أعرب قائد القوات الأميركية في العراق الجنرال ديفيد بترايوس عن ارتياحه أمس، إزاء التقدم الذي تحقق على الصعيد الأمني خلال الأشهر الأخيرة في العراق، لكنه أكد أن الجيش لا يزال بعيداً عن"الاحتفال بالنصر". وقال الجنرال بترايوس للصحافيين المرافقين لوزير الدفاع الاميركي روبرت غيتس الذي قام بزيارة مفاجئة إلى العراق يومي الأربعاء والخميس الماضيين، إن"ليس هناك عسكري يحتفل بالنصر"، لافتاً الى أن أحداً"لا يتحدث عن منعطف حاسم أو يقول إننا وصلنا الى نهاية النفق"في العراق. وكان غيتس أعلن أول من أمس أن العنف في العراق انخفض الى مستويات غير معهودة منذ تفجير ضريح الامامين العسكريين في سامراء الذي أطلق في 22 شباط فبراير عام 2006 شرارة عنف مذهبي استمر قرابة عامين، وأودى بحياة آلاف العراقيين. وقال إن انخفاض مستوى العنف يعني أن"هدف الوصول إلى عراق آمن ومستقر وديموقراطي أصبح في متناول اليد". وكان بترايوس أعلن في أيلول سبتمبر الماضي أمام الكونغرس أولى الخطوات الممكنة لانسحاب أميركي من العراق. إلا أن هذا الجنرال الأميركي قال يوم أمس:"شهدنا تحسناً متواصلاً"منذ ذلك الحين. وأضاف"نعمل بجد لتعزيز التقدم الذي أُحرز". لكنه أضاف أن"علينا ألا نبالغ في الحديث عن النجاح". وتابع:"نشعر في بعض الأيام بأن الوضع على ما يرام، لكن لا تزال هناك هجمات. لاحظنا تحسناً مطرداً ... لا يزال ينتظرنا عمل شاق ومسائل ستكون محل اهتمامنا". وجاءت تصريحات بترايوس خلال زيارة لوزير الدفاع الأميركي الذي التقى في أول أيام زيارته الى العراق كبار المسؤولين، وعلى رأسهم رئيس الوزراء نوري المالكي. وعزا بترايوس انخفاض العنف الى مجموعة من العوامل بينها زيادة عديد قوات الامن العراقية وتصدي العرب السنة لتنظيم"القاعدة"وزيادة الدعم من قبل دول الجوار مثل سورية وتجميد نشاطات ميليشيات"جيش المهدي"ستة شهور. وأكد أن الجيش الأميركي يراقب إيران عن كثب، بعد تعهدها تقديم المساعدة للجم العنف بالعراق. وقال:"لاحظنا انخفاض الهجمات بالعبوات الخارقة للدروع، لكننا في وضع الانتظار والترقب لما سيحدث لاحقاً". ويتهم الجيش الاميركي في صورة متكررة الميليشيات الشيعية المدعومة من إيران بتهريب العبوات الخارقة للدروع الى العراق، وهي متفجرات صغيرة في إمكانها اختراق الدرع الصلب للمركبات العسكرية، لاستخدامها ضد القوات المتعددة الجنسية. وكان غيتس أبلغ الصحافيين في واشنطن الشهر الماضي بأنه يعتقد أن طهران تعهدت لبغداد تقديم المساعدة للسيطرة على اعمال العنف. وقال:"نأمل في أن تحفظ ايران وعدها". وأكد بترايوس أن الجيش يواصل ملاحقة مقاتلي"القاعدة"في العراق. وقال إن"الهدوء يؤكد لنا أننا اتخذنا الترتيبات الضرورية لملاحقتهم وضمان عدم اتخاذهم قواعد كتلك الموجودة في بعقوبة وغيرها"، في إشارة الى كبرى مدن محافظة ديالى المضطربة أحد معاقل تنظيم"القاعدة"سابقاً. وشدد بترايوس أيضاً على أن الجيش الاميركي يواصل منح مزيد من المسؤوليات الى القوات العراقية، ويتبنى طريقة"مرنة"كما هي الحال في الأنبار غرب. وكانت مستويات العنف انخفضت في محافظة الأنبار منذ العام الماضي نتيجة وقوف العشائر العربية السنية التي حاربت الجيش الأميركي سابقاً، إلى جانب الجيش الأميركي في محاربة تنظيم"القاعدة في بلاد الرافدين". ويطلق الجيش الاميركي على العرب السنة الذين يحاربون"القاعدة"صفة"المواطنين المحليين المعنيين"الذين يؤمّنون الحماية لمناطقهم في وجه تنظيم"القاعدة"وهجمات الميليشيات. وكما هي الحال مع غيتس، يدعو الجنرال بترايوس إلى التحاق"المواطنين المحليين المعنيين"بالقوات الامنية.