وصل قطار الانتخابات التمهيدية الأميركية الى العاصمة الأميركية وضواحيها، ولايتي ماريلاند وفيرجينيا أمس، ليستمر سباق الحزب الديموقراطي الأطول في تاريخه، في ظل ترجيح فوز المرشح الأسود السناتور باراك أوباما في المعركة، وإجبار منافسته هيلاري كلينتون على حصر رهاناتها في ولايتي أوهايو وتكساس خلال أسبوعين. جاء ذلك في وقت حاول المرشح الجمهوري مايك هاكابي البحث عن"أعجوبة"أمس في هذه الولايات، لوقف زحف جون ماكين نحو لقب حزبه، ومنعه من انهاء المعركة. وبدا ماكين في طريقه الى حسم اللقب أمس، بفضل شعبيته في أوساط الناخبين الجمهوريين في ماريلاند وفيرجينيا، الذين يميلون الى الخط المعتدل للمرشح. على رغم ذلك، أصرّ هاكابي على البقاء في السباق، ولم يفقد الأمل بالفوز حتى من طريق"أعجوبة". وعكست الاستطلاعات الأخيرة في فيرجينيا تحقيق هاكابي تقدماً بنسب شاسعة انما من دون أن يتصدر المعركة. وفي خطوة رمزية، قدم المستشار السابق للرئيس جورج بوش، كارل روف، تبرعاً مادياً لحملة ماكين لحشد الصف المتشدد والمحافظ وراء المرشح وتفادي أي انقسامات في الحزب الجمهوري. كما حصل ماكين أمس على دعم حاكم فلوريدا السابق وشقيق الرئيس بوش، جيب بوش. وكان الأخير من الأسماء المرشحة سابقاً لخوض السباق، لكن تهاوي شعبية أخيه ونقمة الرأي العام على الادارة الحالية، قطعت الطريق أمام خطوة مماثلة. وفي"مثلث نهر بوتوماك"، توافد مئات الآلاف الى صناديق الاقتراع أمس، واحتل مناصرو كلينتون وأوباما مداخل محطات مترو الأنفاق والمدارس والتقاطعات الرئيسة منذ السادسة صباحاً، في محاولة لإقناع المقترعين المترددين بالتصويت لمرشحهم في الساعات الأخيرة. وشهدت فيرجينيا المعركة الأقوى في هذا المثلث، نظراً إلى الانقسام الديموغرافي في الولاية بين الصوت اللاتيني والطبقة العمالية التي تفضل كلينتون، وأصوات الافريقيين الأميركيين والنخبة الليبرالية المنحازة إلى أوباما. وحاولت كلينتون تركيز حملتها على المناطق الريفية والفقيرة للولاية، في وقت أظهرت استطلاعات الرأي تقدماً لأوباما بنسبة تزيد على 10 نقاط، وتحسن شعبيته في أوساط النساء. ويحظى أوباما بدعم حاكم الولاية، فيما تستفيد كلينتون من دعم نواب فيرجينيا. أما في ماريلاند والعاصمة واشنطن، فرجح المراقبون أن يحسم أوباما الفوز. نظراً إلى وجود كثيف للأقلية الافريقية الأميركية، خصوصاً في شمال شرقي العاصمة وفي مدينة بالتيمور وضاحية"برنس جورج". وسيعطي أي فوز لأوباما فيهما، قفزة في عدد المندوبين واحتمال تقدمه على كلينتون لأول مرة منذ بدء السباق، ليزيد من زخمه وانطلاقته نحو الولايات الأخرى. لكن السباق، بحسب الخبراء، يبقى بعيداً من الحسم في صفوف الديموقراطيين، نظراً إلى حاجة كل من المتنافسين إلى أكثر من 700 للوصول إلى رقم ال 2025 مندوباً المطلوب للحسم، ما يحتم تأجيل هذا الأمر الى الولايات الكبرى، أي أوهايو وتكساس وبنسلفانيا، في آذار مارس ونيسان أبريل المقبلين. وعلى رغم خسارتها في عدد من الولايات أخيراً، ما زالت كلينتون تتقدم في عدد المندوبين، بمجموع 1136 مقابل 1108 لأوباما بحسب وكالة أسوشيتد برس. وتراهن حملة كلينتون على الفوز في 4 آذار مارس المقبل في أوهايو وتكساس التي زارتها أمس، وهو الأمل الوحيد المتبقي لحملتها من أجل استكمال السباق، بعد خسارة خمس ولايات متعاقبة. وتستفيد كلينتون من انتشار واسع للطبقة العمالية والأقلية اللاتينية في الولايتين. وتحاول الحملة حصد ورقة محورية وكسب دعم المرشح السابق جون إدواردز، الذي اجتمع مع كلينتون"سراً"الخميس الفائت، وألغى اجتماعه الاثنين مع أوباما لأسباب متعلقة ب"التوقيت". ويؤكد إدواردز أنه لم يحسم قراره بعد بتبني دعم أي من المرشحين، مع العلم أن خطوة مماثلة ستفيد أياً منهما في أوساط الطبقة الوسطى والفقيرة، والتي استقطبها الى حد كبير ادواردز.