بشعور أكيد بالفوز في الانتخابات البرلمانية المقبلة في إسرائيل في العاشر من شباط فبراير المقبل، يتوجه غداً نحو مئة ألف من المنتسبين الى حزب"ليكود"إلى صناديق الاقتراع لانتخاب قائمة المرشحين للكنيست المقبل. وتؤكد استطلاعات الرأي في الأشهر الأخيرة أن"ليكود"اليميني بزعامة رئيس الحكومة السابق بنيامين نتانياهو سيضاعف تمثيله الحالي في الكنيست 12 نائباً ثلاث مرات، ما يرشحه لتشكيل الحكومة الجديدة مدعومة بغالبية من أحزاب اليمين المتشدد والمتدينين المتوقع أن تحقق نتائج طيبة هي الاخرى، في مقابل انحسار قوة حزب"العمل"المحسوب على يسار الوسط، واندثار حزب"المتقاعدون"7 نواب في الكنيست الحالي. وكان نتانياهو نجح في الأسابيع الأخيرة في ضم عدد من الشخصيات البارزة في المجتمع الإسرائيلي إلى حزبه ليتحدث عن"منتخب احلام"يضم فضلاً عن نواب"ليكود"الحاليين الوزيرين السابقين دان مريدور وبنيامين بيغين نجل رئيس الحكومة السابق مناحيم بيغين، رئيس هيئة اركان الجيش السابق الجنرال المتقاعد موشيه يعالون، ونائب رئيس الهيئة ذاتها سابقاً الميجر جنرال المتقاعد عوزي ديان، وقائد الشرطة السابق أساف حيفتس، وحفيد مؤسس الحزب زئيف جابوتنسكي، ونجم كرة السلة السابق طال برودي، وغيرهم من الأسماء التي تقض مضاجع حزب"كديما"المنافس الذي تواجه زعيمته تسيبي ليفني صعوبات في تشكيل قائمة جذابة منافسة. لكن ما يقلق نتانياهو ويعتبر"وجع رأس"حقيقياً لزعيم"ليكود"هو احتمال أن ينجح المعسكر اليميني المتطرف داخل الحزب بقيادة موشيه فيغلين في احتلال مواقع رئيسة في قائمة الحزب التي سيتم انتخابها. وشن نتانياهو حملة شديدة ضد فيغلين الذي يصفه الإعلام الإسرائيلي ب"الهاذي"على خلفية نشاطه مع غلاة المستوطنين وقربه من حركتي"زو أرتسينو - هذه بلادنا"و"قيادة يهودية"المتطرفتين. وحذر نتانياهو نواب"ليكود"من عواقب عقد صفقات مع فيغلين تأتي بالأخير في موقع متقدم، وربما أيضاً تأتي بعدد من أترابه في مواقع مضمونة. وأوضح أن المتعاونين مع فيغلين سيقصون عن مقاعد الحكومة المتوقع أن يشكلها في حال فوزه في الانتخابات. من جهته، يتهم فيغلين نتانياهو و"ليكود"عموماً بأنهما ينتهجان سياسة يسارية، وأن لا فرق بين"ليكود"و"كديما"أو حتى"العمل". وحمل بشدة على نتانياهو على خلفية رفضه انضمام النائب اليميني المتطرف من حزب"مفدال"الديني ايفي ايتام إلى"ليكود"حيال مواقفه المتشددة،"بينما سعى إلى ضم اليساري دان مريدور". ونجح فيغلين الذي دين قبل ثلاثة أعوام بالدعوة الى التمرد خلال فك الارتباط عن قطاع غزة، في تنسيب ثمانية آلاف من مؤيديه إلى"ليكود"، ليشكل معسكراً قوياً يتصرف كأنه حزب داخل حزب. ولم يتردد في منافسة نتانياهو على زعامة الحزب قبل أقل من عامين، محققاً نسبة 23 في المئة من الأصوات في المنافسة الأخيرة. ويخشى نتانياهو أن يأتي نجاح فيغلين على حساب شخصية مرموقة مثل مريدور الذي يهدد أعضاء في الحزب بالاقتصاص منه على خلفية مواقفه السابقة المعتدلة قياساً بمواقف"ليكود"والمنتقدة لمواقف متشددة للحزب ولنتانياهو. ويحذر نتانياهو الذي غفر لمريدور قوله قبل سنوات إن"نتانياهو كاذب ودجال محترف"، أن من شأن إقصاء مريدور عن المواقع الرئيسة في القائمة، في مقابل تبوّء فيغلين ومجموعته هذه المواقع، أن يمس بصورة الحزب أكثر بكثير مما فاده عندما أعلن انضمام مريدور وسائر الوجوه الجديدة، ويفيد"كديما"الذي سيستغل المناسبة ليفند مزاعم"ليكود"بأنه حزب يميني معتدل، كما يحرص نتانياهو على التأكيد في حملته الانتخابية. ووفقاً لاستطلاعات رأي داخلية أجريت لحساب"ليكود"، فإن انتخاب فيغلين يعرض الحزب لخسارة 3-7 مقاعد برلمانية، قد تصب لمصلحة"كديما". ويبقى همّ نتانياهو الرئيس ألا ينجح فيغلين في أن يكون بين العشرة الأوائل في القائمة الجديدة التي تشكل عادة"الواجهة"في إقناع الجمهور بالتصويت للحزب. ووفقاً للتوقعات، فإن الأماكن العشرة الأولى ستكون من نصيب بالإضافة إلى نتانياهو كل من بيني بيغين، وموشيه يعالون، وسيلفان شالوم، وروبي ريبلين، وجدعون ساعر، ويغآل اردان، ودان مريدور، ويولي ادلشتاين، واساف حيفتس، أو يوفال شتاينتس، أو عوزي ديان. نشر في العدد: 16683 ت.م: 07-12-2008 ص: 11 ط: الرياض