لم يكن المنظر مألوفاً لغالبية سكان المنطقة الشرقية ممن وجدوا كعادتهم في كورنيش الدمام، ولا أولئك الذين وجدوا في كورنيش الخبر مساء الأحد، إذ بدت الأمور مختلفة كثيراً بعد أن عاشت الجالية المصرية أفراحاً حولت من خلاله هاتين المنطقتين من خلال وجود الجماهير المصرية، وشاركتها الجماهير السعودية والعربية بفرحة تتويج المنتخب المصري ببطولة أمم أفريقيا بعد فوزهم على"الأسود الكاميرونية"بهدف أبوتريكة، وبدا المنظر وكأنه شارع جامعة الدول العربية في مدينة القاهرة وهو المكان الذي يعشق المصريون الوجود فيه مع كل فرحة رياضيه تعيشها مصر. وطافت الجماهير وبأعداد كبيرة شوارع المنطقة الشرقية حاملةً العلم المصري على أنغام الأفراح المصرية التي اختلطت فيها أصوات الفنانين، وتصدرهم صوت عبدالحليم حافظ بأغانيه الوطنية المصرية، التي وجدت رواجاً وترحيباً من السعوديين، الذين كان أطفالهم أكثر سعادة بمشاهدة مسيرة الفرح. ولم تقتصر حالات الفرح على الطواف بالسيارات، إذ احتشدت افواج كبيرة من المصريين في جزيرة المرجان في كورنيش مدينة الدمام، واحتفلت حتى الصباح الباكر غير مكترثة بالطقس البارد. الجماهير المصرية كانت تتحدث عن الانجاز بعفوية تامة خليطة بين الاعتزاز والإعجاب، إذ يقول محمد سعيد محاسب مصري في احدى الشركات:"برهنا على علو كعب الكرة المصرية وقوة الكرة العربية، فما حققه أبناء النيل ليس فخراً للمصريين فقط، بل هو فخر للعرب جميعاً، فنحن هزمنا كل المنتخبات التي بها محترفون لأسمائهم صنة ورنة، والأجمل هو أن هذا الفوز جاء مصرياً عربياً خالصاً من خلال وجود المدرب حسن شحاتة، الذي أنسانا مرارة المدربين الخواجات". وتابع:"لم أتوقع أبداً اننا سنحرز لقب البطولة، فقد لعبت كل المنتخبات بمحترفيها كصمويل ايتو ودروغبا وسيسيان وغيرهم ممن يلعبون في برشلونة وتشلسي ونيس، إلا أن شبابنا أكدوا تفوقهم على الجميع وقدموا الكأس هدية للجماهير المصرية، وأنا اليوم سعيد وأنا أشاهد هنا في الدمام هذه الاحتفالات التي شاركنا فيها الشعب السعودي الذي بارك لنا هذا الانتصار، والذي هو بالتاكيد ليس انتصاراً لمصر بل للعرب كلهم". وعن أصعب الحالات التي مر بها أثناء مشاهدته للقاء النهائي، قال:"عشت 90 دقيقة وسط ضغط كبير، وزاد من توتري تغاضي الحكم البنيني عن توجيه انذارات للاعبي الكاميرون، إلا أن كل تلك الدقائق التي شهدت ارتفاع ضغط الدم ذهبت فور انتهاء اللقاء ومعايشة فرحة الانتصار".