تتجه أنظار الجماهير العربية إلى استاد مومباكا في مدينة بانغيلا اليوم (الخميس) لمتابعة المواجهة المرتقبة بين حامل اللقب المنتخب المصري ونظيره الجزائري في نصف نهائي كأس الأمم الافريقية لكرة القدم التي تستضيفها أنغولا حتى 31 الجاري، فيما يلتقي المنتخبان النيجيري والغاني في موقعة ساخنة بالدور ذاته في العاصمة لواندا. ويسعى المنتخب المصري إلى الفوز لضرب أكثر من عصفور بحجر واحد، أولاً للزحف نحو لقبه الثالث على التوالي ليحقق إنجازاً غير مسبوق، إذ سيكون الوحيد الذي يتوج بالكأس للمرة الثالثة على التوالي بعدما نجح في ذلك في نسختي 2006 على أرضه و2008 بغانا فضلاً عن رغبته في رد اعتباره أمام نظيره الجزائري الذي خطف منه بطاقة الترشح لمونديال جنوب أفريقيا 2010. وبلغ «الفراعنة» نصف النهائي بعد تصدر المجموعة الثالثة برصيد 9 نقاط، إثر الفوز على نيجيريا وموزمبيق وبنين ثم أقصوا الكاميرون من ربع النهائي بعد مباراة ماراثونية وصلت لشوطين إضافيين. ونظراً لحساسية مباراة اليوم التي تعد مفترق طرق لتاريخ الجيل الذهبي للكرة المصرية بقيادة العميد الجديد للاعبين المصريين أحمد حسن الذي رفع رصيده إلى 170 مباراة دولية، فقد فضل المدير الفني حسن شحاتة إبعاد الإعلاميين عن التدريبات، مشيراً إلى رغبته في الحفاظ على تركيز اللاعبين. واستبعد المدرب المساعد لمنتخب مصر حمادة صدقي تكرار أحداث الشغب التي صاحبت اللقاء الفاصل في تصفيات كأس العالم بالسودان. وأشار إلى أن جميع اللاعبين المصريين في حالة تركيز من اجل العبور إلى النهائي لمواصلة المشوار نحو الحفاظ علي اللقب، وهو ما يهم اللاعبين والجهاز الفني. من جهته، قال رئيس الاتحاد المصري سمير زاهر إن مباراة اليوم تدفع «الفراعنة» لانتصار تاريخي وليست مجالاً للثأر. وأضاف: «مباراة الجزائر فرصة لتحقيق إنجاز غير مسبوق» وتابع زاهر: «الحشد الجماهيري المتوقع من الجانب الجزائري لن يؤثر في المباراة التي ستكون في أرض الملعب وليس المدرجات». وتحدث زاهر عن الفوز على «أسود» الكاميرون: «الفوز على الكاميرون والوصول لنصف النهائي شيء رائع لا سيما في الظروف التي يمر بها المنتخب من غيابات». ويفتقد المنتخب المصري لجهود محمد أبو تريكة وعمرو زكي للإصابة. وأشار زاهر إلى أن مباراة الكاميرون كانت جيدة، ومن يتصور أن الكاميرون كانت أفضل عليه مراجعة المباراة: «ستجدون أنها سيطرة شكلية وأن الكاميرون لا تملك أي هجمات خطرة». في المقابل سادت حال من التفاؤل بين أعضاء الجهاز الفني للمنتخب الجزائري بشأن إمكان مشاركة لاعب وسط فولفسبورغ الألماني كريم زياني في اللقاء المرتقب أمام مصر اليوم. وذكرت صحيفة «ليكيب» الفرنسية الرياضية عبر موقعها الالكتروني أن زياني لم يشارك في تدريبات «الخضر» أول من أمس «الثلثاء» لحين التأكد تماماً من عدم معاناته من أية إصابة تحول دون مشاركته. وبلغت الجزائر ربع نهائي «أنغولا 2010» بشق الأنفس بعد خسارتها في مستهل مشوارها أمام مالاوي صفر-3 ثم انتفضت وهزمت مالي 1-صفر قبل أن تتعادل مع أنغولا سلباً وتتأهل ثانية، بيد أن المنتخب الجزائري كشف عن وجه مختلف أمام كوت ديفوار في ربع النهائي وقدم مستوى فنياً كبيراً وأقصى «الأفيال» بفوز مستحق 3-2. وتسعى الجزائر إلى تأكيد جدارتها بالتأهل إلى كأس العالم على حساب حامل اللقب الأفريقي في الدورتين الأخيرتين. وفضل سعدان الاعتماد على القائمة التي خاض بها غمار تصفيات المونديال بنجاح والتي تقدم مزيجاً يجمع بين الخبرة ممثلة في المهاجم رفيق صايفي والقائد يزيد منصوري، وعنصر الشباب الذي يعبر عنه نجمه كريم زياني. وتمثل كأس الأمم بالنسبة لزياني تحديداً وزميله المدافع الصلب عنتر يحيى ذكرى استخراج شهادة الميلاد الدولية في نسخة 2004 بتونس التي شهدت آخر مشاركات «الخضر» حين وصلوا لربع النهائي قبل الخروج أمام الجارة المغرب. ويعتبر الظهير الأيسر لبورتسموث الإنكليزي نذير بلحاج من أبرز مفاتيح لعب المنتخب الجزائري نظراً لعرضياته المتقنة وتوازنه بين الدورين الدفاعي والهجومي. ونظراً لحساسية اللقاء عززت السلطات الأنغولية تدابيرها الأمنية في مدينة بانغيلا عقب فوز المنتخب المصري على نظيره الكاميروني وتأهله إلى المربع الذهبي لملاقاة نظيره الجزائري اليوم، والتقى مسؤولو الأمن الأنغولي مسؤولي بعثة المنتخب المصري وفي مقدمتهم نائب مساعد وزير الخارجية المصري السفير أحمد طه، وأوضح الجانب الأنغولي خلاله أن حكومة بلادهم حريصة على أن يخرج اللقاء في إطار آمن، مؤكدين أن السلطات الأمنية الأنغولية ستبذل قصارى جهدها لتأمين البعثة المصرية. وعينت لجنة الحكام بالاتحاد الافريقي الحكم البنيني كوفي كودجا لإدارة لقاء اليوم ويعاونه البورندي جاهونجو ديزيريه والزامبي شيكونجا كينيث، وفي اللقاء الآخر بنصف النهائي اليوم تبدو خبرة نيجيريا عامل ترجيح لكفتها على حساب غانا التي تخوض البطولة بتشكيلة أغلبها من لاعبي الشباب. وكانت نيجيريا أقصت زامبيا من ربع النهائي بركلات الترجيح فيما أطاحت غانا بالمنظم انغولا. واهتم الموقع الرسمي للاتحاد الدولي «الفيفا» بمباراة اليوم، وقال في تقريره: «سيشهد ملعب مومباكا اليوم قمة ساخنة بين مصر والجزائر، وهي مواجهة ستعيد إلى الأذهان مواجهتيهما في نوفمبر الماضي عندما فاز الفراعنة 2-صفر في القاهرة بالجولة الأخيرة من تصفيات المونديال وفرضوا مباراة فاصلة أقيمت في السودان وحسمتها الجزائر لمصلحتها بهدف وحيد». وأضاف التقرير: «ستكون مواجهة الجزائر هي الثالثة لمصر أمام احد الممثلين الستة للقارة السمراء في المونديال بعد نيجيريا 3-1 في الدور الأول والكاميرون 3-1 في ربع النهائي، وتساءل هل تنضم الجزائر إلى قائمة ضحايا «الفراعنة»؟