تعهد زعماء ألبان كوسوفو الامتناع عن إعلان استقلال الإقليم من دون موافقة الدول الغربية، فيما اعتبرت بلغراد ان الاحتفاظ به أهم من الانضمام الى الاتحاد الأوروبي، مؤكدة أنها لن تقبل أي مقايضة في هذا الشأن. وخلال زيارته قبرص أمس، حذر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ألبان الإقليم من إعلان الاستقلال من جانب واحد، مؤكداً ان هذه الخطوة واعتراف الغرب بها، سيثيران"سلسلة ردود فعل في البلقان ومناطق أخرى مجاورة". وأشار لافروف إلى أن موسكو شرحت خلال الاجتماع الأخير لوزراء خارجية حلف شمال الأطلسي موقفها من هذه القضية"لكن كل الدلائل تشير إلى أن الشرح الروسي لم يلق أذناً صاغية لدى شركائنا الأميركيين"الذين يشكل دعمهم لاستقلال كوسوفو"عقبة منيعة تحول دون إيجاد حل توافقي"بين أطراف النزاع. وفي بريشتينا عاصمة الإقليم، أصدر زعماء ألبان كوسوفو بياناً امس، طالبوا فيه المجتمع الدولي بتوضيح موقفه سريعاً من المسألة، وذلك بعد ثماني سنوات من إشراف الأممالمتحدة على الإقليم وأكثر من عامين من المفاوضات الفاشلة مع بلغراد. وأكد البيان حرص الألبان على"الامتناع عن اللجوء الى العنف"و"بذل أقصى الجهد للحفاظ على أمن الإقليم وهدوئه واستقراره". ودعا رئيس حكومة الإقليم المنتهية ولايته أغيم تشيكو"دول الاتحاد الأوروبي الى الاعتراف باستقلال كوسوفو". ونظمت تجمعات طالبية في بريشتينا أمس، تحت شعار"مسيرة من أجل الاستقلال"حمل المشاركون فيها أعلام ألبانياوالولاياتالمتحدة وحلف شمال الأطلسي. تزامن ذلك مع انتهاء مهلة حددها مجلس الأمن لمحادثات بين الصرب والألبان، فيما اعترف وسطاء الترويكا الدولية الولاياتالمتحدة وروسيا والاتحاد الأوروبي في تقريرهم الى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي - مون، بفشل هذه المفاوضات"اذ يفضل الألبان استقلال كوسوفو تحت إشراف دولي كما ورد في خطة الوسيط السابق للأمم المتحدة مارتي اهتيساري، فيما رفضت بلغراد هذا الإجراء وأكدت تمسكها بمنح الإقليم حكماً ذاتياً واسعاً داخل أراضي جمهورية صربيا". في غضون ذلك، سعى وزراء خارجية الدول 27 الأعضاء في الاتحاد الأوروبي الى الاتفاق على موقف موحد تجاه قضية كوسوفو، واستمعوا الى توضيح من ممثل الاتحاد في الترويكا وولفغانغ ايشينغير عن نتائج المحادثات بين الصرب والألبان، ومن المقرر ان يصدر بيان في شأن الموقف الأوروبي خلال قمة الاتحاد في لشبونة الجمعة المقبل. ويسود اعتقاد أن البيان سيؤكد أن مستقبل صربيا وكوسوفو يكمن في انضمامهما معاً الى الاتحاد الأوروبي. وصرح الممثل الأعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي خافيير سولانا، بأن أعضاء الاتحاد"اقتربوا من اتخاذ موقف موحد من قضية كوسوفو".