اكتمل وصول الزعماء الخليجيين الى مسقط للاشتراك في القمة التاسعة والعشرين لقادة مجلس التعاون لدول الخليج العربية. وكان السلطان قابوس في استقبال القادة في المطار السلطاني الخاص. وكان أول الواصلين الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الامارات العربية المتحدة، وآخرهم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود الذي اصطحبه السلطان قابوس إلى فندق البستان مقر الاجتماع. وبدأ القادة فور وصولهم لقاءات ثنائية مهدت لافتتاح القمة مساء، وتركزت على البحث في موقف من العدوان الاسرائيلي على غزة وقضايا الاقتصاد الخليجي والتكامل في ظل الازمة المالية الدولية. وأعرب الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان عن سعادته للقاء إخوانه القادة الخليجيين مؤكداً في بيان صحافي لدى وصوله مسقط"ان القمة تكتسب، في هذه الظروف التي تنعقد فيها، أهمية بالغة لتزامنها مع تطورات ومستجدات إقليمية ودولية مهمة سياسية واقتصادية مما يستلزم بلورة رؤى مشتركة توحد مواقفنا في التعامل معها". وأكد رئيس دولة الامارات ثقته الكبيرة"في قدرة القمة على التوصل الى قرارات ايجابية تعزز الانجازات التي حققتها مسيرة التعاون والانتقال الى مرحلة جديدة من العمل الخليجي المشترك تخدم مصالح دول المجلس وتلبي طموحات شعوبها". واضاف"ان مسيرة المجلس حققت على مدى الاعوام الماضية انجازات عدة ملموسة في مختلف المجالات"، معرباً عن ثقته بأن هذه القمة ستخرج أيضاً بمزيد من الخطوات الفعالة على صعيد تعزيز مسيرة مجلس التعاون بما يحقق الرفاهية لابنائنا وشعوبنا والاستقرار والازدهار لمنطقتنا. واعرب ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة بعد وصوله الى مسقط عن شكره للسلطان قابوس وسعادته بمشاركة اخوانه قادة دول مجلس التعاون في لقاء جديد من اللقاءات الخيّرة التي يعقدها القادة في اطار مجلس التعاون الخليجي"لاستعراض تطورات مسيرتنا المباركة ودعمها وتعزيزها والوصول الى تطلعاتنا وطموحات شعوبنا". واوضح ان اللقاء"فرصة لتبادل الرأي والتشاور في كل القضايا والمواضيع المهمة في ظل المتغيرات السياسية والاقتصادية الجديدة على الساحتين الاقليمية والدولية التى تحتم النظر في كيفية التعامل معها بما يضمن الامن والاستقرار في المنطقة وإدامة الرخاء والتنمية في دولنا، وتعزيز ما حققناه من انجازات ومكتسبات دولنا التنموية". واكد العاهل البحريني في بيان"العزم على مواصلة العمل من اجل تحقيق مزيد من خطوات دعم التنسيق والتعاون القائم بين دول المجلس وتعزيز مبدأ العمل الجماعي لمواكبة متطلبات المستقبل خصوصاً في المجالات الاقتصادية وحماية اقتصادات دول المجلس من تداعيات الأزمة المالية بما يكفل الاستمرار في مسارات التعاون المشترك ترسيخا للمسيرة الخيرة والمضي بها الى التكامل المنشود". وكان السلطان قابوس استقبل امير الكويت الشيخ صباح الاحمد الصباح وامير قطر الشيخ حمد بن خليفة ال ثاني الذي توجه في بيان، بخالص التحية لاخوانه قادة دول مجلس التعاون المشاركين في اعمال هذه الدورة املا"ان تسفر عن نتائج ايجابية تساهم في دعم مسيرة المجلس نحو تحقيق تكامل دوله وتطلعات شعوبه وتعزيز امنها واستقرارها ورخائها". ويركز الاجتماع السنوي لزعماء دول مجلس التعاون اساساً على الموافقة على اتفاق خُطط له منذ وقت طويل قد يجعل الدول الاعضاء في المجلس أقرب الى اصدار عملة موحدة قبل انتهاء مهلة وضعها المجلس العام 2010 لتحقيق الوحدة النقدية بين أعضائه. وسيناقش القادة مقر البنك المركزي والوصول الى حل وسط في هذه القضية. والاتفاق على موقع البنك رويترز هو أحد العقبات السياسية التي تعترض طريق العملة الموحدة لدول مجلس التعاون الخليجي. وقال الامين العام لمجلس التعاون الخليجي عبدالرحمن العطية الاحد ان"الموافقة على الوحدة النقدية أمر مفروغ منه لكن موقع البنك المركزي لا يزال قيد البحث". ووفقا لمسودة نهائية لاتفاق الوحدة النقدية اطلعت عليها"رويترز"فإن كلاً من الاماراتوقطروالبحرين والسعودية تتنافس على استضافة البنك المركزي الاقليمي الذي سيكون مستقلاً عن حكومات الدول الاعضاء في المجلس. وقال مسؤول بارز في مجلس التعاون الخليجي انهم سيجلسون ويحاولون اقناع بعضهم بعضاً ويتوصلون لاتفاق. وأضاف"لن تكون هناك مشكلة كبيرة لو لم يتفقوا اليوم أو غداً"، مشيرا الى أنه سيأتي وقت يجب أن يقرروا فيه. وقال مسؤول خليجي آخر ان موقع البنك هو العقبة الوحيدة أمام تحقيق الوحدة النقدية مشيراً الى أن تنافس الدول الاعضاء على استضافة السلطة النقدية أمر ايجابي. وأكدت دول خليجية مجددا اعادة المشروع الى مساره العام الحالي بعدما قررت عُمان العام 2006 عدم الانضمام اليه قبل شهور من قرار الكويت فك ربط عملتها بالدولار الامر الذي سيستمر لحين تحقيق الوحدة النقدية. ويتوقع أن تسيطر المخاوف الاقتصادية العالمية أيضاً على جدول أعمال القادة المشاركين في القمة خصوصاً مع تراجع أسعار النفط الى نحو ربع أعلى سعر وصلت اليه في تموز يوليو مما وضع نهاية لانتعاشة اقتصادية اقليمية. وسعى الصحافيون والإعلاميون، الذين تجاوز عددهم 300 شخص، مثلوا وسائل إعلام عربية وأجنبية للحصول على معلومات خاصة، إلا أن حالاً من التكتم الشديد مورست على حركة المسؤولين العمانيين والخليجيين. ووفرت هندسة فندق البستان وبُعده عن مقر إقامة الصحافيين في فندق مسقط انتركونتيننتال مناخاً لم يرض فضول الصحافيين في الحصول على الانباء وأتيحت فرص محدودة أمام الصحافيين لحضور الجلسة الافتتاحية فيما اكتفى الآخرون بمتابعة الجلسة عبر شاشات التلفزيون.