رغم تشديد كل من المرشحين الديمقراطيين هيلاري كلينتون وباراك أوباما فوزهم في انتخابات "الثلاثاء الكبير"، إلا أنه ينبغي لكل منهما المضي قدماً في الحملة الانتخابية لأسابيع طويلة قادمة، سعياً منهما للفوز بترشيح حزبهما للانتخابات الرئاسية الأمريكية لأن أياً منهما لم يتمكن من إحراز فوز حاسم في انتخابات يوم الثلاثاء.وقد اعتبر هاورد ولفسون مسئول الإعلام في حملة هيلاري كلينتون، أن الأمور قد تحسم في اللحظة الأخيرة. وأوضح أن الذين يحلمون بمعركة خلال المؤتمر العام للحزب في أغسطس في مدينة دنفر بولاية كولورادو بسبب عدم تسجيل أي من المعسكرين تقدماً واضحاً، قد يحصلون على ما يحلمون به. فقد حصلت كلينتون حتى الآن على دعم 900مندوب في مقابل 824لأوباما مع فوز الأولى في الانتخابات في ثماني ولايات والثاني في 13ولاية. وباشر المرشحان على الفور حرباً إعلامية وسعى كل منهما إلى الدفع للاعتقاد بأنه يتمتع بدفع كبير قبل المراحل المقبلة في السباق إلى الفوز بترشيح الحزب الديمقراطي. ويعتبر كثير من الخبراء أن المنافسة الديمقراطية ستستمر حتى انتخابات ولايتي تكساس وأوهايو الكبيرتين في الرابع من مارس أو حتى انتخابات بنسلفانيا في أبريل. وقال باراك أوباما للصحافيين "شهر ونصف شهر فترة طويلة جداً في السياسة بشكل عام. ومن المؤكد أنها فترة طويلة في هذه الحملة بالذات"، مضيفاً "نحن على ثقة بأن الرياح مؤاتية لنا". وأعرب خبير الاستراتيجية في فريقه ديفيد اكسيلورد عن ارتياحه "الكبير" إلى "قوة الدفع" التي شكلتها نتائج الثلاثاء. ويمكن أن يصبح أوباما الذي جمع مبالغ قياسية قدرها 32مليون دولار خلال يناير المرشح الأوفر حظاً بعد أن كان طوال الحملة في المرتبة الثانية. فهو يلقى دعماً من شخصيات مرموقة وباشر تقدماً منتظماً في استطلاعات الرأي. لكن قوة الدفع هذه لم تسمح له بالفوز في ولايات رمزية جرت فيها انتخابات الثلاثاء مثل كاليفورنيا وماساشوتس، لكنها قد تساعده في الولايات التي ستشهد انتخابات الأسبوع المقبل مثل لويزيانا وولاية واشنطن ونبراسكا ومن ثم ماين وفي مقاطعة كولومبيا العاصمة واشنطن وولايتي ميريلاند وفيرجينيا المجاورتين. وفي الوقت الذي أظهر فيه فريق أوباما تفاؤلاً حذراً، أكثر فريق كلينتون من المعانقات وإشارات الفوز. وقال تيري ماكوليف رئيس فريق حملتها "الكل متفق على أن هذه الأمسية هي أمسية هيلاري، لقد فازت في الولايات الكبيرة كاليفورنيا ونيوجيرسي ونيويورك". وأضاف "لديها كل الموارد للمحافظة على قدرتها على المنافسة"، مستبعداً أن يكون الفرق في الأموال التي جمعت عاملا حاسما بين المرشحين. ومما يذكر أن القدرة على شراء مساحات لبث الدعاية المتلفزة ستكون حاسمة. ورغم ذلك، سيواصل المرشحان جولاتهما في أرجاء البلاد، فتنتقل كلينتون الخميس إلى فيرجينيا وأوباما إلى لويزيانا.وعلى الجانب الجمهوري، كان الفوز بترشيح الحزب من نصيب جون ماكين البالغ من العمر 71عاماً، والذي فاز في تسع ولايات بينها الولايتان الرئيسيتان كاليفورنيا ونيويورك. لكن خصميه ميت رومني ومايك هاكابي ممثلي اليمين المحافظ دافعا بقوة عن حظوظهما بفوزهما معا في 12ولاية. وتبعاً لذلك، فضل ماكين إلغاء زيارة مقررة لأوروبا نهاية الأسبوع الحالي للقاء رئيس الوزراء البريطاني غوردن براون والتركيز على الحملة الانتخابية. (خدمة ACT خاص ب"الرياض")