بحث قادة دول مجلس التعاون الخليجي، في قمتهم التشاورية نصف السنوية التي عقدت في قصر الدرعية في الرياض أمس، في قضية أمن الخليج ومواجهة الإرهاب، وانتشار أسلحة الدمار الشامل، إضافة إلى التطورات الدولية وخطوات التكامل الخليجي في كل المجالات. وطالب القادة ايران بالتزام تعهداتها الدولية في شأن ملفها النووي. وقال وزير خارجية الامارات الشيخ عبدالله بن زايد، في مؤتمر صحافي عقب انتهاء اعمال القمة:"نحن نبذل قصارى جهدنا لتمتين العلاقات مع ايران، وهي قبل ذلك جارة اسلامية، وعلينا ان نتجاوز المنغصات معها لتحسين مناخ علاقاتنا". لكنه اضاف ان"ملف ايران النووي ليس مقلقاً للمنطقة فحسب، بل للعالم بأسره، ومطلوب من ايران التزامات حيال المجتمع الدولي". وعن التدخلات الايرانية في العراق قال:"لدينا معلومات صحافية في الغالب حول هذه التدخلات... التدخلات الايرانية في العراق ربما للتوفيق في وجهات النظر بين الفرقاء العراقيين". ولفت إلى ان أمير الكويت تقدم بورقة تشمل الجوانب السياسية والاقتصادية، وقال:"إن هذه الورقة لاقت ترحيب القادة، وأوصوا بدرسها لتقدم ضمن جدول أعمال القمة الخليجية المقبلة في الرياض"، مشيراً إلى ان القادة ناقشوا خلال اجتماعهم المستجدات في المنطقة، وضرورة دعم ومساندة اليمن للانضمام إلى مجلس التعاون. وكان خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز رحب بالقادة الخليجيين وبانعقاد القمة في الرياض برئاسة رئيس دولة الامارات الشيخ خليفة بن زايد رئيس الدورة الحالية للمجلس الخليجي. وشدد كل من أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد، والعاهل البحريني الملك حمد بن عيسى، ونائب رئيس الوزراء العماني فهد بن محمود آل سعيد، على أهمية القمة في هذه الظروف، منوهين بأهمية الدور السعودي. وأعرب أمير الكويت، في تصريح عقب وصوله الرياض، عن اعتقاده بأن لقاء القمة التشاورية يأتي"في ظروف بالغة الدقة، وفي ظل تطورات سريعة ومتلاحقة"، مما"يضفي على لقائنا الأخوي المبارك أهمية مضاعفة، ويحتم علينا جميعاً مواصلة العمل الدؤوب لتفعيل عملنا الخليجي المشترك، ودفع مسيرة العمل المشترك لمجلس التعاون لدول الخليج العربية نحو آفاق أرحب، لتحقيق المزيد من الرقي والازدهار لأبناء دول المجلس". متمنياً التوفيق للقاء القمة"لتعزيز أواصر التعاون وتوطيد العلاقات الأخوية الراسخة بين دول المجلس، لخدمة قضايا أمتنا العربية الإسلامية". في حين رأى الشيخ خليفة بن زايد أن"لقاءنا اليوم في هذه القمة سيتيح لنا بحث مجمل المستجدات والتطورات الإقليمية والدولية، وتنسيق مواقف ورؤى دول المجلس تجاهها، بما يصون مصالح دولنا وشعوبنا". وأشار الشيخ خليفة إلى مصادفة لقاء القمة مع ذكرى مرور 25 عاماً على تأسيس مجلس التعاون، بالقول:"وهي مناسبة لنجدد تصميمنا على ترسيخ تكاتفنا وعزمنا المشترك، على حشد كل طاقات دول المجلس وإمكانات أبنائه، لدفع وتفعيل آليات مسيرة العمل الخليجي المشترك على كل المستويات، لتحقيق المزيد من المنجزات التي تلبي تطلعات وطموحات شعوبنا في الاستقرار والازدهار، ولتزيد من صلابة البيت الخليجي في مواجهة التحديات التي يشهدها عالمنا اليوم". من جانبه، أكد العاهل البحريني حمد بن عيسى أنه"مثلما يكون اللقاء مهماً وضرورياً لمواجهة المتغيرات الجديدة على الساحتين الإقليمية والدولية، فإن التطورات الراهنة تستلزم منا الارتقاء بمستوى العمل في المجلس وفق استراتيجية ورؤية واضحة، تؤكد وتعزز روح العمل الجماعي، وتواكب متطلبات المستقبل". ورأى أن التجربة"أثبتت انه لا بديل ولا غنى عن دعم وتعزيز تعاوننا المشترك". مشيراً إلى أن ذلك"يتطلب منا المضي قدماً في مسيرتنا نحو آفاق أرحب في التعاون المشترك". واعتبر"أننا في البحرين وإيماناً منا بمسيرة مجلس التعاون وتطورها، فإننا نؤكد ضرورة فتح المجال لإيجاد الوسائل السريعة والعملية لمزيد من التكامل في مختلف المجالات، دعماً لمفهوم المواطنة الخليجية كهدف نسعى إليه جميعاً". مؤكداً أن"الاقتصاد هو خيارنا الأفضل والأكثر ملاءمة لتوثيق عرى الروابط في ما بين شعوبنا كافة". وأشار ممثل السلطان قابوس في لقاء قمة الرياض فهد بن محمود آل سعيد، إلى ما تحقق للتعاون الاقتصادي الخليجي من تطور ملحوظ خلال الفترة الماضية من عمر المجلس"إلا انه وفي ضوء تلك المستجدات التي تطرأ على الساحة الدولية، وما يشهده العالم من طفرة كبيرة في مجال التقدم العلمي، فإن من الأهمية بمكان الاستمرار في تفعيل مجالات العمل الاقتصادي، والاتفاقات المشتركة للمجلس على ارض الواقع، وبما ينسجم ومتطلبات كل مرحلة من مراحل المسيرة الخليجية". وقال:"انه من هذا المنطلق، فإن تقويم ما تحقق من منجزات للمجلس، وتشخيص للتحديات وسبل التعاطي معها، سيساعد على دفع تلك المسيرة إلى الأمام، وتحقيق أهدافها المرجوة في التكامل المنشود".