الشارقة - "الحياة" - تأكيداً وتفعيلاً لمد جسور التواصل الثقافي والأدبي والفني بين الساحتين الاماراتيةوالكويتية، استضاف "اتحاد كتاب وأدباء الامارات" و"ندوة الثقافة والعلوم" وبالتنسيق مع "المكتب الثقافي الكويتي" في دبي، الروائي الكويتي طالب الرفاعي مدير تحرير "جريدة الفنون" الصادرة عن المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب. وزار الرفاعي يرافقه حارب الظاهري، عضو الاتحاد، مقر اتحاد الكتّاب في "أبو ظبي"، والتقى عدداً من الكتّاب والأدباء والقراء. وألقى محاضرة قدمه فيها الشاعر كريم معتوق. وتطرق الرفاعي، في حوار مفتوح، الى حال الرواية في الكويت، منوهاً بأن الرواية هذه جاءت وليدة الظروف السياسية الاجتماعية المتغيرة التي مرت بالكويت، وأن تصدير أول شحنة بترول كويتية بتاريخ 30/6/1946، كان بمثابة تاريخ فاصل لمرحلتي ما قبل النفط وما بعده. وذكر الرفاعي ان رواية "قسوة الأقدار" للكاتبة صبيحة المشاري، التي صدرت عام 1952، يمكن وصفها بأول رواية في الكويت، ثم تتالت الإصدارات الروائية الكويتية، كرواية "مدرِّسة من المرقاب" للكاتب عبدالله خلف، ورواية "وجوه في الزحام" للكاتبة فاطمة يوسف العلي. وهذه الروايات يمكن النظر اليها باعتبارها تشكل مرحلة الريادة في الرواية الكويتية. ثم تطرق الى حال الروائي اسماعيل فهد اسماعيل الخاصة في الرواية الكويتية، حيث غزارة وتنوع ونضج في اعماله الروائية، وتوزع في المناخات العربية، وكون اسماعيل الفهد يشكل الواجهة الروائية الكويتية العربية الأهم والأكثر حضوراً واستمراراً. وأشار الرفاعي الى أن أسماء روائية كثيرة احتلت مكانة مهمة في ساحة الرواية في الكويت أمثال: ليلى العثمان، وليد الرجيب، فوزية شويش السالم، حمد الحمد وناصر الظفيري. وأن الهم الاجتماعي والمتغيرات التي يمر فيها المجتمع الكويتي، تشكل التيمة الأساسية في محور الأعمال الروائية، وأن النتاج الروائي الكويتي استطاع ان يشكل لنفسه ملمحاً محلياً عربياً خاصاً به، وأنه يقف بذلك الى جانب أي نتاج روائي عربي آخر. وفي لقاء ثان للرفاعي، في مقر اتحاد الكتّاب في الشارقة، قدم الشاعر السوري حسين درويش، الكاتب الكويتي في حوار مفتوح حول تجربته في الكتابة. وأشار الرفاعي الى كونه جاء الكتابة من باب القراءة، وأن القراءات الأولى شكّلت العالم الأجمل بالنسبة له، وأخذته بعيداً الى عوالم لم يكن يحلم بالتعرف اليها. وأن الكتابة هي وجع دائم يلاحق الكاتب، وأنها متى ما استطاعت ان تتمكن من صاحبها، فإنها قادرة على أن تنازعه على أي متعة يعيشها، وأنها تصبح بمثابة نصل سكين يدمي خاصرته، ويفسد عليه لحظاته. وتطرق الرفاعي الى ان القصة القصيرة تشكّل النوع الأدبي الأصعب، وأن كتابة مجموعة قصصية أصعب بكثير من كتابة رواية، وأنه ما زال يعشق القصة القصيرة كونها الأقرب الى قلبه، وأن الهم الاجتماعي ومعاناة العمالة الوافدة في الكويت، ربما تشكل الملمح الأوضح في كتاباته، وأنه انما استقى ذلك من خلال خبرته العملية، بعدما عمل أكثر من خمسة عشر عاماً في حقل الهندسة المدنية كونه مهندساً مدنياً، وأنه عايش كثيراً من المرارات على أرض الواقع. واستضافت "ندوة الثقافة والعلوم" الرفاعي، بصفته مديراً لتحرير "جريدة الفنون"، وقدم بلال البدور الرفاعي منوهاً بدور الكويت المعروف في مجال الاصدارات الثقافية والأدبية، منذ صدور "مجلة العربي"، مروراً بسلسلة "من المسرح العالمي".