سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الاحزاب تنتظر الاستطلاعات لمعرفة ان تضررت فرص اليمين في الانتخابات . "ليكود" يستعيد تاريخه حزباً يمينياً متطرفاً وقائمة مرشحيه تشكل ضربة لنتانياهو ولعملية السلام
اتفقت ردود الفعل في الأوساط السياسية والإعلامية في إسرائيل في شأن انتخاب حزب"ليكود"قائمة مرشحيه للكنيست المقبل، على أنها قائمة يمينية متطرفة بامتياز ستكبل يدي زعيم الحزب بنيامين نتانياهو في حال فاز في الانتخابات البرلمانية المقبلة وشكّل الحكومة الجديدة، وستحول دون إحراز أي تقدم في العملية السياسية. ورأى معلقون أن فشل نتانياهو في انتخاب قائمة"معتدلة"تضم شخصيات أوصى شخصياً بانتخابها يعني انهيار مركزيته في الحزب، مضيفين انه مع مثل هذه الواجهة السياسية - الأمنية التي أفرزتها النتائج في الأماكن العشر ة الأولى،"ثمة مشكلة جدية لنتانياهو". ولعل المفارقة الأكبر لدى التعليق على القائمة التي انتخبها أعضاء الحزب أول من أمس، هي اعتبار نتانياهو الشخصية الأكثر اعتدالاً في الحزب. وعملياً يمكن القول لدى قراءة أسماء الفائزين في الانتخابات الداخلية التي جرت في"ليكود"بمشاركة نحو 50 ألفاً من أعضائه، إن"ليكود"القديم والمتشدد الذي انهار قبل ثلاثة أعوام مع مغادرة زعيمه السابق أرييل شارون له وتشكيله حزب"كديما"الجديد،"عاد إلى نفسه"حزباً يمينياً أشكنازياً متشدداً دوغمائياً داعماً للنشاط الاستيطاني في الأراضي الفلسطينية المحتلة، حزباً من أبرز نجومه الشخصية المتطرفة المستوطن موشي فيغلين، و"متمردو ليكود" السابقون الذي نغّصوا حياة شارون ورفضوا مشروعه فك الارتباط عن قطاع غزة واضطروه إلى مغادرة الحزب، ليتسببوا بالتالي في هزيمة مجلجلة لحزبهم في الانتخابات الأخيرة في ربيع العام 2006. نجاح فيغلين وتشكل القائمة الجديدة ضربة قوية لزعيم الحزب الذي أمل بانتخاب قائمة"يمينية مركزية معتدلة"يمكن للناخب الإسرائيلي التمييز بينها وبين قوائم الأحزاب اليمينية المتشددة. وبالرغم من أن نتانياهو رمى بكل ثقله في اتجاه إقصاء فيغلين ومجموعته عن أماكن مضمونة في القائمة، ووزع قائمة بأسماء مرشحين أوصى بانتخابهم، إلا أن فيغلين نجح، بدعم نحو ثمانية آلاف من مؤيديه الذين تم تنسيبهم للحزب، في أن تكون القائمة المنتخبة"صقرية"أقصي عنها عدد من"النجوم"الذين جاء بهم نتانياهو مثل قائد الشرطة السابق أساف حيفتس، ونائب رئيس هيئة أركان الجيش السابق الميجر جنرال عوزي ديان، والناطقة باسم الجيش سابقاً ميري ريغف، ونجم كرة السلة الأبرز سابقاً طال برودي، والفنان المعروف سيفي ريبلين وغيرهم. كما نجح فيغلين ومجموعته في أن يكون متصدرو القائمة المنتخبة من صقور"ليكود"بينما جاء المحسوبون على نتانياهو في مواقع ليست بارزة وإن كانت مضمونة، مثل وزير الخارجية السابق سلفان شالوم الذي توقع أن يحصل على المكان الأول بعد نتانياهو لكنه جاء سادساً، والوزيرة السابقة ليمور لفنات المكان 13 والوزير السابق دان مريدور المكان 17. وينذر إبعاد هؤلاء عن أماكن متقدمة بحرب معسكرات داخل الحزب طالما ميزته في السابق. كتلة برلمانية مشاكسة وجاء في الأماكن العشرة الأولى بعد نتانياهو النواب جدعون ساعر نشأ في شبيبة حزب"هتحياه"المتطرف وغلعاد اردان من مقولاته إنه يجب على ليكود دعم الاستيطان في كل بقعة من الضفة الغربية وروبي ريبلين وبيني بيغين اللذان يعارضان أي تنازلات للفلسطينيين، وموشي كحلون وسيلفان شالوم وموشي يعالون الأخير رئيس هيئة أركان الجيش سابقاً ويحمل أفكاراً تناسب أكثر الأحزاب الإسرائيلية تطرفاً ويوفال شطاينتس رئيس لجنة الخارجية والأمن البرلمانية السابق وليئه هس دعمها فيغلين ويسرائيل كاتس من صقور ليكود البارزين في العقد الأخير. لكن بالرغم من مواقف هؤلاء العشرة المتشددة سياسياً، إلا انهم يعتبرون شخصيات لها وزنها النوعي في الشارع الإسرائيلي وستشكل واجهة الحزب، لذا يتوقع توزيرها في الحكومة الجديدة في حال كلف نتانياهو تشكيلها بعد الانتخابات. لكن المشكلة الحقيقية التي سيواجهها نتانياهو ستكون في الصفوف الخلفية لحزبه، إذ تشغل الأماكن 20 وما فوق شخصيات يمينية متطرفة من"المتمردين"وأنصار المستوطنين والمتدينين. ويتوقع مراقبون أن تكون كتلة"ليكود"البرلمانية مشاكسة لزعيمها ومصدر إزعاج دائم، وحاجزاً أمامه في حال أراد الدخول في مفاوضات سياسية جدية مع العرب. واعتبر نتانياهو أن القائمة المنتخبة تشكل القيادة الجديدة لإسرائيل"وهي أفضل قائمة يمكن لأي حزب أن يأتي بها في الدولة... قائمة تمثل الشعب في إسرائيل وتحوي في ثناياها الموهبة والخبرة والقيادة". وأضاف في خطاب ألقاه بعد إعلان نتائج الانتخابات الداخلية فجر أمس:"منذ هذه اللحظة، سنوحد قوانا من أجل إعادة الأمل والأمن والعزّة إلى دولة إسرائيل في العاشر من شباط فبراير... إذا عملنا معاً فسننتصر". وتابع ان حكومة برئاسته قادرة على توفير الرد لكل التهديدات المتربصة بإسرائيل"وسنحسن الأمن ونقوّي الاقتصاد ونواصل العملية السياسية بشكل مسؤول". من جهته، وصف فيغلين القائمة المنتخبة ب"قائمة المعسكر القومي"، ودعا سائر أحزاب اليمين المتشدد إلى الانضواء تحت كنف"ليكود"الذي قال انه انتخب"قائمة وفية لمبادئه ... هذا ليكود الحقيقي". وزاد:"لم أفز على نتانياهو... من فاز هم النواب الذين رفضوا الترحيل إخلاء مستوطنات قطاع غزة وكانوا أوفياء لأرض إسرائيل ولشعب إسرائيل". وتوقع أن يفوز"ليكود"بأربعين مقعداً في الكنيست في الانتخابات المقبلة. واستغلت الأحزاب المنافسة ل"ليكود"انتخاب القائمة الجديدة ليشن أقطابها حملة ضدها بداعي أنها تمثل اليمين المتطرف، لا اليمين المعتدل الذي تحدث عنه نتانياهو. وينتظر هؤلاء بفارغ الصبر نتائج استطلاعات الرأي المتوقعة نهاية الأسبوع لمعرفة ما إذا كانت قائمة"ليكود"أضرت بفرص الحزب وسائر كتل اليمين للفوز في الانتخابات، أم أن التوقعات بحصول هذا التكتل على 62 -62 مقعداً، ما زالت على حالها أو تعززت. وقال رئيس الحكومة المستقيل ايهود اولمرت الذي ترعرع في"ليكود"وكان أحد أقطابه على مدار ثلاثة عقود قبل أن ينضم الى"كديما"، إن"ليكود الذي كان ذات يوم حزباً سلامياً أضحى حزباً يمينياً متطرفاً سيقود إسرائيل إلى العزلة ويعيدها إلى أيام عصيبة". من جهتها، أوضحت زعيمة"كديما"تسيبي ليفني، وهي أيضاً"ليكودية"سابقاً، ان نتائج الانتخابات الداخلية في"ليكود"ليست مشكلتها إنما مشكلة نتانياهو،"وهي تشكل أثقالاً على قدميه لا على قدميّ". وقال الوزير زئيف بويم، وهو أيضاً أحد الذين تركوا"ليكود"وانضموا إلى"كديما"، إن"المتمردين واليمين المتطرف هم من يحكمون ليكود اليوم. وما أدركه شارون قبل ثلاثة أعوام، سيدركه أيضاً نتانياهو في نهاية المطاف ويضطر لإقامة حزب جديد". وعقب الأمين العام لحزب"العمل"ايتان كابل قائلاً إن"قائمة نتانياهو - فيغلين ترمز إلى عدم الرجاء ولا تبقي بصيص أمل لعملية سلام حقيقية". كما قالت النائب زهافا غلئون من حزب"ميرتس"اليساري إن"قائمة ليكود هي قائمة كابوس يميني وفيغلينية يتحكم بها متمردو ليكود، وستجهض أي فرصة ومحاولة للتوصل إلى تسوية سياسية". وأضاف زميلها النائب أفشالوم فيلان إن"ليكود وحّد جبهة الرفض الجديدة للسلام... والدمج بين فيغلين ويعالون وشلة المتمردين هو وصفة أكيدة لجمود سياسي وتجديد العنف في الشرق الأوسط في حال وصول ليكود إلى السلطة". نشر في العدد: 16686 ت.م: 10-12-2008 ص: 11 ط: الرياض