أعلن وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري أن جولة المحادثات الأميركية الإيرانية المقبلة حول أمن العراق ستبدأ خلال أيام وستكون"فنية وتركز على استقرار العراق ولن تتطرق لعلاقات طهرانوواشنطن"، وأكد أن بغداد تعتزم قريباً بدء محادثات مع الولاياتالمتحدة لتوقيع اتفاقية طويلة الأمد تنظم العلاقة بين البلدين في كل المجالات الأمنية والسياسية والعسكرية، وتحل مكان التفويض الدولي للوجود الأجنبي في العراق. وأعلن ان العراق مستعد لدراسة امكان إحياء صفقات قديمة، بينها عقود نفطية وقعتها شركات روسية وحكومة الرئيس الراحل صدام حسين. وأنهى زيباري أمس زيارة إلى العاصمة الروسية أطلقت خلالها بغداد وموسكو مرحلة جديدة من العلاقات بعد توقيع اتفاقية شطب الديون العراقية ومذكرة التعاون الثنائي. ووصف زيباري نتائج محادثاته مع المسؤولين الروس بأنها"إيجابية ومهمة جداً"معرباً عن أمله في بدء تعاون نشط في المجالات المختلفة وعلى رأسها الطاقة. وفي ختام زيارته عقد الوزير العراقي مؤتمرا صحافيا أمس شدد خلاله على تحسن الوضع الأمني في العراق. وقال إنه أطلع الجانب الروسي على آخر تطورات الأوضاع الأمنية والسياسية في العراق والمنطقة، وزاد:"أكدنا أنه على رغم وجود بعض الحوادث الإرهابية والتفجيرات، لكن هناك تحسن ملموس في مجالات الأمن والاقتصاد والتشريعات في العراق. والأكيد أن تنظيم القاعدة هزم في عدد من المحافظات وتجمعت فلوله حاليا في منطقة الموصل التي تجري استعدادات حالياً لبدء عملية تطهيرها". وأضاف زيباري إن الحكومة العراقية بذلت جهودا كبيرة لتحسين التعاون مع جيران العراق. و"لمسنا من دول الجوار تعاونا أفضل في المجال الأمني". ولفت إلى المحادثات المنتظرة بين الولاياتالمتحدة وإيران في بغداد ستبدأ في"الايام القليلة القادمة"، مشيراً إلى أن"الجولة الرابعة"من المحادثات الأميركية الإيرانية في بغداد"ستركز على المسائل الفنية وتتمحور حول ملف استقرار العراق ولن تتطرق إلى علاقات واشنطنوطهران"موضحاً أن العنوان الأساس للحوار المقبل"كيف تتعاون سوية، بغدادوواشنطنوطهران لتحقيق المزيد من الاستقرار؟"وأعرب عن أمل بلاده في تبدأ المحادثات خلال الأيام القليلة القادمة مشيراً إلى"وعود تلقتها الحكومة العراقية في هذا الشأن". وعبّر زيباري عن أمله بأن"تنجح المفاوضات لأن ذلك سيخفض التوتر بين العراق ودول اخرى كما سيسمح بتحسين الوضع في العراق والمنطقة". وقال زيباري ايضاً ان الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد قد يتوجه الى العراق"مطلع اذار مارس"المقبل. وكان وزير الخارجية الايراني منوشهر متقي اعلن في أواخر كانون الثاني يناير عن هذه الزيارة التي ستكون الاولى لرئيس ايراني منذ قيام الثورة الاسلامية في 1979. من جهة أخرى، قال زيباري إن بلاده"ستدخل قريباً في مفاوضات مهمة وجدية مع الادارة الأميركية لعقد اتفاقية للتعاون للصداقة بعيدة المدى". وذكر أن بغداد تعكف حاليا على جمع أعضاء الفريق التفاوضي الذي سيمثل العراق وسيضم خبراء وقانونيين ومختصين في مجالات عدة، لافتا إلى أن المفاوضات مع الأميركيين"ستكون شاقة وصعبة"و"نأمل أن نتوصل إلى نتيجة في تموز يوليو المقبل". وحول طبيعة المفاوضات أوضح الوزير العراقي أنها ستتناول العديد من الجوانب الأمنية والعسكرية والسياسية والاقتصادية والثقافية و"ستنظم الاتفاقية الجديدة العلاقة بين الحكومة العراقية والقوات الأميركية ومسائل السيادة والحصانة وقيادة العمليات الأمنية والعسكرية والسيطرة على القوات العراقية، كما ستنظر في فترة بقاء القوات الأميركية في العراق". وأوضح أن الهدف هو"استبدال التفويض الدولي من مجلس الأمن بعلاقة ثنائية مباشرة مع الولاياتالمتحدة"مذكرا بأن مجلس الأمن مدد فترة الوجود الأجنبي في العراق حتى نهاية العام 2008 و"نأمل أن هذا التمديد سيكون الأخير"لتحل مكانه علاقة مباشرة تنظم وفقا لاتفاقية يوقعها العراق الذي"يتطلع إلى الخروج من تحت الفصل السابع لميثاق الأممالمتحدة"الذي جر الحرب والويلات على العراق. على صعيد آخر، قال زيباري ان العراق مستعد لدراسة امكان احياء صفقات قديمة، بينها عقود في قطاع النفط وقعتها شركات روسية وحكومة الرئيس الراحل صدام حسين. واضاف"نحن لا نهرب من المشاكل الحالية مثل العقود القديمة". وقال زيباري ان روسياوالعراق سيشكلان مجموعة عمل لدراسة المشروعات القديمة. لكنه كرر العبارة المعتادة للحكومة العراقية بشأن المساواة في المعاملة بين جميع الشركات، وأضاف أنه لن تكون هناك معاملة خاصة لأي طرف، لافتاً الى ان"الابواب مفتوحة أمام الشركات الروسية في جميع المجالات ولكن بشروط تقوم على المساواة". الى ذلك، وفي الوقت الذي أكد مصدر في وزارة الخارجية الايرانية ان الاجتماع الايراني - الاميركي حول العراق سيعقد في خمسة أيام، اتهم الناطق باسم الخارجية الايرانية حسيني واشنطن بممارسة ضغوط على الدول الاوروبية لمنع ايران من المشاركة في مؤتمر ميونخ الامني هذه السنة، واعتبر ان الاوروبيين"غضوا الطرف بذلك عن الدور الايراني المهم والمؤثر جداً في فرض الاستقرار وتعزيز الأمن العالمي والشرق أوسطي والخليجي"ووصف الموقف الاوروبي بأنه"نوع من الرقابة الذاتية غير المنطقية وضعت مصالحهم فداء للمصالح الاميركية". الى ذلك حذر رئيس مجلس خبراء القيادة الايرانية هاشمي رفسنجاني من مساع اميركية"لتفتيت بعض دول المنطقة الى دويلات صغيرة"واعتبر ان هذا الهدف"ما زال قائماً، وبناء على المعلومات التي لدينا فإنهم يريدون تقسيم بعض الدول في المنطقة الى دول أصغر". واضاف رفسنجاني ان"هذا الهدف لن يتحقق من دون ان يترافق مع خلق أزمات وصراعات في المنطقة". وحذر رفسنجاني من ان"الأميركيين يخططون لاشعال الحروب والتدخل والتفرقة وضرب امن دول المنطقة". وقال رفسنجاني إن اسرائيل"مركز التآمر في المنطقة والشرق الاوسط". ووصف مشروع"الشرق الاوسط الكبير"الذي اعلنه الرئيس جورج بوش بأنه"فاشل الا ان أهداف الاستعمار في المنطقة ما زالت قائمة". وأبلغ زيباري وكالة"رويترز"عقب المؤتمر الصحافي"لدي موعد للمحادثات". لكنه لم يضف مزيداً من التفاصيل. إلا ان وكالة أنباء الطلبة الايرانية نسبت الى مصدر ايراني لم تحدده بالقول"الاحتمال الأكبر أن تعقد هذه المحادثات السبت أو الاحد في بغداد. الجانبان أكدا على هذا بشدة".