرفاعي قبل أيام، بطلب اعفائه من منصبه كمدير لادارة الثقافة والفنون في المجلس الوطني للفنون والآداب في الكويت وعودته الى العمل في الادارة الهندسية في المجلس. وأثار الطلب تساؤلات في أوساط مثقفي الكويت، وفتح باب السجال حول مستقبل العمل الثقافي داخل أروقة المجلس بعد تنحي الرفاعي. وعلى رغم أن طلب الرفاعي لم يكن مفاجأة، بحسب ما كتبت الصحافة الثقافية في الكويت، إذ أنه كان متوقعاً في ضوء ما تردد عن ان المجلس الوطني يكلف إرسال إداريين وليس مثقفين لتمثيله في مؤتمرات وفاعليات عربية ودولية. وجاءت الموافقة المبدئية من الأمين العام للمجلس بدر الرفاعي، في انتظار مواصلة نقاش لحل جملة من المواضيع الثقافية داخل المجلس. تسلم الروائي طالب الرفاعي مهمات عمله مديراً لإدارة الثقافة والفنون في المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب عام 2003، وأصبح المسؤول المباشر عن تنظيم النشاطات الثقافية للمجلس، ومديراً لمهرجان القرين، وهو المهرجان الثقافي الرئيسي لدولة الكويت، منذ العام 2003 ولخمس دورات متتالية. وأبرز الرفاعي خلال ندوات المهرجان الرئيسية القضايا الثقافية المتفاعلة على الساحة الثقافية العربية. فخصص ندوة عن الرواية العربية وطرائق السرد، وندوة أخرى عن قضايا الشعر العربي الحديث، وندوة ثالثة عن النقد العربي الحديث، وكانت ندوة الدورة السابقة عن"الثقافة والتنمية". وفي هذه الندوات، عمل طالب الرفاعي على أن تكون مائدة مهرجان القرين الثقافي، عامرة بالحضور العربي الإبداعي والثقافي، بمختلف أطيافه إلى جانب الحضور الإبداعي الكويتي. ولأن طالب الرفاعي جاء إلى العمل الثقافي من بوابة الموهبة والإبداع، بوصفه كاتب قصة وروائياً، فلقد استطاع، بحسب البعض، أن"يقيم جسراً من التواصل الثقافي المتفاعل بين رموز الساحة الثقافية في الكويت، وبين عموم مبدعي ومثقفي العالم العربي، بما انعكس إيجاباً على صورة الكويت في الساحة الثقافية العربية". واستطاع الرفاعي، إلى جانب مسؤوليته عن إدارة الثقافة والفنون، أن يبقى على رأس"جريدة الفنون"التي شارك في تأسيسها مع الدكتور محمد الرميحي، منذ العام 2001، إبان احتفال الكويت باختيارها عاصمة للثقافة العربية. وشكلت"جريدة الفنون"إضافة ثقافية وفنية مهمة الى إصدارات العربية، بتناولها شهرياً فنون: التشكيل والسينما والعمارة والتلفزيون. أخيراً يرى بعض المثقفين أنه بانفصام العلاقة بين الروائي طالب الرفاعي وإدارة الثقافة والفنون في المجلس الوطني،"تكون الساحة الثقافية الكويتية والعربية، خسرت وجهاً ثقافياً كويتياً مضيئاً، ظل على الدوام جسراً بين نشاط الكويت الثقافي والإبداعي، وبين المبدع العربي، مقدماً صورة مشرقة لعمل المبدع العربي ضمن المؤسسة الثقافية العربية.