استبعد مسؤولون اميركيون خفض القوات الأميركية في العراق قبل 2012، حتى يتمكن العراقيون ضمان أمنهم بانفسهم، فيما توقع مسؤولون آخرون سيطرة القوات العراقية على كل المحافظات العام الحالي. وحذر وزير الدفاع الاميركي روبرت غيتس من ان قرار سحب جنود اميركيين مجددا رهن بدرجة استعداد الجيش العراقي فيما اعتبر أحد جنرالاته ان العراقيين لا يمكنهم تولي شؤونهم الامنية الا بين 2009 و 2012. وقال غيتس خلال مؤتمر صحافي ان"كل عناصر المعلومات التي املكها تشير الى اننا سنكون قادرين على القيام بحلول الصيف بسحب خمسة الوية قتالية"كما هو مرتقب. واضاف"لكننا سننتظر التقويم الذي سيجريه في اذار مارس الجنرال ديفيد بترايوس"، قائد القوات الاميركية في العراق"لمعرفة ما يمكننا القيام به بعد تموز يوليو". واضاف"يبقى لي ان يظل معدل الخفض في النصف الثاني من العام مماثلا للنصف الاول منه". وتريد الولاياتالمتحدة خفض عدد عسكرييها في العراق الى نحو 130 الفا هذا الصيف في مقابل 160 الف حاليا. وقال وزير الدفاع ان"احد العناصر المهمة التي يفكر فيها الجنرال بترايوس هو الوضع على صعيد التدريب وتجهيز الجيش العراقي واهمية نقل المسؤوليات"لهذا الجيش. من جهته اعتبر الجنرال الاميركي جيمس دوبيك، المكلف تدريب القوات الامنية العراقية، ان نقل المسؤوليات"سيتم بين الفصل الاول من 2009 و 2012"وذلك خلال جلسة استماع امام لجنة القوات المسلحة التابعة لمجلس النواب الاميركي الخميس. لكن دوبيك أعرب في الوقت نفسه عن ضرورة توخي الحذر فيما يتعلق بقدرات القوات العراقية، وقال"هيكل بناء القوات وقدراتها ما زالا بحاجة الى بعض النضج. قوات الامن العراقية لم تحقق بعد الاعتماد الذاتي في مجالات النقل والامداد والصيانة والاعاشة". وفي ما يتعلق بالامن الخارجي، لن يتمكن العراقيون من تولي مسؤوليته قبل"2018-2020"كما اضاف الجنرال ليؤكد بذلك ما اعلنه وزير الدفاع العراقي عبد القادر العبيدي لصحيفة"نيويورك تايمز"التي نقلت الثلثاء عنه ان بلاده ستكون قادرة على تولي امنها الداخلي في 2012 وعلى حماية حدودها بحلول 2018. لكن الجنرال ريموند اودييرنو، نائب قائد القوات الاميركية في العراق اشار الى"تحسن في قدرات"القوات العراقية. وقال ان نقل السلطة يمكن ان يتم"قبل نهاية 2008 اذا استمرينا على هذا النحو". لكنه لفت الى ان القوات العراقية"غير مجهزة كما يجب"لا سيما بآليات قتالية وانها لا تزال بحاجة لدعم لوجستي ودعم جوي. وقال اودييرنو من بغداد للصحافيين في وزارة الدفاع الاميركية من خلال دائرة تلفزيونية مغلقة"اذا اردنا وجود قوات عراقية بعدد يكفي لضمان الامن فيجب ان تضم ما بين 600 الف و640 الف عنصر. وعدد هذه القوات يتوقع ان يصل في 2008 الى 580 ألف عنصر". واضاف"ما لا نريده هو سحب عدد كبير من القوات الاميركية ونقل المسؤوليات فجأة للقوات العراقية"موضحا ان ذلك يجب ان يتم"بشكل هادىء جدا". وأعرب عن ثقته في امكان سحب خمسة ألوية"على رغم التوقعات بتصاعد هجمات المقاتلين على المدى القصير رداً على الهجوم المشترك الذي اطلق عليه اسم"عملية العنقاء الشبح"، متوقعاً ان"تسهم هذه العملية بدرجة ملموسة في أمن السكان". ولفت الى أن هذه العملية العسكرية المشتركة التي تقودها القوات العراقية بدعم من القوات الاميركية ضد"القاعدة"في مدينة الموصل الشمالية هي نموذج للمستقبل. وأضاف"هذا بصراحة هو كيف أرى دورنا هنا في المستقبل". وأضاف ان الولاياتالمتحدة التي دخلت سنة انتخابات رئاسية يعتبر موضوع العراق ابرز محاورها، ستبقي من دون شك قوات في العراق"اذا وافقت الحكومة العراقية على ذلك على مدى خمس الى ست سنوات". وذكر الجنرال دوبيك ان تسع من المحافظات ال18 العراقية اصبحت تحت سيطرة عراقية. وقررت القيادة الاميركية تسليم حكومة بغداد قبل نهاية نيسان ابريل السيطرة على محافظة الانبار غرب التي كانت لفترة طويلة معقلا للمسلحين المناهضين للاميركيين. اما مساعد وزير الدفاع الاميركي المكلف شؤون الشرق الاوسط مارك كيميت الذي ادلى بافادته الى جانب دوبيك فقال ان"الاختبار الفعلي سيكون معرفة ما سيحصل في البصرة"حيث نقل البريطانيون مسؤولية الامن الى العراقيين في منتصف كانون الاول ديسمبر. وقال"ذلك سيكون مؤشراً على ما سنتمكن من القيام به في اجزاء اخرى من البلاد".