اكد وزير الخارجية الايراني منوشهر متقي، الذي بدأ أمس زيارة الى العراق، قرار بلاده تعليق الحوار المباشر مع الولاياتالمتحدة حول العراق، واستبعد حصول اصطدام مع الولاياتالمتحدة على خلفية ازمة ملفها النووي، محذراً في الوقت نفسه بأن ايران سترد بقوة في أي مكان تتعرض منه الى ضربة اميركية. وحمّل متقي، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري، واشنطن مسؤولية تعليق الحوار معها حول العراق وقال:"سبق وان قررنا ان يكون لنا مثل هذا الحوار المباشر مع أميركا في ما يتعلق بالشأن العراقي، لكن لسوء الحظ حاول الجانب الاميركي ان يستخدم هذا القرار كدعاية واقحموا بعض القضايا الاخرى". ولفت الى ان الأميركيين"حاولوا خلق جو سلبي وانتهجوا سياسة خاطئة ما دفعنا الى اتخاذ القرار بتعليق هذا الحوار بعد ان رحبنا به اثر طرحه علينا من جانب قادة عراقيين كجزء من سياستنا في مساعدة الشعب العراقي". وكانت واشنطن أعربت العام الماضي ومطلع العام الحالي مرات عدة عن رغبتها باجراء محادثات مع طهران حول العراق، لكنها عادت وأعلنت في نيسان ابريل الماضي عدم رغبتها باجراء المحادثات ريثما يجري تشكيل الحكومة العراقية. واعتبرت ايران الشهر الماضي ان التفاوض مع الولاياتالمتحدة حول الوضع في العراق لن يكون في الظروف الراهنة في مصلحة ايران. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الايرانية حميد رضا آصفي في 30 من نيسان ابريل الماضي"ان الاميركيين لا يزالون على موقفهم المتغطرس ويحاولون عبر دعايتهم المسمومة تحقيق اهدافهم. ان التفاوض مع الولاياتالمتحدة في الظروف الراهنة لن يكون في مصلحة ايران". وكان الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد اعتبر نهاية الشهر الماضي أيضاً ان لا جدوى من اجراء محادثات مع الولاياتالمتحدة حول الوضع في العراق. وقال"نعتقد انه مع تشكيل حكومة مستقرة في العراق لن تعود هناك حاجة"لمثل هذه المحادثات. الى ذلك، هدد وزير الخارجية الايراني، الذي أعلن ان بلاد ستستضيف اجتماعا اقليميا بخصوص العراق، الولاياتالمتحدة بالرد بالمثل على اي هجوم من جانب أميركي، لكنه استبعد حصول اصطدام مع الولاياتالمتحدة على خلفية ازمة ملفها النووي. وقال متقي في مؤتمر صحافي في بغداد مع رئيس البرلمان العراقي محمود المشهداني:"ليس هناك سوى خيارين من اجل حل الملف النووي الايراني: التعاون او الاصطدام". واضاف"نحن نفضل الخيار الاول القائم على السبيل الديبلوماسي لحل شامل للموضوع". واوضح متقي"وبما ان العقل لا يسود احيانا لدى متخذي القرار في اميركا فنحن مستعدون لأي خيار، وأبلغنا الجهات الاميركية بهذا الموقف الصريح". وقال"لا نرى ان اميركا في موقع تتمكن من خلق ازمة لدافعي الضرائب الاميركيين، كما انهم يعلمون انه في الازمات السابقة التي افتعلوها كانوا هم أول المهزومين". وتابع"اذاً احتمال الاصطدام ضعيف جدا". وهدد متقي بأنه"في حال هاجم الاميركيون ايران من اي مكان فسيتلقون الضربة من جانب ايران في ذلك المكان بالذات". ونوه المشهداني بزيارة متقي على رأس وفد ضم أربعين عضواً، وهو اكبر وفد عربي واجنبي يزور العراق بعد اطاحة النظام السابق في 2003، وأشاد ب"أولى الزيارات الخارجية، وهي من الجهة الشرقية، قبل أشقائنا العرب"مؤكداً ان"الايرانيين سيكونون شركاءنا في تنمية البلد اقتصادياً وفي مجال الاعمار". الى ذلك دعا رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي الى تجاوز ما خلفته سياسات النظام السابق في علاقات العراق مع دول الجوار، وقال خلال استقباله وزير الخارجية الإيراني"ان استقرار الوضع الأمني في العراق سيكون في مصلحة جميع دول المنطقة". وأعرب عن استعداد الحكومة العراقية لتفعيل عمل اللجنة العليا المشتركة بين البلدين، فيما أشار متقي الى استعداد حكومته تقديم مختلف أنواع الدعم الى الحكومة العراقية للمساهمة بتوفير الأمن والازدهار في العراق. وشدد وزير الخارجية هوشيار زيباري على"احترام حق ايران وكل دولة ترغب بتملك القدرات العلمية والتكنولوجية للبحث عن مجالات الطاقة النووية للاستخدامات السلمية ... مع ضمانات وتعهدات بمنع سباق التسلح في المنطقة والتعامل بشفافية مع وكالة الطاقة الذرية". وتابع زيباري"نحن العراقيين، عانينا من تطوير اسلحة الدمار الشامل من قبل النظام المقبور ... وقد استخدمها ضد ايران والشعب العراقي في كردستان العراق وفي الاهوار في الجنوب ... وادى الى معاناة الشعب العراقي ولا يزال يعاني من هذا النهج". واكد ان العراق الجديد"تعهد بان يتخلى عن هذه النهج". وأكد زيباري شرعية"وجود القوات المتعددة الجنسية في البلاد وفقاً لقرارات الأممالمتحدة وبطلب من الحكومة الى حين تمكننا من بناء قواتنا الأمنية والإمساك بزمام الامور". وقلل من مخاوف بعض الاطراف حول بقاء هذه القوات قائلاً"نجري الان عمليات تسليم الملف الامني في بعض المناطق وستستمر الى حين تسلم الملف الامني تدريجياً بالكامل". وكان وزير الخارجية الايراني استهل زيارته الى بغداد بمقابلة عبد العزيز الحكيم زعيم"المجلس الاعلى للثورة الاسلامية".