السائل الأمنيوسي هو المكان الذي يسبح فيه الجنين في رحم أمه خلال مسيرة الحمل الممتدة على مدى حوالى تسعة أشهر، وهو في الحال الطبيعية سائل رائق مهمته حماية الجنين من اللطمات والصدمات التي يتعرض لها. وحجم السائل يكون قليلاً في الأسبوع السابع 20 ميلليتر ليصل الى الذروة في الأسبوع 32 الى 36 ليتر تقريباً، ثم يقل بعد الأسبوع 38، ويسمح الفحص بالأمواج فوق الصوتية بحساب كمية السائل الأمنيوسي، الذي قد يتعرض للزيادة أو النقصان. ويتألف هذا السائل في معظمه من ماء بنسبة 97 الى 99 في المئة، وأملاح معدنية، وخلايا جنينية، ومواد بروتينية تملك فعلاً مضاداً للالتهابات، و مكونات عضوية وكيماوية، من هنا فإن فحص هذا السائل معلومات قيمة جداً. ويتطلب إجراء الفحص إحضار عينة منه، وبعد التخدير الموضعي وبمساعدة التصوير بالأمواج فوق الصوتية يتم التنفيذ بإدخال إبرة رفيعة تخترق جدار بطن الأم وعضلة الرحم الى حيث يقبع السائل الأمنيوسي فيسحب منه الكمية المطلوبة من 5 الى 10 ميلليتر لإجراء التحريات اللازمة. إن دراسة السائل الأمنيوسي لها أهمية حيوية وهي مفيدة في الأحوال الآتية: معرفة جنس الجنين للاستدلال على إمكان إصابته بأمراض مرتبطة بالجنس. الشذوذات الصبغية والجنينية لرصد أمراض كالناعور والمنغولية. الشذوذات التشريحية مثل تشوهات انغلاق الأنبوب العصبي. حال النضج التي بلغها الجنين، خصوصاً نضج الرئة، في حال استطباب الولادة قبل الأوان. الاضطرابات الاستقلالية الوراثية مثل داء التلزج المخاطي. حال الجنين المتأثر بفعل تضارب الزمرة الدموية المرتبطة بعامل الريزيوس. معرفة إذا كان الجنين متألماً. وتُسحب عينة من السائل الأمنيوسي بين الأسبوعين 15 و17، ولكن أحياناً قد يتم ذلك في الأسبوع 14 عند الشك في وجود شذوذات جنينية. وفي شكل عام يمكن القول إن هذا الفحص آمن ولكن ليس مئة في المئة، فاحتمال حدوث بعض الاختلاجات ضئيل ولكنه وارد، ومن بين هذه المضاعفات: الإجهاض، تسرب السائل الأمنيوسي، الولادة قبل الأوان، تفكك المشيمة، أذية الجنين، أذيات تلحق بمثانة وأمعاء الأم، النزف عند الأم، التهاب السائل الأمنيوسي بالميكروبات. هناك حالات لا تسمح باستطباب فحص السائل الأمنيوسي، مثل انفكاك المشيمة، والتموضع المعيب للمشيمة، ووجود سوابق ولادة مبكرة، وعدم كفاية عنق الرحم. تبقى بعض الملاحظات: - لا حاجة للأم الصيام قبل إجراء الفحص. - شعور بعض النساء بما يشبه الشد عند سحب السائل الأمنيوسي. - على الحامل التي أجري لها سحب السائل ان تخطر الطبيب بأي طارئ يجري لها مثل سيلان السائل والنزف وارتفاع الحرارة والألم أو المغص في البطن وغياب مفاجئ في حركة الجنين أو بالعكس فرط في حركة. - إن فحص السائل الأمنيوسي لا يسمح بكشف العيوب الخلقية كلها، فهو مثلاً لا يرصد التشوهات القلبية ولا انشقاق الشفة وقبة الحنك. - إن تحري السائل المنوي يسمح بتشخيص وجود أو عدم وجود داء المنغولية في نسبة 99 في المئة. - يحتوي السائل الأمنيوسي على خلايا جذعية يعلق عليها البحاثة أملاً واعداً، إذ تمكنوا من تنميتها واستنباتها لتحويلها الى أنسجة قد يمكن الاستفادة منها في إصلاح الأنسجة المعطوبة.