التقى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، زعيم الحركة الديموقراطية البرتقالية المعارضة رايلا أودينغا، في فندق في نيروبي أمس. وهو لقاء جاء بعدما اجتمع بان مع الرئيس الكيني مواي كيباكي في أديس أبابا أول من أمس، على هامش قمة الاتحاد الأفريقي، على ما أفاد الناطق باسم الأممالمتحدة في كينيا ناصر إيغا-موسى. وحض بان الجانبين على وقف العنف الدموي والعودة إلى الحوار. وفي تصريح أدلى به في حضور ممثلين عن الحكومة والمعارضة، قال الأمين العام:"ما أريد طلبه منكم هو النظر أبعد من المصالح الشخصية، النظر أبعد من خطوط الحزب، تجاه مستقبل أكثر إشراقاً لبلدكم". ودعا الى"وقف أعمال العنف"في كينيا. كما التقى بان سلفه كوفي أنان الذي يقود جهود الوساطة لحل الأزمة، قبل أن يجتمع مع مسؤولين في المجتمع المدني، في مقدمهم الناشط البيئي والسياسي ونغاري ماتاي الحائز على نوبل السلام للعام 2004. واستؤنفت صباح أمس المحادثات بين ممثلي كيباكي وأودينغا، بعد تعليقها الخميس، اثر مقتل نائب معارض في غرب البلاد. وأوضح سليم لون الناطق باسم الحركة الديموقراطية البرتقالية، ان"المحادثات بدأت هذا الصباح الجمعة". ويمثل كل من الطرفين ثلاثة نواب كلفهم كيباكي واودينغا التفاوض باسمهما. وتجرى المحادثات بحضور انان. وتوقفت المحادثات أول من أمس بعد ساعات على انطلاقها بسبب مقتل النائب المعارض ديفيد كيموتاي في إحدى ضواحي مدينة الدوريت غرب. واعتبر اودينغا ان عملية الاغتيال، التي أتت بعد أيام قليلة على قتل نائب آخر ينتمي كذلك الى حزبه، تندرج في إطار"مؤامرة"لإضعاف معسكره في البرلمان. وسبق أن أعلن انان انه بالإمكان حل المشكلات الجوهرية في الأزمة الكينية"في غضون عام"و"المشكلات السياسة العاجلة... في غضون أربعة أسابيع او حتى قبل ذلك". وقال مسؤول كبير بالأممالمتحدة انه يجب عدم السماح بامتداد الأزمة الكينية الى مناطق صراعات أفريقية سابقة، وينبغي أن تدفع القوى العالمية للتركيز على المساعدة في إنهاء سنوات من الاضطرابات في جارتها الصومال. وقال احمد ولد عبد الله الممثل الخاص للأمم المتحدة في الصومال، على هامش أعمال القمة الأفريقية في أثيوبيا، انه ينبغي احتواء الاضطرابات في كينيا. وقال ان أفريقيا شهدت امتداد عدد كبير من الاضطرابات عبر الحدود مما تسبب في عواقب مفجعة. جاء ذلك بعدما عبر زعماء أفارقة في صوت واحد خلال القمة الأفريقية في أثيوبيا، عن انزعاجهم للتراجع السريع الذي تشهده كينيا، من قوة إقليمية صانعة للسلام، الى أكبر أزمة في أفريقيا، وطالبوا بتحرك عاجل لوقف أعمال القتل. ووصف الناطق باسم الخارجية الأميركية شون ماكورماك ليل الخميس، العنف في كينيا بأنه"نكسة وحلقة محزنة"في تاريخ البلاد. وقال إن هذه الأحداث"حدثت في السابق. فقد حدثت موجات من العنف في تاريخ كينيا والعديد من الاضطرابات السياسية". وأضاف"لكن كينيا كانت تحقق تقدماً كبيراً على الصعيد السياسي, وهذه نكسة لتلك الجهود, إلا أنها لا تعني انهم لا يستطيعون العودة الى طريق الديموقراطية المزدهرة والاقتصاد المنتعش". وأكد ماكورماك ان وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس تحدثت مع الأمين العام السابق للأمم المتحدة كوفي انان هاتفياً الأربعاء الماضي وعرضت عليه مساعدة الولاياتالمتحدة في جهود الوساطة التي يقوم بها في كينيا. وأشار ماكورماك الى ان التوصل الى حل للأزمة السياسية في كينيا يمكن ان يستغرق وقتاً. إلا أنه أكد"ضرورة بذل جهود فورية للتوصل الى مصالحة سياسية يكون لها اثر مباشر على إنهاء العنف". وحذرت الولاياتالمتحدة مواطنيها من المخاطر التي تكتنف السفر الى البلد المضطرب. في باريس، أعلن وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير ان على مجلس الأمن ان"يتحرك"في كينيا لتفادي وقوع هذا البلد في"نزاع دام ذي طابع عرقي". وقال كوشنير في بيان:"باسم مسؤولية الحماية, من الضروري مساعدة شعب كينيا. يجب أن يتناول مجلس الأمن هذه القضية وأن يتحرك". وأضاف:"هناك أعمال همجية ترتكب ومدنيون يقتلون في ظروف شنيعة ونساء وأطفال يغتصبون. كذلك قتل نائبان من المعارضة". وتابع كوشنير:"نخشى ان يغرق ذلك كينيا في نزاع دام ذا طابع عرقي"داعياً الى إيجاد"حل سياسي سريع"للأزمة، مشيراً إلى أن"اندلاع الأزمة الحالية ناجم عن الإحباط الكبير الذي مني به الشعب الكيني اثر النتائج الانتخابية المطعون في شرعيتها. ان الحل سياسي ويجب ان يكون سريعاً. ان طرفي النزاع يواجهان الآن مسؤولية تاريخية: اختيار نهج الحوار أو تحمل مسؤولية كارثة سياسية وإنسانية".