يسعى المنتخب المصري إلى مواصلة حملته الناجحة للدفاع عن لقبه وإيقاف مغامرة المنتخب الانغولي، عندما يلاقيه اليوم في كوماسي في الدور ربع النهائي. وضرب المنتخب المصري بقوة منذ المباراة الأولى، بفوزه الكبير على الكاميرون 4-2، وزكّى استعداداه الجيد للدفاع عن اللقب الذي ناله قبل عامين، بالفوز الساحق على السودان بثلاثية نظيفة قبل أن يختم الدور الأول بتعادل مع زامبيا 1-1 بعدما كان قاب قوسين أو أدنى من تحقيق الفوز الثالث على التوالي، إذ استقبلت شباكه هدف التعادل في الدقيقة 89. في المقابل، خالف المنتخب الانغولي التوقعات، وخطف بطاقته إلى الدور ربع النهائي للمرة الأولى في تاريخ مشاركاته الخمس حتى الآن في النهائيات، وذلك على حساب منتخبين عريقين هما السنغالوجنوب أفريقيا. والأكيد أن انغولا لن تكون لقمة سائغة لمصر، خصوصاً أن معنويات لاعبيها عالية جداً بعد الانجاز التاريخي الذي حققوه للمرة الأولى في النهائيات القارية الذي أكدوا من خلاله أحقيتهم بالتأهل إلى المونديال قبل عامين. وحذر المدير الفني للمنتخب المصري حسن شحاتة اللاعبين من الاستهانة بالمنتخب الانغولي واعتبار مواجهته سهلة"لان كرة القدم لا تعترف إلا بذل الجهد على المستطيل الأخضر"مؤكداً"ان مفاجآت مباريات الكؤوس تقصم ظهر الكبار قبل الصغار". وحرص المنتخب المصري منذ أول تدريب بعد لقاء زامبيا على تدريب اللاعبين على تسديد ركلات الترجيح تحسباً للجوء إليها في حال التعادل في الوقتين الأصلي والإضافي. أما مدرب مصر شوقي غريب فأكد أن الجهاز الفني لمنتخب بلاده"يحسب ألف حساب لانغولا"، وقال:"انه منتخب قوي ومنظم ويلعب كرة جماعية وهذا هو سر تألقه في البطولة". وأضاف ان"الاستعداد الجيد الذي قامت به انغولا في البرتغال قبل البطولة أسهم بشكل كبير في النتائج التي حققتها حتى الآن وخالفت بالتالي جميع التوقعات التي أبعدتها عن المنافسة، خصوصاً في ظل وجود السنغالوجنوب أفريقيا وتونس في المجموعة الرابعة". وأوضح غريب انه يعرف جيداً المنتخب الانغولي بعدما"لعبنا أمامه في البرتغال. كانت المباراة مفيدة جداً بالنسبة لنا وأوضحت أموراً كثيرة كانت مجهولة بالنسبة للجهاز الفني"معترفاً في الوقت نفسه بأن المنتخب المصري"كتاب مفتوح أيضاً للمنتخب الانغولي". وأوضح ان"اللاعبين يقدرون حجم المسؤولية الملقاة على عاتقهم وتعاهدوا على تحقيق الفوز لمواصلة المشوار بنجاح". وأعرب شوقي عن سعادته بالروح العالية التي ظهر بها اللاعبون في التدريبات قبل المباراة والحماسة غير المسبوقة التي تؤكد حرص الجميع على المشاركة في هذا اللقاء المصيري. ويعود إلى صفوف المنتخب المصري مدافعه محمود فتح الله الذي غاب عن المباراة الأخيرة أمام زامبيا بسبب الإيقاف. تونس- الكاميرون يخوض المنتخب التونسي بطل عام 2004 اختباراً حقيقياً عندما يلاقي نظيره الكاميروني اليوم. ويدرك المنتخب التونسي جيداً أن مهمته لن تكون سهلة أمام الكاميرون المتعطشة إلى الانتصارات بعد خسارتها المدوية أمام مصر حاملة اللقب 2-4 في الجولة الأولى من منافسات المجموعة الثالثة، بيد ان"نسور قرطاج"يطمحون بدورهم إلى مواصلة المشوار الرائع الذي حققوه حتى الآن خصوصاً بعدما افلتوا من الخسارة أمام السنغال 2-2 في الجولة الأولى من منافسات المجموعة الرابعة. ويمكن القول ان هناك تشابهاً في مشوار المنتخبين التونسيوالكاميروني في النسخة الحالية، وان كان الأول لم يخسر أي مباراة حتى الآن خلافاً"للأسود غير المروضة". وتعتبر مباراة المنتخبين ثأرية لتونس الذي تتذكر جيداً سقوطها أمام الكاميرون صفر-3 في الدور نصف النهائي في اكرا عام 2000 عندما أقيمت النهائيات في نيجيرياوغانا معاً. وقال مدرب تونس نبيل معلول:"تأهلنا الى الدور ربع النهائي لا يعني أننا حققنا أهدافنا، فنحن نسعى إلى مواصلة مشوارنا في البطولة والذهاب بعيداً وبالتالي هدفنا هو تخطي الكاميرون". وأضاف"حظوظنا بالتأهل قائمة بشكل كبير لأننا أظهرنا مستوى جيداً، لكن مواجهة الكاميرون لن تكون سهلة والحل الوحيد هو العمل بعزيمة كبرى وبجدية". وأوضح"سنعد أنفسنا بشكل ممتاز للكاميرون على رغم انها استفادت من يوم راحة إضافي قياساً تأهلت الأربعاء وتونس الخميس، الا أن إشراكنا 17 لاعباً في الدور الأول سيساعدنا بشكل كبير لان معظم اللاعبين دخلوا في اجواء المنافسة". أما المدير الفني الفرنسي روجيه لومير فقال:"تحضرنا جيداً لمواجهة الكاميرون. لان التأهل يكون عبر مباراة واحدة. الكاميرون لها أسلوب مختلف عن كرة القدم المغاربية، فهي تعتمد على المؤهلات الفنية والقوة وبالتالي فان مهمتنا أمامها لن تكون سهلة لكنها ليست مستحيلة خصوصاً بعد خسارتها امام مصر". ومن المتوقع ان يدفع لومير بالتشكيلة ذاتها التي تغلبت على جنوب أفريقيا، وضمت على الخصوص لاعبي الوسط مهدي النفطي وشوقي بن سعادة الذي غاب عن المباراة الأخيرة بعدما قرر المدرب إراحته، كما ان المهاجم أمين الشرميطي مرشح بقوة للعب أساسياً بعد العرض الجدي الذي قدمه أمام انغولا، علماً بأنه غاب عن المباراتين الأوليين بسبب الإيقاف. في المقابل، تسعى الكاميرون إلى فك العقدة التي لازمتها في الدور ربع النهائي في النسختين الأخيرتين خصوصاً بالنسبة إلى مهاجمها وهدافها نجم برشلونة الاسباني صامويل ايتو، الذي كان سبباً في خروج منتخب بلاده من ربع النهائي قبل عامين في مصر عندما أهدر ركلة ترجيح منحت الفوز لساحل العاج. أبو تريكة رجل المناسبات الكبرى نجح لاعب الوسط المهاجم محمد ابو تريكة في فرض نفسه رجلاً للمناسبات الكبرى في فترة وجيزة من مسيرته الكروية سواء مع فريق الاهلي ام منتخب بلاده مصر، وهو سيسعى الى تأكيد هذه السمعة عندما يقود الفراعنة اليوم الاثنين امام انغولا ضمن الدور ربع النهائي للنسخة السادسة والعشرين من نهائيات كأس امم افريقيا لكرة القدم المقامة حالياً في غانا وتستمر حتى الأحد المقبل. ويعتبر ابو تريكة بين اهم اللاعبين في تشكيلة المنتخب المصري، وهو قاده الى احراز اللقب القاري للمرة الخامسة في تاريخه قبل عامين في القاهرة على حساب ساحل العاج بركلات الترجيح، إذ سدد الركلة الترجيحية الأخيرة والحاسمة. بدأ ابو تريكة مسيرته الكروية على غرار معظم لاعبي كرة القدم في الاحياء الشعبية، وعندما بلغ 21 عاماً اقترح عليه احد اصدقائه القيام بتجربة في نادي الترسانة، ثاني اكبر ناد في منطقة الجيزة بعد الزمالك، فنجح في الاختبارات وانضم الى صفوفه عام 2000 وقاده من الدرجة الثانية الى الاولى، وتوج هدافاً له في الموسمين التاليين، قبل ان ينتقل الى الاهلي في كانون الثاني يناير 2004، فكان احد الاسباب الرئيسية في عودة الأخير الى منصات التتويج محلياً وقارياً وعالمياً. وكان تألق ابو تريكة في موسمه الاول مع الاهلي بوابته الى المنتخب المصري، فخاض مباراته الدولية الأولى في مواجهة ترينيداد وتوباغو في 31 آذار مارس 2004 وسجل خلالها اول اهدافه الدولية، علماً بأنه سجل 5 اهداف في مبارياته الدولية الست الاولى، وهو سجل حتى الآن 10 اهداف في 28 مباراة. وخاض ابو تريكة 28 عاماً 70 مباراة مع الاهلي العام قبل الماضي من دون أي خسارة، وقاده الى احراز لقب الدوري والكأس وكأس النخبة. وتوّج ابو تريكة افضل لاعب في مصر 4 مرات متتالية اعوام 2004 و2005 و2006 و2007. جوب يبحث عن مجده الضائع يبحث مهاجم نيس الفرنسي جوزيف ديزيريه جوب عن مجده الضائع في صفوف منتخب بلاده عندما يقوده اليوم الاثنين امام تونس في الدور ربع النهائي للنسخة الپ26 من نهائيات كأس امم افريقيا لكرة القدم المقامة حاليا في غانا وتستمر حتى الاحد المقبل. وعلى رغم الانجازات الرائعة للكاميرون في كأس أمم أفريقيا عامي 2000 و2002، فان ديزيريه لم يكن له نصيب فيها ويبقى افضل انجاز له معه وصيف بطل الكأس القارية للمنتخبات عام 2003 في فرنسا. لكن ديزيريه، الذي احتفل بعيد ميلاده الپ30 في الاول من كانون الاول ديسمبر الماضي، كشر عن انيابه في النسخة الحالية بتسجيله هدفين وكأن لسان حاله يقول:"انا هداف من الطراز الرفيع وأستحق الدفاع عن الوان المنتخب". واعترف ديزيريه بان"الوقت فات لكي أقول كلمتي في صفوف المنتخب، لقد تقدمت في العمر 30 عاماً وبالتالي فإن البطولة الحالية قد تكون الاخيرة لي مع المنتخب". وأضاف:"ارغب في مواصلة تألقي في البطولة الحالية لقيادة المنتخب الى لقب غال بالنسبة له ولي شخصياً قد يكون مسك الختام دولياً". واوضح ديزيريه الذي خاض 55 مباراة دولية مع الكاميرون سجل خلالها 8 أهداف فقط"صحيح انني اشعر بمرارة كبيرة لعدم نجاحي في فرض نفسي في صفوف المنتخب، لكن أعتقد بانه لو القينا نظرة على مهاجمي"الاسود غير المروضة"فسنرى الكم الكبير من نجومها". خاض ديزيريه تجربة جديدة في الدوري الانكليزي وتحديداً مع ميدلزبره منذ عام 2000 ولعب في صفوفه 112 مباراة سجل خلالها 22 هدفاً من ضمنها هدفه الاول معه الذي اهله لاحراز كأس رابطة الاندية عام 2004، علماً بأن النادي الانكليزي أعاره الى متز من كانون الثاني يناير الى حزيران يونيو 2002، فخاض معه 14 مباراة سجل خلالها هدفين فقط. وتحول ديزيريه الى الدوري السعودي على سبيل الاعارة أيضاً من ميدلزبره إذ لعب مع اتحاد جدة وأسهم في احرازه لقب بطل مسابقة دوري ابطال آسيا على حساب العين الاماراتي.