حذر رئيس الوزراء الهندي منموهان سينغ من ان بلاده"غاضبة اكثر من اي وقت مضى"بعد اعتداءات بومباي التي أسفرت عن مقتل 188 شخصاً الأسبوع الماضي، متوقعاً ان يتوصل المجتمع الدولي الى نتيجة واحدة"تفيد بأن أراضي دولة مجاورة استخدمت في تنفيذ هذه الجريمة". تزامن ذلك مع اعتراف وزير الداخلية الهندي بالانيابان تشيدامبارام بأن ثغرات أمنية واستخباراتية سهّلت تنفيذ هجمات بومباي، فيما أفادت تقارير بأن الأجهزة الهندية أحبطت أمس محاولة للهجوم على مطار نيودلهي. وأفاد شهود بأن دوي إطلاق نار سمع قرب مطار"انديرا غاندي"الدولي، وان رجال شرطة أطلقوا النار في اتجاه سيارة من طراز"تويوتا"حاول سائقها اقتحام حاجز أمني عند مدخل المطار، فيما تحدثت تقارير عن مقتل"ستة مهاجمين". واستقبل سينغ أمس، الرئيس الروسي ديميتري ميدفيديف، وقال إثر اللقاء:"أبلغنا الأسرة الدولية ان الشعب الهندي لم يسبق ان شعر بهذا الجرح وبهذا الغضب بعد اعتداءات بومباي"، فيما نقلت وسائل إعلام هندية عن مصادر استخباراتية ثقتها"بنسبة مئة في المئة"بأن أجهزة الاستخبارات الباكستانية بالهجمات راجع ص 8. وأكد سينغ ان بلاده تنتظر نتائج الجهود الدولية قبل اتخاذ قرارها إزاء أخذ المبادرة في معاقبة المسؤولين عن هجمات بومباي، مطالباً الولاياتالمتحدة ودول أخرى بممارسة ضغوط على باكستان لضمان ملاحقة مخططي الهجمات. ولوحظ ان سينغ استخدم لهجة اقل حدة، بعد زيارة وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس نيودلهي وإسلام آباد هذا الأسبوع، في محاولة لنزع فتيل التوتر بين الهندوباكستان. كما زار رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة الأميرال مايكل مولن باكستان الأربعاء. وفيما واصلت المعارضة الهندية انتقاد"ضعف"حكومة سينغ في مجال الامن، ما يحرجها قبل اشهر قليلة من تنظيم الانتخابات العامة في أيار مايو 2009، اقرّ وزير الداخلية الجديد الذي تولى منصبه الأحد الماضي بعد استقالة سلفه سيفراج باتيل إثر الاعتداءات، بوجود"ثغرات أمنية واستخباراتية"، كاشفاً ان نيودلهي تدرس اقتراحاً بإنشاء وكالة وطنية للاستخبارات، مماثلة لمكتب التحقيقات الفيديرالي الأميركي"أف بي آي". وغداة إعلان حال التأهب القصوى في مطارات الهند، إثر تحذيرات أرسلتها جماعة"مجاهدي ديكان"التي نفذت اعتداءات بومباي، تسببت أنباء عن إحباط الشرطة محاولة لمهاجمة مطار"انديرا غاندي"الدولي، في حال ذعر، قبل ان تؤكد الشرطة ان الحركة"طبيعية"في المطار الذي طوقت كل مداخله وانتشر عدد كبير من عناصر الكوماندوس في محيطه. وفي سياق التحقيقات في هجمات بومباي، أعلن رودلف غوليا الناطق باسم وزارة الداخلية النمسوية ان بلاده ستدقق في معلومات عن استخدام منفذي الهجمات خطاً هاتفياً نمسوياً للتواصل في ما بينهم خلال العملية. وكشف غوليا ان الوزارة تلقت المعلومات من جهاز استخبارات أجنبي غير هندي، لكنه لم يستطع تأكيد العثور على رقاقة الخط الهاتفي النمسوي الذي يُعتقد بأن مزوداً أجنبياً باعه الى المنفذين، و"هو أمر شائع في السوق الدولية". وأضاف الناطق:"لا نملك روابط أخرى بين المهاجمين والنمسا"، موضحاً ان وزارة الداخلية تسعى الى الحصول على معلومات إضافية من الشرطة الدولية انتربول التي لديها خبراء في بومباي. في باكستان، قتل 16 شخصاً على الأقل بانفجار قنبلة قرب مركز شيعي في مدينة بيشاور، حيث انهار أحد المباني وتضررت ستة أخرى واشتعلت فيها النيران. وشنت جماعات سنية متشددة هجمات بالقنابل والأسلحة النارية على الأقلية الشيعية في البلاد خلال الأسابيع الماضية، مع تزايد العنف الطائفي في شمال غربي باكستان.