نجح قائد الانقلاب العسكري في غينيا الكابتن موسى داديس كامارا في إحكام سيطرته على البلاد أمس، وأعلن تنصيب نفسه رئيساً في انتظار انتخابات وعد باجرائها بحلول نهاية السنة 2010. وبدا ان الانقلابيين نجحوا، بعد 72 ساعة على تحركهم ضد الحكومة الشرعية فور وفاة الرئيس لانسانا كونتي ليل الاثنين - الثلثاء، في حشد تأييد في الشارع، تجسد في تظاهرات ترحيب واكبت مسيرة قادها كامارا في شوارع كوناكري أول من أمس، ما دفع أركان النظام السابق وفي مقدمهم رئيس الحكومة المخلوع احمد تيجان سواري، الى التوجه الى ثكنة الجيش الرئيسية في العاصمة، نزولاً عند رغبة قادة الانقلاب. وفيما استعد الجيش لعمليات مطاردة لرموز النظام السابق الذين لم يستسلموا في ثكنة كوناكري، بدأت الحياة تعود الى طبيعتها تدريجاً، اذ عاد الباعة المتجولون الى الشوارع التي استعادت حركتها، رغم ان العديد من المؤسسات أبقى أبوابه مغلقة، في ظل دوريات عسكرية. وواصلت الإذاعة الرسمية بث بيان ل"المجلس الوطني للديموقراطية والتنمية"بقيادة كامارا، دعا فيه"كل جنرالات الجيش وكل أعضاء الحكومة السابقة الى التوجه الى ثكنة الفا يايا ديالو"في كوناكري، تحت طائلة تعقبهم واعتقالهم. وطلب المجلس في بيانه من"المديرين العامين للوزارات تولي مهمات الوزراء الى حين تشكيل حكومة جديدة"، كما دعا ضباط الجيش الى تولي مهام قادة الشرطة. وأفيد بأن عدداً من كبار ضباط الجيش تجاوبوا مع طلب الانقلابيين، وتوجهوا الى ثكنة كوناكري، ولم يتضح مصير المسؤولين المتواجدين في الثكنة، وهل هم قيد الإقامة الجبرية. كما لم يُعرف مكان قائد الجيش الجنرال ديارا كامارا. وأفادت مصادر الحكومة المخلوعة، ان قرار توجه المسؤولين الى ثكنة كوناكري، اتخذ خلال اجتماع في منزل رئيس الحكومة في حضور الوزراء، وغادر الجميع المنزل الى الثكنة في موكب واحد. في غضون ذلك، أكد الكابتن كامارا في تصريح الى"إذاعة فرنسا الدولية"ان لا طموح لديه في السلطة ولن يكون مرشحاً للرئاسة في الانتخابات المقبلة. وقال إن إدارته ستحاول محاربة فساد استشرى في عهد كونتي الذي كان تولى الحكم إثر انقلاب عسكري. وذكر كامارا في تصريح الى التلفزيون الرسمي ان"الحكومة لم تفعل ما كان يجب أن تفعله، ولم تستحق ثقة الشعب". وبدا أن الانقلابيين في غينيا غير مكترثين بإدانة الاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة لتحركهم الذي وصفته عواصم الغرب بأنه أحدث فشل للديموقراطية في أفريقيا، بعد انقلاب عسكري في موريتانيا في آب أغسطس الماضي، واضطرابات رافقت الانتخابات في زيمبابوي وكينيا ونيجيريا. نشر في العدد: 16702 ت.م: 26-12-2008 ص: الاولى ط: الرياض عنوان: غينيا : قائد الانقلاب ينصب نفسه رئيساً وأركان النظام السابق في ثكنة كوناكري