يتصاعد التوتر في محافظة الأنبار بين القوى الفاعلة فيها مع تجديد "مجلس انقاذ الانبار" تهديده بحمل السلاح ضد"الحزب الاسلامي"ومطالبة الأخير الحكومة بتطبيق قانون مكافحة الإرهاب ضد"مجلس الانقاذ"، فيما يقترب"مؤتمر صحوة العراق"بزعامة احمد ابو ريشة من الانسحاب من"الهيئة العليا لإدارة الانبار"احتجاجاً على عدم تلبية مطالبه. وشن شيخ عشائر الدليم عضو"مجلس الانقاذ"علي الحاتم هجوماً لاذعاً على"الحزب الاسلامي"الذي يتزعمه نائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي، متهماً إياه بالاستيلاء على المناصب الحكومية والسيطرة على مؤسسات المحافظة. وطالب الحاتم"الحزب الاسلامي"بالخروج من الانبار خلال فترة 21 يوماً، وهي ما تبقى من المهلة التي حددها زعيم المجلس حميد الهايس في وقت سابق وهدد بحمل السلاح ضد انصار الحزب بعد انقضائها. وقال الحاتم ل"الحياة":"ضقنا ذرعاً بالحزب الاسلامي وسطوته على مجلس المحافظة والوظائف والدوائر الحكومية. ونحن مضطرون لاستخدام الاجراءات المناسبة لطرد اعضاء الحزب بعد انتهاء المهلة المحددة"، لافتاً الى ان"الاسلامي"رفض ثلاثة اقتراحات قدمتها العشائر وهي"حل مجلس المحافظة وتشكيل مجلس موقت من العشائر، او اجراء انتخابات مبكرة، أو مغادرة الانبار وترك ادارتها لزعماء العشائر". ويتهم"مجلس انقاذ الانبار"وهو الجناح العسكري ل"مؤتمر صحوة العراق"سابقاً، باستمرار"الحزب الاسلامي"و"جبهة التوافق"بالسيطرة على المفوضية العليا للانتخابات وتزوير الانتخابات وهدر المال العام والتقصير في تنفيذ مشاريع اعادة الاعمار. وأكد الحاتم ان"مجلس الانقاذ"وعلى غرار"مؤتمر الصحوة"سيجري انتخابات داخلية ويعلن برنامجه السياسي الشهر المقبل في بغداد، مشيراً الى ان"هدف تحويل المجلس الى تشكيل سياسي هو الدخول في الانتخابات المقبلة وإدارة الانبار بالشكل الذي يراه مناسباً"، منتقداً في الوقت ذاته دعوة الهاشمي الى تشكيل مجلس الحكماء والعقلاء، وقال:"لسنا بحاجة الى مثل هذه المجالس لأننا لا نفتقر الى الحكمة والعقل. والأجدر بالهاشمي ان ينضم الى مجلس الصحوة ويدعمنا بدلاً من معاداتنا". وفي المقابل، اعتبر"الحزب الاسلامي"ان تجديد التهديدات ضده عبر وسائل الاعلام"دليل دامغ يدين صاحبه بالإرهاب". وقال القيادي في"الاسلامي"سليم عبدالله في تصريح الى"الحياة":"لا نملك الوقت الكافي للدخول في مثل هذه المهاترات. وتقدمنا بدعوى جنائية ضد من اطلق هذه التصريحات والتهديدات ويجب التعامل معهم وفق قانون مكافحة الارهاب". واضاف عبدالله:"لا يمكن اخراج الحزب الاسلامي من الانبار تحت أي ظرف، فهو يمثل الجماهير هناك. وعلاقتنا مميزة وجيدة مع مؤتمر الصحوة"، مشيراً الى"استعدادات تجري لتشكيل مجلس الحكماء والعقلاء لتنسيق المواقف بين القوى السياسية في الانبار". وكان الهاشمي دعا خلال لقائه برئيس الوزراء نوري المالكي قبل ايام الى تشكيل"مجلس حكماء وعقلاء"يضم الشيوخ المعروفين والوجهاء والشخصيات البارزة"ليكون بأيديهم الحل والعقد لاحتواء المشكلات والخلافات الداخلية". الى ذلك، اعرب محافظ الانبار مأمون رشيد عن استغرابه من تهديد"مؤتمر صحوة العراق"بزعامة الشيخ احمد ابو ريشة بالانسحاب من"الهيئة العليا"للمحافظة. وقال رشيد"ان ما جرى الاتفاق عليه عند انشاء الهيئة، التي هي بالأساس هيئة استشارية، هو الحفاظ على المصالح الأساسية. وتم الاتفاق على معالجة قضايا كثيرة". وكان الشيخ احمد ابو ريشة أمهل الاثنين الماضي الهيئة العليا للمحافظة 20 يوماً لتحقيق ثمانية مطالب اعتبرها شروطاً لدخوله الهيئة، مؤكداً انه لن يتعامل مع مفوضية الانتخابات في الانبار"كونها شكلت من الحزب الاسلامي الى حين تحقيق تلك المطالب".