في إطار التنافس على ثروات بحر قزوين ونقلها إلى أوروبا، تتشعب مشاريع نقل النفط من المنطقة. ولم يستطع الاتحاد الأوروبي والولايات المتحد حتى الآن، تحقيق تقدم ملموس إلا في مشروع"باكو - تبليسي- جيهان"، وبدأ تشغيل الخط عام 2006، طاقته القصوى نحو 2.1 مليون برميل يومياً، لا ينقل حالياً إلا أكثر بقليل من مليون برميل من الحقول الآذرية إلى ميناء جيهان التركي على المتوسط، ويبلغ طوله 1774 كيلومتراً، ولم يضخ بطاقته القصوى نظراً إلى عدم انضمام كازخستان إلى المشروع حتى الآن. في المقابل تبدو المشاريع الروسية الحالية لنقل النفط، أفضل حالاً. فپ"كونسيرتيوم خط أنابيب قزوين - تنغيز نوفوراسيسك"، يعمل بأكثر من طاقته بنحو الربع في السنوات الأخيرة، وينقل أكثر من 32 مليون طن سنوياً، ويربط حقول كازاخستان الغربية بميناء نوفورسيسك الروسي على البحر الأسود، طوله 1510 كيلومترات، بطاقة 28.2 مليون طن سنوياً، وتتقاسم أسهم المشروع شركات ودول. وفي بداية الشهر الماضي رفعت روسيا حصتها فيه إلى 31 في المئة، بشراء حصة سلطنة عمان، وتملك كازاخستان 19 في المئة وتتقاسم البقية الشركات المشغلة لحقول النفط الكازاخية. وتخطط روسيا إلى زيادة طاقة الأنبوب إلى 67 مليون طن سنوياً، وتقف معارضة شركة"بي بي"عثرة في طريق هذا المخطط. لكن مساهمي المشروع كشفوا أخيراً عن نيتهم اتخاذ قرار بتوسيعه بغض النظر عن موقف الشركة البريطانية، وهددوا باللجوء إلى القضاء البريطاني. وتطمح روسيا إلى زيادة طاقة المشروع لتأمين الكميات اللازمة لخط بورغاس-ألكسندروبوليس، وقطع الطريق على المشاريع الأوروبية والأميركية الهادفة إلى استثنائها من نقل ثروات قزوين. ويزداد أمل روسيا في إطلاق بورغاس ألكسندروبوليس في الوقت المحدد، إذ سرعت خطواتها بعد توقيعها في آذار2007 مع كل من وبلغاريا وإيطاليا، اتفاقاً لإطلاق المشروع، وعززته باتفاقات لتوسيع طاقة الخطوط القديمة التي تصل كازخستان بالشبكة الروسية، وإنشاء خطوط جديدة. ويهدف المشروع إلى نقل النفط من روسيا ودول آسيا الوسطى، من دون المرور في مضيق البوسفور، وتحديداً من"نوفوراسيسك"الروسية إلى"بورغاس"البلغارية ومن ثم ضخه إلى مدينة"ألكسندروبوليس"اليونانية بطول 285 كيلومتراً وطاقة 35 مليون طن سنوياً، مع إمكان رفعها إلى 50 مليوناً لدى الضرورة. ونجاح المشروع يقطع الطريق على محاولات بعث الحياة في مشروع"أوديسا - برودي - غدانسك"، فالخط يعمل حالياً في الاتجاه العكسي لمصلحة شركات روسية، لضخ النفط من برودي إلى ميناء يوجني الأوكراني قرب أوديسا، بعدما أخفقت أوكرانيا لمدة 3 سنوات في تأمين كميات النفط اللازمة لعمله. ويبلغ طوله 675 كيلومتراً، وطاقته التشغيلية 14.5 مليون طن سنوياً. والهدف الأولي للمشروع نقل نفط من بحر قزوين بواسطة العبور إلى دول وسط أوروبا والبلطيق من دون المرور بروسيا، وإيصاله في المستقبل إلى موانئ بحر البلطيق. وانجز الخط بين عامي 1996 و2002. وفي نهاية 2007 قررت مجموعة دول غوام جورجيا، آذربيجان، أوكرانيا ودول البلطيق وبولندا، تشغيل الخط على أمل نقل النفط من بحر قزوين إلى الأسواق الأوروبية من دون المرور بروسيا. وبمقتضى الاتفاق يصل النفط الآذري إلى ميناء سوبسا الجورجي، ومن ثم عبر الناقلات إلى ميناء يوجني الأوكراني، ويضخ عبر أوديسا برودي، لكن خبراء روس يستبعدون نجاح هذه المحاولات، ويقللون من حظوظه على رغم تأكيد قمة باكو الرابعة للطاقة أخيراً، في حضور رؤساء آذربيجان وأوكرانيا وبولندا وجورجيا، أهمية المشروع، الذي لن ينجز إلا في حال مشاركة كازاخستان ومد" الخط العابر لبحر قزوين"، وهو ما يحتاج إلى استثمارات تقدر بنحو أربعة بلايين دولار. وتصعب حالياً المراهنة على تمويله بموارد الدولتين إثر انخفاض أسعار برميل النفط إلى حدود خمسين دولارا،ً إضافة إلى عدم وجود فائض للاستيراد في كازاخستان حتى موعد بدء الإنتاج في حقل"كاشاغان"العملاق أي في 2015. نشر في العدد: 16704 ت.م: 28-12-2008 ص: 22 ط: الرياض