قدرت إحصاءات دولية معدل النمو في حركة النقل الجوي في المنطقة العربية بنحو 12,2 في المئة، يوازي ثلاثة أضعاف معدل النمو العالمي خلال 2006. وأفاد تقرير أصدره مركز"آسيا باسيفيك للطيران"CAPA إن المنطقة تجاوزت مجدداً معدل النمو العالمي في حجم الحركة الجوية المقدر بنحو 3.4 في المئة. وتوقع الرئيس التنفيذي للمركز بيتر هاربيسون أن تحافظ المنطقة العربية على النمو القياسي في معدل حركة الطيران العالمية حتى 2010. فيما يرجح الاتحاد الدولي للنقل الجوي"أياتا"، أن يبقى معدل النمو السنوي لحركة الركاب في المنطقة قوياً عند 6.9 في المئة، مقارنة بالمعدل العالمي المتوقع 4.8 في المئة خلال الأعوام المقبلة على رغم احتمال حصول تأثيرات سلبية نتيجة تباطؤ الاقتصاد الأميركي. ووفقاً لتقرير مركز"آسيا باسيفيك"، كانت المنطقة العربية الأسرع نمواً في حركة الركاب RPKs وحركة الشحن FTKs بمعدل نمو بلغ 15.4 و16.1 في المئة على التوالي. ورصد التقرير خمسة مطارات رئيسة تستقبل أكثر من عشرة ملايين راكب تقدّمها مطار دبي في سلّم النشاط الأعلى، والذي يخطط لاستيعاب 22 في المئة من العدد الإجمالي للركاب والبالغ 128 مليون راكب. وأكد المركز في تقرير حول مستقبل الطيران في منطقة الشرق الأوسط أن قطاع الطيران ليس مجرد"فقاعة وهمية يكثر الحديث عنها"، بل يشهد نمواً متواصلاً كبيراً وبمعدلات ثابتة في المستقبل. وتوقع أن يُسهم التوسع الكبير للمطارات ولشركات الطيران في تعزيز معدلات النمو الحالية الممتازة واستمرارها. وتقدر تقارير شبه رسمية حجم استثمارات عشرة مطارات في المنطقة العربية بنحو 36.8 بليون دولار في مشاريع توسيع، ستسمح باستقبال 318 مليون راكب إضافي سنوياً بحلول عام 2012. ويقدر إجمالي الاستثمارات الحالية للمنطقة في المطارات بنحو 60 بليوناً. أما شركات الطيران الإقليمية فبلغ حجم صفقاتها لتوسيع أساطيلها نحو 200 بليون دولار، بينها صفقات بقيمة 50 بليون دولار في معرض لوبورجيه الفرنسي الصيف الماضي، ثم صفقات بأكثر من 110 بلايين دولار في معرض دبي للطيران في دورته الأخيرة، بخلاف صفقات أعلن عنها خارج المعرضين كان آخرها صفقة طيران الخليج مع" بوينغ" الأميركية التي أبرمت أخيراً. ونفى هاربيسون أن تكون التوسعات في المنطقة العربية مبالغاً فيها أو غير مدروسة، مؤكداً انها تتمتع بموقع جغرافي طبيعي مميز يتعزز دوره بفضل سياسات السماء المفتوحة. وتحتل الإمارات والبحرين ولبنان والكويت وقطر الصدارة في تطبيق سياسات"السماء المفتوحة"، التي لعبت دوراً بارزاً في تطور صناعة السياحة في هذه البلدان، وساعدتها هذه السياسات على دخول أسواق عالمية عدة. كما أن تسيير الرحلات الطويلة أتاح للركاب السفر من دون توقف. وأكد التقرير أن هذه العوامل ستساعد شركات الطيران العاملة في المنطقة وكذلك مطارات المنطقة على مواكبة"تقنيات طيران الجيل القادم". وأكدت شركة" تيرابين"التي تستعد لتنظيم المؤتمر الأول حول"مستقبل قطاع الطيران في منطقة الشرق الأوسط"، أهمية التقاء أقطاب الصناعة الجوية لمناقشة تأثيرها المتنامي في قطاعي الطيران والسياحة حول العالم. وقال مديرها الإداري للشرق الأوسط سايمن روبنز، ان عدداً كبيراً من أهم صنّاع القرار في عالم الطيران أكدوا مشاركتهم في المؤتمر سواء كمتحدثين أو ضمن قائمة الحضور.