على غرار النسخة ال25 قبل عامين في مصر، كان المنتخبان المصري حامل اللقب والتونسي بطل عام 2004 الممثلين الوحيدين لعرب افريقيا في الدور ربع النهائي للنسخة ال26 من بطولة امم افريقيا لكرة القدم. وحجز المنتخبان المصري والتونسي بطاقتيهما الى الدور ربع النهائي في النسخة الحالية عن جدارة واستحقاق، وفي مجموعتين صعبتين خصوصاً الفراعنة الذين أكدوا استعدادهم الجيد للدفاع عن لقبهم وتعزيز الرقم القياسي في عدد الالقاب في النهائيات. وضرب المنتخب المصري بقوة منذ المباراة الاولى، إذ روض منتخب"الاسود غير المروضة"الكاميروني، عندما تغلب عليه 4-2، ثم توج عرضه الرائع بفوز ساحق على السودان بثلاثية نظيفة، وبعدها كان في طريقه الى تحقيق العلامة الكاملة عندما تقدم على زامبيا 1- صفر حتى الدقيقة 89 بيد ان شباكه تلقت هدف التعادل. وأكد مدرب مصر شوقي غريب ان فريقه حقق ما كان يصبو اليه بحجزه بطاقة التأهل الى الدور ربع النهائي ثم انهاء الدور الاول في صدارة المجموعة وتفادي الاصابات. يذكر ان مواجهة مصر وانغولا في ربع النهائي ستشهد منافسة بين لاعبي الاهلي الدوليين محمد ابو تريكة ووائل جمعة وعصام الحضري وعماد متعب وشادي محمد وزميليهم في الفريق الاحمر الانغوليين فلافيو امادو وجيلبرتو. واستعد المنتخب المصري للنهائيات في ظروف صعبة بسبب الاصابة التي لحقت بمهاجم ميدلزبره الانكليزي احمد حسام الملقب بپ"ميدو"وكذلك نجم الاهلي محمد بركات، فيما فضل لاعب وسطه حسام غالي الذي كانت تعقد عليه آمال كبيرة لقيادة خط الوسط، التوقيع لفريق دربي كاونتي الانكليزي والدفاع عن الوانه بعدما اشترط عليه الاخير عدم المشاركة في النهائيات القارية، إضافة الى انه اضطر لخوض المباراة الاولى في غياب قائده احمد حسن بسبب الايقاف ونجمه محمد ابو تريكة بسبب المرض. وكان للروح القتالية التي يلعب بها المنتخب المصري الدور الكبير والفعال في تحقيق نتائجه الجيدة حتى الآن، وبرز لاعب وسط الاسماعيلي حسني عبد ربه بشكل لافت، الى جانب مهاجم هامبورغ الالماني محمد زيدان، وسجل كل منهما ثنائية في مرمى الكاميرون، علماً بان الاول هو هداف الفراعنة حتى الآن برصيد 3 اهداف يحتل بها المركز الثاني على لائحة الهدافين. وحرص المدير الفني حسن شحاتة على الاحتفاظ بالتشكيلة التي سحقت الكاميرون، وواصل احتفاظه بالنجم ابو تريكة على مقاعد الاحتياط في المباراة الثانية قبل ان يدفع به في الشوط الثاني ليترك بصمته بدوره بتسجيله ثنائية. من جهته، كشر المنتخب التونسي عن انيابه، مؤكداً نيته في استعادة اللقب الذي ضاع منه في النسخة الاخيرة، وحجز بطاقته الى ربع النهائي. وعوضت تونس التي احرزت اللقب مرة واحدة عام 2004 على ارضها، عرضها المتذبذب في الجولة الاولى امام السنغال 2-2، فسحقت جنوب افريقيا 3-1، ثم اكتفت بالتعادل السلبي مع انغولا، علماً بانها لعبت في غياب ابرز اوراقها الرابحة فرانسيليدو دوس سانتوس، لتخوف المدرب الفرنسي روجيه لومير من حصوله على انذار ثان يحرمه من المشاركة في ربع النهائي. يذكر ان سانتوس سجل ثنائية في مرمى جنوب افريقيا ورفع رصيده من الاهداف في العرس القاري الى 10 اهداف، وبات على بعد 6 اهداف من الرقم القياسي الذي حطمه الكاميروني صامويل ايتو. وحرم المنتخب التونسي بدوره ايضاً من خدمات مهاجمه الصاعد محمد امين الشرميطي في المباراتين الاوليين بسبب الايقاف، بيد انه استفاد منه في المباراة الاخيرة امام انغولا، فكان بين انشط العناصر التونسية وكاد يهز الشباك في اكثر من مناسبة. عموماً، لن يكون طريق مصر وتونس اللتين قد تلتقيان في النهائي، مفروشة بالورود في الادوار المقبلة، فالاول سيلاقي انغولا في مباراة ساخنة، فيما يخوض المنتخب التونسي مباراة لا تخلو من صعوبة امام الكاميرون، وفي حال تأهل الفراعنة فانهم سيواجهون ساحل العاج وصيفتهم في مباراة ثأرية، او غينيا، فيما تلتقي تونس في حال حجزها بطاقة دور الاربعة مع غانا المضيفة او نيجيريا. خيبة أمل وجّه المغرب انذاراً شديد اللهجة لمنافسيه في العرس القاري اقله في المجموعة الاولى، التي اوقعته القرعة فيها، عندما سحق ناميبيا 5-1 في المباراة الافتتاحية، فظن الجميع ان المنتخب المغربي سيكون منافساً قوياً خصوصاً بعد عروضه الرائعة في المباريات الاعدادية، ابرزها تعادله الثمين مع فرنسا 2-2 في عقر دار الاخيرة في تشرين الثاني نوفمبر الماضي. لكن سرعان ما خفت بريق نجوم المنتخب المغربي، فحصدوا هزيمتين متتاليتين امام غينيا 2-3 وغانا صفر-2 وخرجوا مبكراً من الدور الاول للمرة الثانية على التوالي بعد الاولى قبل عامين في مصر، علماً بان المغرب الذي كان يسعى الى لقبه الثاني بعد الاول عام 1976، خسر النهائي في تونس عام 2004 امام منتخب البلد المضيف 1-2. من جهته، لم تكن عودة السودان الى النهائيات موفقة بعد غياب 32 عاماً حيث مني بثلاث هزائم متتالية وبنتيجة واحدة صفر-3.