سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
أردوغان يرسل مبعوثاً إلى بغداد وطالباني إلى أنقرة قريباً لاقتراح تسوية للمسألة الكردية . تضارب في تقدير عدد قتلى الاجتياح التركي لشمال العراق وعشرات الضحايا في هجوم انتحاري استهدف زواراً شيعة
ارتكب انتحاري، بعد ظهر أمس، مجزرة جديدة بحق زوار شيعة كانوا في طريقهم الى كربلاء، ما أدى الى مقتل واصابة أكثر من ثمانين عراقياً، بينهم نساء وأطفال في بلدة الاسكندرية، جنوببغداد، فيما تواصلت العملية العسكرية التركية ضد مقاتلي حزب"العمال الكردستاني"داخل الحدود الشمالية للعراق، وسط تضارب حول أعداد القتلى من الجانبين، ويتوقع أن يزور الرئيس العراقي جلال طالباني أنقرة خلال الأيام القليلة المقبلة، للبحث في"حلول سلمية"للمسألة الكردية مع المسؤولين الأتراك. وسيصل مبعوث تركي الى بغداد حاملاً رسالة من رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان لم يفصح عن مضمونها. وقال مصدر أمني عراقي أمس إن حصيلة هجوم نفذه انتحاري يرتدي حزاماً ناسفاً وسط مسيرة لزوار شيعة كانوا في طريقهم الى كربلاء ارتفع الى نحو 40 قتيلاً و40 جريحاً. وقال شهود إن الانتحاري تسلل وسط تجمع كبير للزوار قرب بلدة الاسكندرية 50 كلم جنوببغداد وفجر نفسه، مؤكدين سقوط عائلات كاملة تضم نساء وأطفالاً. وتسير آلاف العائلات الشيعية من مدن العراق الى كربلاء للمشاركة في مناسبة أربعينية الإمام الحسين التي تصادف الأربعاء المقبل، فيما اتخذت الاجهزة الأمنية اجراءات مشددة، بينها حظر التجول وإغلاق عدد من مناطق بغداد والمدن الأخرى لتجنب أحداث مماثلة. وساهم استهداف المناسبات الشيعية التي تبنى تنظيم"القاعدة"معظمها، في تغذية الاحتقان الطائفي، وولد ردود فعل انتقامية، وهذا ما يخشاه رجال الأمن والسياسة في العراق الذين يتحدثون عن تطويق الأزمة الطائفية وخفض معدلات العنف الى أدنى درجاتها. وكانت الشرطة أعلنت أمس ان مسلحين هاجموا زواراً شيعة في بغداد وهم في طريقهم لإحياء أربعينية الإمام الحسين ما أسفر عن سقوط ثلاثة قتلى وإصابة 36. الى ذلك، طالب الأكراد الحكومة المركزية ب"تحمل مسؤولياتها"، ووصف رئيس حكومة اقليم كردستان موقف الحكومة في بغداد من العملية التي تنفذها قوات تركية داخل حدود العراق الشمالية منذ أيام ب"الهزيل". وكان وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس، دعا إلى إنهاء التوغل العسكري التركي في أقرب وقت ممكن، وقال ان العمل العسكري"لن يحل مشاكل تركيا مع حزب العمال الكردستاني". وأعلنت رئاسة اقليم كردستان انها"اتخذت قراراً باللجوء الى خيار المقاومة الشاملة في حال توغلت القوات التركية أكثر داخل أراضي الاقليم". حزب"العمال الكردستاني"أكد من جانبه امس، ان قواته اسقطت مروحية تركية من طراز"كوبرا"في منطقة تشامسكو النائية قرب الحدود. وقال أحمد دنيس، مسؤول العلاقات الخارجية في الحزب أمس ان 47 جُندياً تركياً قتلوا منذ بداية الهجوم. في حين اعلن الجيش التركي مساء أمس مقتل 112 متمرداً و15 من جنوده في المعارك منذ بدء الحملة، واعترف بسقوط المروحية. الى ذلك، يعتزم طالباني زيارة تركيا خلال الايام القليلة المقبلة لعرض"جملة من الحلول السلمية"على القادة الاتراك. وحذر القيادي الكردي محمود عثمان من ان تأخذ المعارك داخل العراق منحى آخر يؤدي الى تطورات سلبية ومواجهات بين المواطنين، مشيراً الى"عروض لحلول سلمية قدمها الاكراد الى الجانب التركي خلال الساعات الماضية، وتفعيل عمل اللجنة الثلاثية العراقية - التركية - الاميركية".