في خطوة عززت إقبال الاستثمارات الإماراتية المتدفقة على تونس العام الماضي، استقطبت البلاد في الفترة الأخيرة استثمارات جديدة في القطاعين العقاري والسياحي تجاوزت 32 بليون دولار. وبعد مشروع"باب المتوسط"الذي باشرت مجموعة"سما دبي"تنفيذه في البحيرة الجنوبية للعاصمة تونس نهاية العام الماضي، بقيمة 14 بليون دولار، أعلنت مجموعة"المعبر للاستثمارات الدولية""الإماراتية تنفيذ مشروع"بلاد الورد"في محيط مدينة أريانة شمال العاصمة. ويرتكز المشروع على استصلاح سبخة أريانة وإقامة مجمعات سكنية وسياحية واستشفائية وترفيهية في المناطق المُستصلحة. ويُعتبر هذا المشروع المقدرة قيمته ب 10 بلايين دولار، الأكبر الذي تُنجزه المجموعة في أفريقيا. وقدر عضو مجلس إدارة المجموعة يوسف النويس، المساحة الإجمالية لمشروع"بلاد الورد"بنحو خمسة آلاف هكتار، ستضم مدينة صحية دولية ومنتجعات سياحية ومجمعات سكنية ومراكز تجارية وملاعب غولف ومنشآت رياضية، إضافة الى ممرات مائية داخلية. وأوضح أن المشروع"سيشتمل على 50 كيلومتراً من السواحل على ضفاف ممراته المائية"، وأن مرحلته الأولى، التي أُطلق عليها اسم"ديار الفُل"وتشمل 300 هكتار،"ستنجز في خلال خمس سنوات". مرفأ مالي الى ذلك، باشر"بيت التمويل الخليجي"البحريني إعداد الدراسات الفنية لتنفيذ مشروع"مرفأ تونسالمالي"، وهو أعلن نهاية العام الماضي أنه يعتزم بناءه في مدينة رواد الساحلية شمال العاصمة تونس. واعتبر أن مشروعه في تونس"يشكل جانباً من خطته الرامية الى توسيع نشاطه دولياً، خصوصاً في الاقتصادات الواعدة". وتتجاوز الاستثمارات التي يُنفذها في مراكز للطاقة ومشاريع بنية أساسية في ليبيا والهند وقطر 12 بليون دولار على مدى ثماني سنوات. وأعلن رئيس مجموعة"برياتوني للاستثمار"الإيطالي أرنستو برياتوني في ختام زيارة لتونس، أن مجموعته"ستُنشئ مدينة سياحية مندمجة على السواحل التونسية بين بنزرت وطبرقة بقيمة 22 بليون دولار". ولفت الى بناء فنادق ومراكز ترفيه وموانئ بحرية، على أن"ينطلق العمل في المشروع قبل نهاية هذه السنة ويستمر على مدى 12 عاماً". وتوقع أن يغير مشروعه"وجه السياحة التونسية"من دون إعطاء إيضاحات. وتوقعت مصادر تونسية أن يستوعب مشروع المدينة السياحية الجديدة جزءاً من العاطلين من العمل ليؤمن 30 ألف فرصة عمل جديدة، في منطقة تسجل نسبة بطالة مرتفعة قياساً الى متوسط النسبة في المناطق الأخرى. وتسعى تونس الى زيادة إيرادات القطاع السياحي التي تجاوزت بليوني دولار العام الماضي. وفد إيراني من جهة أخرى، أنهى وفد من رجال الأعمال الإيرانيين من مقاطعة قزوين، زيارة لتونس استمرت أسبوعاً، لدراسة آفاق تعزيز التعاون التجاري والاستثماري بين البلدين. وزار الوفد الذي يضم 40 رجل أعمال بقيادة محافظ قزوين سيد احمد نصري مدينة صفاقس، ثاني المدن التونسية والعاصمة الاقتصادية للجنوب، لإقامة توأمة مع غرفتها الصناعية والتجارية. وأشار نصري الى أن تونس التي ترتبط باتفاق شراكة مع الاتحاد الأوروبي"تشكل بوابة لإيران للوصول إلى الأسواق المجاورة خصوصاً جنوب أوروبا". وضم الوفد صناعيين ومستثمرين في قطاعات الإلكترونيات والزجاج والمنسوجات والخزف والزراعة، وتحتل مدينة قزوين المرتبة الثانية بعد طهران في مجال إنتاج قطع الغيار وبدائل السيارات المُعدة للتصدير. وكانت اللجنة المشتركة التونسية - الإيرانية قررت في اجتماعها الأخير في تونس، تسريع نسق التعاون بإنشاء مصرف مشترك وتأسيس شركة للملاحة، ودرس فتح خط جوي مباشر بين تونسوطهران.