يقرر رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر خلال ايام إذا كان سيمدد أو سيلغي وقف النار الذي يلتزم به"جيش المهدي"، وهو اجراء ستكون له عواقب كبيرة على الأمن في العراق. وإذا لم يصدر أي بيان والتزم الصمت فيعني أنه وضع حداً للهدنة التي أعلنها في آب اغسطس الماضي. وقال مسؤولون عسكريون أميركيون ان الهدنة التي اعلنها الصدر لستة أشهر في 29 آب لعبت دوراً كبيراً في خفض العنف الطائفي والاشتباكات بين الميليشيا والقوات الأميركية والعراقية. والعودة الى القتال ستقضي على المكاسب الأمنية في وقت بدأ الزعماء العراقيون تحقيق بعض التقدم في المصالحة بين الشيعة والسنّة. وأكد ستيفن بيدل، وهو باحث بارز وخبير في الشؤون العراقية في مجلس العلاقات الخارجية في واشنطن"انه أمر بالغ الأهمية ان يستمر الصدر في الالتزام بوقف النار". وقال صلاح العبيدي، الناطق باسم الصدر أمس ان رجل الدين الشيعي لم يتخذ قراراً بعد بشأن الهدنة. واضاف انه سيتخذ القرار خلال الايام القليلة المقبلة. ويطالب كثيرون من عناصر"جيش المهدي"وزعماء سياسيون في التيار الصدري بالتخلي عن الهدنة، ويتهمون قوات الأمن باستخدامها لاعتقال انصار الصدر. وقال العبيدي إن الصدر سيصدر بياناً في 23 شباط فبراير يقرر فيه تجديد الهدنة، أما إذا التزم الصمت فيعني أنه أنهاها. وتزعم الصدر، وهو ابن رجل دين شيعي بارز قتل في عهد صدام حسين، انتفاضتين ضد القوات الأميركية في عام 2004. وأعلن وقف النار بعد اشتباكات قاتلة في آب بين"جيش المهدي"وقوات الأمن المتحالفة مع منظمة شيعية منافسة هي"المجلس الأعلى"في كربلاء قتل فيها العشرات. وتعهد إعادة تنظيم الميليشيات التي وجه اليها اللوم في معظم القتال الطائفي في بغداد. وتوقع القائد العسكري الأميركي في العراق الجنرال ديفيد بترايوس أن يقرر الصدر تمديد الهدنة. وتم ابلاغ مسؤول كبير في الحكومة التي يتزعمها الشيعة بذلك. وقال مسؤول في مكتب الصدر في البصرة إنه قد يعلن رفعاً جزئياً للهدنة ربما في بعض المحافظات التي يستهدف فيها أنصاره. لكن قائداً بارزاً في"جيش المهدي"يعتقد بأنه سينهي وقف النار. وقال انه إذا لم يفعل ذلك، يجب ان تكون هناك استثناءات. وأشاد الجيش الأميركي بالهدنة لكنه استمر في اطلاق وصف ال"مارقين"على"جيش المهدي"الذي يقول قادة انه يتلقى التمويل والسلاح من ايران. وأوضح مسؤول أميركي في بغداد ان الصدر استخدم الأشهر الستة الماضية في التخلص من العناصر المارقة في الميليشيا التي تضم في عضويتها عشرات الألوف في بغدادوجنوبالعراق. لكنه اضاف ان التوتر ما زال مرتفعاً بين الحكومة و"المجلس الاعلى"الذي يتمتع بنفوذ كبير وسط قوات الأمن والحكومات المحلية في جنوبالعراق. وأكدت المجموعة الدولية لإدارة الأزمات في تقرير في الآونة الأخيرة ان إلغاء وقف النار سيكون انتكاسة للعراق. وجاء في التقرير:"لن يؤدي هذا الى استئناف اعمال القتل الطائفية فحسب، بل سيكون تصعيداً في حرب بين الاشقاء، بين ميليشيات شيعية متنافسة". وقال بيدل انه يعتقد ان الصدر يلتزم بالهدنة بسبب زيادة مستويات القوات الأميركية وتحرك المسلحين السنّة لوقف القتال. وزاد أن"وقف النار من جانب السنّة وزيادة القوات الأميركية وسوء سلوك ميليشياته وضعته في موقف يجعل استمرار الحرب أمراً غير مرغوب لديه".