أكدت شرطة الأنبار، التعرف على 6 من منفذي جريمة النخيب التي أودت بحياة 22 شخصاً من أهالي كربلاء وكادت تودي بالسلم الأهلي وتفجر صراعاً طائفياً جديداً. واتهم الشيخ احمد أبو ريشة اللواء 29 من الجيش بالوقوف وراء المشكلة التي وقعت بين محافظتي كربلاء والأنبار. وكان مسلحون اقدموا على إعدام 22 شخصاً من أهالي كربلاء، اقتادوهم من حافلة كانت متوجهة إلى سورية في الثاني عشر من أيلول (سبتمبر) الجاري في ناحية النخيب، التابعة لمحافظة الأنبار، وفي اليوم التالي اعتقلت قوة بقيادة نائب رئيس مجلس كربلاء 8 من أهالي قضاء الرطبة ما خلق جواً من التوتر بين المحافظتين. وقال اللواء هادي رزيج كسار، قائد شرطة الأنبار، ل «الحياة» إن «مطاردة مرتكبي جريمة النخيب أسفرت عن التعرف على 6 قتلة من اصل عصابة تضم بين 10 و15 مجرماً جميعهم قاتلوا سابقاً مع تنظيم «القاعدة» وأطلق سراحهم من معتقل بوكا». والنخيب مدينة عراقية كانت منذ عام 1920 تتبع لمحافظة لواء الدليم (الأنبار) وفي فترة الخمسينات ألحقت بمحافظة البادية الشمالية وثم ألحقت بمحافظة كربلاء بضعة أعوام وأعيدت عام 1979 إلى محافظة الأنبار وسكانها من قبائل البدو شبه الرحل. وأهم وأقدم عوائلها المعروفة آل هذال شيوخ قبيلة عنزة، وينحدر سكان المدينة من قبيلة عنزة وبعض عشائر شمر والدليم والشريفات ويصل عدد السكان إلى حوالى 40 ألف نسمة. وتعد النخيب استراحة رئيسية للقوافل المتجهة إلى المملكة العربية السعودية للحج في مكة. وعن تفاصيل العملية، كشف كسار أن «مجرمين يُقدر عددهم بموجب المعلومات التي توصلنا إليها بين 10 و15 أقلتهم شاحنتان صغيرتان وأخرى صالون وكمنوا خلف سدة ترابية صغيرة بالقرب من ناحية النخيب وعلى طريق يتجه من كربلاء إلى سورية عبر تقاطع منطقة كيلو 160، واعترض الجناة الحافلتين وثالثة فيها 50 راكباً كانت قادمة من كربلاء ثم أوقفوا عجلة صالون تقل 3مدنيين، بينهم اثنان من حرس الحدود، ثم اختاروا الشباب من الرجال وقادوهم إلى خلف تلة ترابية صغيرة، وأطلقوا الرصاص على 22 منهم واختطفوا ثلاثة، وقتلوا اثنين منهم وهما من حرس الحدود وأطلقوا الثالث الذي تبين انه موظف في وزارة الكهرباء». وأضاف «في اليوم التالي للعملية قمنا بعملية تعقب اثر العجلات المشاركة بالجريمة امتدت إلى مسافة 180 كم في عمق الصحراء باتجاه الحدود العراقية - السعودية، وتمكنا من ضبط إحداها وكانت معروفة لدينا سابقاً تعود إلى احد قادة تنظيم «القاعدة» ومن خلال تقاطع المعلومات توصنا إلى معرفة الآخرين». وأكد انه «ما زالت عملية مطاردة الجناة مستمرة». وتشترك الأنبار مع ثلاثة دول عربية هي سورية والأردن والمملكة العربية السعودية بشريط حدودي يبلغ 1826 كلم. وتمثل مساحتها نحو ثلث مساحة العراق. إلى ذلك اتهم الشيخ احمد أبو ريشة، في تصريح إلى «الحياة» اللواء 29 من الجيش العراقي المنتشر في منطقة النخيب بأنه «اشعل المشكلة بين محافظتي كربلاء والأنبار لكونه زود القوة القادمة من هناك بقائمة أسماء الأشخاص الثمانية الذين تم اعتقالهم». وانتقد أبو ريشة الحكومة الاتحادية لأنها «تتعامل مع الجرائم التي تطاول العراقيين بدم بارد» ولفت «إلى الآن لم نسمع بقرار من الحكومة بإقالة ضابط أو مسؤول مدني على خلفية جريمة النخيب».