اتهم الشيخ أحمد أبو ريشة رئيس «صحوة العراق» شقيق الزعيم القبلي المعروف عبدالستار أبو ريشة، النظام السوري بمحاولة تصدير أزمته السياسية إلى العراق، عبر محاولة إشعال حرب طائفية، لتخفيف الضغوطات الدولية، السياسية والإعلامية عما يجري في سورية. وأبدى استعداد عشائر الأنبار لاستقبال لاجئين سوريين ودعم قضيتهم في المحافل العالمية، وجدد تأييد فكرة قيام إقليم الأنبار على وفق ضرورات إدارية لا طائفية. ونفى الشيخ أحمد أبو ريشة، في حديث إلى»الحياة» أن تكون الحوادث الدموية التي شهدتها الأنبار أخيراً نتاجاً لصراع سياسي بين القوى المحلية. وقال: «إنها جزء من مخطط طائفي أقحمت فيه الأنبار وكربلاء على حد سواء». وأضاف: «كان المخطط المرسوم أن يقتل أهالي كربلاء على ارض الأنبار واختاروا النخيب لتنفيذ العملية، وعندما تم إطفاء فتيل الحادثة بفضل العقلاء من زعماء القبائل من المحافظتين، قاموا بالهجوم على مجمع الدوائر الرسمية هنا لإيهام أبناء الرمادي بأنه عملية انتقامية، وأيضاً خابت نياتهم الشريرة، فذهبوا إلى كربلاء المقدسة ليفجروا مقر الحكومة المحلية هناك لإلصاق التهمة بنا وخلط الأوراق». وزاد: «لكن العراقيين كانوا أكثر فطنة ومعرفة بما يجري ضدهم وأجهضوا مخططات أعدائهم». وعن الجهات التي تقف وراء هذه الهجمات، قال أبو ريشة: «لدينا معلومات تشير إلى وجود توجه سوري مخطط له لتصدير أزمة النظام في الداخل إلى العراق عبر إشعال حرب طائفية جديدة». وأضاف: «وهذا رد فعل انتقامي من النظام هناك لاعتقاده بوجود دعم عراقي لثوار سورية». إلى ذلك اعتبر محافظ الأنبار قاسم محمد عبد سورية بأنها «بوابة الشر إلى العراق»، وأكد أن»عمليات التسلل مستمرة حتى الآن ولا يخلو أسبوع واحد من دون تسجيل تسلل غير شرعي خصوصاً أن 90 في المئة من المقاتلين الأجانب الذين ألقي القبض عليهم في الأنبار قدموا عبر هذه الحدود». لكن عبد رفض اتهام السلطات السورية بدعم هؤلاء، وقال: «على رغم تزايد عدد المتسللين منذ بدء الحراك الشعبي هناك إلا انه حتى الآن لم يعترف احد من المعتقلين بتلقيه دعماً حكومياً هناك أو مساعدة من جهاز رسمي لإيصاله إلى العراق». وقال أبو ريشة: «نحن متعاطفون مع أبناء عمومتنا في الشام ونحن مع التغيير، ندعمه معنوياً وإعلامياً ومستعدون للذهاب إلى اكثر من ذلك عبر مساندة الجهود الدولية لتمكين السوريين من تحقيق مصالح الشعب واستقبال لاجئين». واستدرك: «لكن لن نقدم السلاح أو ندفع باتجاه التقاتل». وقلّل أبو ريشة من أهمية ما يُثار من مخاوف مرحلة ما بعد انسحاب القوات الأميركية من العراق نهاية السنة وما يمكن أن تقوم به «القاعدة» من عمليات انتقامية ضد الصحوة. وقال: «لا نخشى من القاعدة بعد انسحاب الأميركيين، وهي (القاعدة) بكل ما أوتيت من إمكانات لا تستطيع مواجهة العشائر». وأيد أبو ريشة فكرة إقامة الأقاليم ومنها إقليم الأنبار واشترط أن يكون «على أساس ضرورات إدارية لا طائفية أو تناحرية كما يجري الحديث عنها حالياً» وأشار إلى أن «السياسيين يخشون من إقليم الأنبار لكونه يتمتع بموقع جغرافي يتميز بحدود مع ثلاث دول وبأربعة منافذ ناهيك عما يملكه من ثروات نفطية وغازية وزراعية وكبريت وغيرها».