اكتشف العلماء في سبعينيات القرن الماضي أن الدم المتواجد في الحبل السري للطفل يحتوي على الخلايا الجذعية الأساسية التي تكوّن خلايا الدم بأنواعها، وهذه الخلايا مشابهة تماماً لخلايا نخاع العظم، وبدأ المختصون بحفظ وتخزين خلايا الحبل السري لغايات العلاج والدراسة منذ ذلك الوقت، ودم الحبل السري هو الدم الموجود داخل الوريد الدموي السري والمشيمة بعد الولادة مباشرة. وفحص دم الحبل السُري، هو اختبار تشخيصي لفحص دم الجنين في حال وجود عيوب خلقية أو استسقاء بالجنين، ويهدف هذا الفحص للحصول على الدم لإمكانية سحب المادة الوراثية وحفظها والعودة إليها عند الحاجة، وعادة يُجرى فحص دم الحبل السري بعد 18 أسبوعاً وحتى الشهر التاسع من الحمل، ويُجرى فحص دم الحبل السُري لغرض الحصول على مزيد من المعلومات عند وجود مخاوف بخصوص أي من المشكلات التالية: فقر الدم الجنيني، العدوى الجنينية، تحليل الكرموسومات، تعداد الصفائح الدموية للجنين، التشوهات، الاستسقاء، الأمراض الوراثية، نقل صفائح دموية إلى الجنين. وتحدد أشعة متطورة بالموجات فوق الصوتية مكان دخول الحبل السري إلى المشيمة، وترشد الأشعة إبرة رفيعة خلال البطن والجدران الرفيعة للرحم حتى الوصول للحبل السُري، وتُدخل الإبرة إلى الحبل السري لسحب عينة صغيرة من الدم ثم تُرسل العينة بعدها إلى المختبر لتحليلها. يمكن أن يساعد فحص دم الحبل السُري الأبوين بأكثر من طريقة كالتشخيص المبكر لخلل الكروموسومات وغير ذلك من الأمراض الوراثية، بينما المخاطر المرتبطة بفحص دم الحبل السُري، غير شائعة ولكنها قد تتضمن: فقد الدم عن طريق موضع الوخز، انتقال العدوى أو التهابات بالرحم، انخفاض معدل نبض قلب الجنين، التمزق المبكر للأغشية المحيطه بالجنين، الولادة المبكرة، الولادة القيصرية الطارئة وعادة ما تصدر النتائج خلال أسبوعين وسيكون لدى الطبيب رقم الاتصال بالعائلة وذلك لإعلامها فور صدور النتائج، وسيتحدد الموعد التالي بناءً على النتائج، وعادة ما يتم تحويل المريضة لمستشفى الملك فيصل التخصصي فقط من أجل تشخيص الجنين وعليه سوف يتم تحويلها مرة أخرى إلى طبيبها المعالج في المستشفى التابع لمكان إقامتها لإتمام خطة علاجها حسب التوصيات من قبل الفريق الطبي في مستشفى الملك فيصل التخصصي على ضوء نتيجة الفحص. بعد اختبار فحص دم الحبل السُري هناك بعض النصائح والتوصيات التي تعطى للأم الحامل في مثل هذه الحالات، والتي عليها أن تتقيد بها حفاظاً على صحتها وصحة جنينها، فيجب على الأم أن تتجنب رفع الأشياء الثقيلة، كما أن عليها أن تتجنب المعاشرة الزوجية لمدة أيام قليلة أو كما ينصح الطبيب بعد إتمام الفحص، كما وتتجنب القيام بتمارين مُجهدة، ويمكن أن تشعرالأم الحامل بعد هذا الفحص بألم في البطن أو نزيف مهبلي خفيف وذلك أمر طببيعي وعليها الاكتفاء بالمُسكنات، أما إذا شعرت بألمٍ زائد أو أعراض أنفلونزا وحرارة مرتفعة أو خسارة زائدة في السوائل أو النزف، فيجب عليها أن تقوم بمراجعة قسم الطوارئ فوراً. * قسم علاج الأجنة.