استبعد وزراء في "منظمة الدول المصدرة للنفط" أوبك أمس ان يعدلوا في اجتماعهم اليوم في مقر المنظمة، الحصص الإنتاجية للدول الأعضاء، ورفضوا توقع أي قرار قد يصدر في اجتماعهم الشهر المقبل، مصرّين على ان عوامل السوق حينئذ تحكم توجهاتهم. وتوقع وزير النفط الجزائري شكيب خليل، الرئيس الحالي للمنظمة، ان يشهد اجتماع اليوم مناقشات بين مؤيدي المحافظة على الإنتاج أو زيادته لأن"بعض الدول أكثر استجابة من غيرها للضغوط السياسية". ورجح خليل ان تبقي المنظمة"على الوضع القائم في انتظار ما سيحدث في آذار مارس المقبل"، موعد الاجتماع التالي للمنظمة. وأكد خلال مؤتمر صحافي ان منتجي النفط لا يشعرون بالارتياح لارتفاع الأسعار الآن عن مستوى 90 دولاراً للبرميل، لكن زيادة الإنتاج لن يكون لها أثر في الأسعار. وأضاف ان"عوامل نفسية"تضيف علاوة قدرها 30 دولاراً على الثمن الواقعي. وكشف ان إنتاج بلاده من النفط الخام وحده بلغ 1.45 مليون برميل كمعدل يومي، وأن إنتاج المكثفات وسوائل الغاز الطبيعي بلغ 800 ألف برميل بخلاف إنتاج النفط الخام. ورأى وزير النفط العراقي حسين الشهرستاني ان أي علامات على نقص في إمدادات أسواق النفط العالمية غير متوافرة، وأكد أنه لا يتوقع ان تغير"أوبك"إنتاجها في الاجتماع الذي تعقده اليوم. وأشار وزير النفط الإيراني غلام حسين نوذري إلى ان إمدادات النفط كافية في الأسواق وانه لا يرى داعياً لزيادة الإنتاج في الاجتماع اليوم. وقال رئيس الوفد الليبي شكري غانم ان ليبيا تتوقّع ان تبقي المنظمة على إنتاجها. ورأى أن من السابق الحديث عما قد تفعله أوبك عندما تعقد اجتماعها التالي في 5 آذار المقبل لأن"تقلبات السوق قد تغير الصورة". وتنبأ غانم بأن أسعار النفط ستواصل اتجاهها الصعودي. وقال"سيتقلب السعر، لكن الاتجاه العام سيكون صعودياً. وربما يصعد من جديد إلى 100 دولار"للبرميل. ونقلت"رويترز"عمن وصفته بمندوب رفيع من إحدى دول الخليج الأعضاء في"أوبك"احتمال ان تقرر المنظمة إبقاء الإنتاج من دون تغيير في اجتماعها الوزاري اليوم، لكن غالبية الوزراء يشعرون بالقلق من ارتفاع سعر النفط. وتابع ان عوامل سياسية ومضاربات وزيادة استثمارات الصناديق في سوق النفط كلها عوامل تسهم في الارتفاع. ولفت الى ان"أوبك قلقة في شأن حالة الاقتصاد العالمي وسنتأكد من ان لدى السوق إمدادات كافية وفي حالة توازن". وانخفض سعر النفط أمس أكثر من واحد في المئة متأثراً بمخاوف من الأزمة المالية الأميركية على رغم الخفض الجديد للفائدة الأميركية وارتفاع مخزون الولاياتالمتحدة أكبر مستهلك للنفط في العالم. وانخفض الخام الأميركي الخفيف للعقود تسليم آذار 99 سنتاً إلى 91.34 دولار للبرميل بعد ان اغلق أول من أمس مرتفعاً 69 سنتاً عند 92.33 دولار. وانخفض سعر مزيج برنت خام القياس الأوروبي 89 سنتاً إلى 91.64 دولار للبرميل. وأعلنت"أوبك"ان متوسط أسعار سلة خاماتها القياسية ارتفع إلى 88.77 دولار للبرميل أول من أمس من 88.39 دولار قبل يوم. وقال روب لولين، المحلل في شركة الوساطة"إم إف غلوبل"، ان"احتمالات ان تزيد أوبك ضخ النفط في الأسواق تتضاءل بسرعة وسط توترات اقتصادية في الولاياتالمتحدة". وأشار لولين كذلك إلى بيانات وزارة الطاقة الأميركية الصادرة أول من أمس عن المخزون باعتبارها عوامل أدت إلى تراجع الأسعار، إذ جاءت الزيادة في مخزون الخام والبنزين أعلى من المتوقع. وأفادت إدارة معلومات الطاقة ان مخزون البنزين الأميركي زاد 3.6 مليون برميل، في حين زاد مخزون البنزين بمقدار 3.6 مليون برميل كذلك الأسبوع الماضي.