دعا الرئيس الصربي بوريس تاديتش الى استئناف محادثات الصرب والألبان بإشراف دولي لإيجاد حل متفق عليه بخصوص مستقبل إقليم كوسوفو، وحذّر من أخطار إعلان الاستقلال من جانب واحد على استقرار منطقة البلقان والعالم، مشيراً الى أن انتشار أي قوة عسكرية في الإقليم ينبغي أن يتم بقرار من مجلس الأمن. وأفادت صحيفة"كوخاديتوري"الصادرة أمس في بريشتينا ان"برلمان كوسوفو سيتخذ قرار الاستقلال خلال اجتماعه في 17 شباط فبراير الجاري، قبل يوم من اجتماع وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي". وأضافت:"لكن تنفيذ القرار رسمياً سيكون خلال آذار مارس المقبل، بناء على اتفاق بين حكومة كوسوفو وواشنطن وبروكسيل، وستُترك لكل دولة في الاتحاد الأوروبي حرية الاعتراف بالاستقلال أو لا". الى ذلك أكد رئيس حكومة كوسوفو هاشم ثاتشي، أن"الاستقلال سيحظى بدعم دولي واسع، وان نحو 100 بلد أصبحت على استعداد للاعتراف به حال إعلانه، ولم يعد في إمكان صربيا التأثير في مساره"، موضحاً"ان الاجراءات الرسمية والشعبية المطلوبة للاستقلال أصبحت جاهزة، ويتوقع بدء وصول البعثة الأمنية الأوروبية بعد إعلان الاستقلال مباشرة". وحذّر الرئيس تاديتش، في كلمة ألقاها في مؤتمر الأمن الدولي في ميونيخ بألمانيا، من تداعيات استقلال كوسوفو"والثمن الباهظ الذي سيدفعه الجميع نتيجة ذلك، إذ ستتصاعد النزاعات وتؤثر في استقرار صربيا وكوسوفو وأوروبا". وقال، في كلمته التي نقلها تلفزيون بلغراد كاملة أمس:"لا يمكن ان نسمح بتفكيك أراضي بلدنا بمعزل عن رغبتنا"، وتساءل:"هل يجوز تقسيم صربيا وانتهاك القوانين الدولية، وجعل تداعيات ذلك تتفاقم في صورة لا يمكن لأحد الآن أن يعرف نتائجها؟". وأوضح انه"لا يرغب في رؤية صربيا معزولة عن الاتحاد الأوروبي، ولكن لا نعرف كيف ستتطور الأحداث". واعترض تاديتش على نشر البعثة الأمنية الأوروبية في كوسوفو، طالما انها لا تحمل تفويضاً من مجلس الأمن، ودعا الى"استئناف المحادثات حول مستقبل الإقليم، وان يكون الحل في كل الأحوال بقرار من مجلس الأمن". ويرى مراقبون ان الرئيس تاديتش أراد بكلمته وأسلوبها المتّسم بالتحذير الشديد، ان يضع حداً للتكهنات التي راجت في أوساط محلية ودولية بأنه يمكن أن يقبل بانتشار البعثة الأوروبية في كوسوفو وان يلتزم المرونة تجاه استقلال الإقليم. كما انه أراد ان يؤكد للمجتمع الدولي بأن لا خلاف بين الإصلاحيين الذين يمثلهم والقوميين في صربيا في شأن معارضة استقلال كوسوفو والحزم ضده. وأفاد تلفزيون بلغراد ان الرئيس تاديتش"دعا الى اجتماع مجلس الأمن القومي الصربي الثلثاء المقبل لاتخاذ الموقف المتفق مع دستور صربيا للحفاظ على وحدة أراضي البلاد ومنع انفصال كوسوفو أي جزء منها". وفي شأن الأزمة الحكومية في صربيا، قال وزير التعليم الصربي القيادي في الحزب الديموقراطي الصربي الذي يقوده رئيس الحكومة فويسلاف كوشتونيتسا زوران لونتشار"إن لكوشتونيتسا وحده الحق في إنهاء توقف أعمال مجلس الوزراء، باعتباره رئيساً للحكومة، وقد يسمح بمواصلة هذه الأعمال الخميس المقبل، إذا سارت الأمور في خصوص الموقف الصربي من كوسوفو، والتعامل مع الاتحاد الأوروبي بحسب دستور البلاد الذي يطلب الدفاع بالإمكانات المتاحة كلها عن وحدة أراضي صربيا".