بدا الاتحاد الافريقي عاجزاً عن فرض حل سلمي للنزاع الدموي في كينيا، إذ اكتفى قادة الدول ال53 الأعضاء في الاتحاد، بإطلاق نداء عاجل بالاشتراك مع الأممالمتحدة، مطالبين الزعماء الكينيين بالتوصل إلى حل سلمي للأزمة. جاء ذلك في افتتاح القمة الأفريقية في أديس أبابا أمس، فيما أعلن الأمين العام السابق للأمم المتحدة كوفي أنان الذي يقود وساطة للمصالحة في نيروبي، إرجاء مفاوضات كانت مقررة بين وفدين من الحكومة و"الحركة الديموقراطية البرتقالية"المعارضة، على خلفية اغتيال نائب معارض، في ثاني اعتداء من نوعه خلال أسبوع. واجتمع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون على هامش القمة مع الرئيس الكيني مواي كيباكي، وقال أنه سيتوجه إلى نيروبي اليوم، للقاء زعيم المعارضة رايلا أودينغا واستعجال الحل، فيما أفادت المعارضة الكينية أن النائب ديفيد كيموتاي تو، قتل برصاص شرطي سير في منطقة الوادي المتصدع المضطربة راجع ص 7. وقال بان في كلمته أمام القمة الأفريقية، ان كيباكي وأودينغا يتحملان"مسؤولية خاصة في تسوية الازمة بطريقة سلمية"، ودعاهما الى"نبذ العنف وحل خلافاتهما بالحوار ومن خلال العملية السياسية". ورأى رئيس المفوضية الأفريقية ألفا عمر كوناري ان"الأولوية الطارئة"في كينيا تكمن في"إخماد النار". وحض المتنازعين على الكف عن أعمال العنف تحت طائلة مشاهدة كينيا"تحترق"، مشيراً إلى"ان الاحداث الساخنة وضعت ملف كينيا على جدول أعمالكم، والمأسوي أن كينيا، لطالما كانت البلد الذي يعطي الغير ويستقبله، ويدعو الى صنع السلام، هي بلد الأمل لقارتنا". جاء ذلك في وقت لاحت في تشاد المجاورة، بوادر تجدد الحرب الأهلية. إذ أكدت مصادر عسكرية في نجامينا أن الجيش توجه للتصدي لرتل للمتمردين التشاديين يتقدم آليات قدر عددها بنحو ثلاثمئة، شوهدت تتقدم في اتجاه نجامينا وباتت على بعد نحو 300 كيلومتر شرق العاصمة. وذكر أحد المصادر أن"الرئيس ادريس ديبي توجه الى الجبهة"، في حين"بات المتمردون في منطقة بحيرة فيتري". وأكد الناطق باسم المتمردين عبدالرحمن كلام الله، التقدم باتجاه العاصمة، لكنه رفض،"لأسباب استراتيجية"ان يكشف هل هدف المتمردين دخول نجامينا. وأفادت الحكومة التشادية في بيان، بأن هؤلاء"يساندهم الجيش الشعبي السوداني، تصوروا انهم يستطيعون تحدي قوات الدفاع والأمن التشادية بمواصلتهم مغامرتهم في أم حجر"، مؤكداً ان السلطات التشادية"تسيطر على الوضع". وشبّه التحرك ب"ما حدث في 13 نيسان أبريل 2006"عندما وصلت مجموعة من المتمردين الى أبواب نجامينا، بعدما عبرت الى تشاد من الحدود السودانية في اقل من أسبوع. وأثناء القمة، انتخبت تنزانيا لتولي الرئاسة الدورية للاتحاد الأفريقي، كما أعلن رئيس الاتحاد المنتهية ولايته الغاني جون كوفور. جاء ذلك بعدما استبعدت دول شرق أفريقيا في الاتحاد ترشيح السودان للرئاسة، مفضلة تنزانيا خلال اجتماع الثلثاء الماضي في أديس أبابا، كما أفاد مصدر ديبلوماسي مقرب من الاتحاد.