يتوجه الناخبون في بنغلادش اليوم، الى صناديق الاقتراع للمشاركة في انتخابات اشتراعية هي الأولى منذ سبع سنوات، ويأمل البنغال بأن تعيد الديموقراطية الى البلاد بعد سنتين في ظل حكومة موقتة يدعمها الجيش. وأبرز مرشحتين للفوز في الانتخابات هما رئيستا وزراء سابقتان اتهمتا بالفساد: الشيخة حسينة رئيسة حزب"رابطة عوامي"والبيغوم خالدة ضياء رئيسة"حزب بنغلادش الوطني". وتبادلت الشيخة حسينة والبيغوم الحكم 15 سنة، شكلتا خلالها حكومات اتهمت بالفساد وسوء الإدارة وجوبهت بتظاهرات شلت البلاد. وحين كانت إحداهما تفوز في الانتخابات وتترأس الحكومة، كانت الأخرى تمضي تلك الفترة وهي تقود إضرابات عامة وتظاهرات حاشدة، ما جعل البلاد غير قابلة للحكم. وأدخلت الاثنتان الى السجن السنة الماضية، لاتهامهما بالفساد وهو ما نفته المرشحتان بحجة انه ذات دوافع سياسية، لكنهما خرجتا بكفالة مالية واستعادتا القيادة في حزبيهما، وهما الأكبر في البلاد. وعزز الجيش والشرطة انتشارهما في الشوارع، بعدما أدت أعمال عنف بين أنصار المرشحتين الى إصابة مئة شخص في ثلاثة أماكن متفرقة. وتبادلت الشيخة حسينة والبيغوم الاتهامات بالسعي الى تزوير الانتخابات في بنغلادش التي يقطنها أكثر من 140 مليون نسمة، يعاني حوالى 45 في المئة منهم الفقر. وقالت البيغوم أمام عشرات الآلاف من مناصريها في داكا أول من أمس:"خلال حكم حزب بنغلادش الوطني، حاربنا الإرهاب وكافحنا الفساد الذي بدأته رابطة عوامي وتعايشت معه"، فيما اعتبرت الشيخة حسينة ان"حزب بنغلادش الوطني وخالدة ضياء وابناءها، دفعوا البلاد الى اضطراب سياسي خطر ودمروا الاقتصاد". ويرجح خبراء ان تفوز الشيخة حسينة في الانتخابات، وهي متحالفة مع الحاكم العسكري السابق حسين محمد ارشد. لكن البيغوم وحليفها حزب"الجماعة الإسلامية"يعتبران فوز الشيخة حسينة ممكناً، فقط إذا زورت الانتخابات. وقال رئيس منظمة مستقلة لمراقبة الانتخابات:"ثمة قلق كبير عما اذا كان الخاسرون سيقبلون نتيجة"الانتخابات التي كانت مقررة في العام 2007 وارجئت بعد أسابيع من أعمال عنف دامية بين أنصار الحزبين الكبيرين حول الإصلاح الانتخابي. وتسلمت حكومة موقتة الحكم، يدعمها الجيش الذي فرض حال الطوارئ ولم يرفعها سوى قبل أسابيع. نشر في العدد: 16705 ت.م: 29-12-2008 ص: 19 ط: الرياض عنوان: الانتخابات الاشتراعية في بنغلادش اليوم الأولى منذ 7 سنوات