حلقت مقاتلات باكستانية فوق عدد من المدن الكبرى أمس، في مؤشر على زيادة"اليقظة والحذر"بعد هجمات بومباي نهاية الشهر الماضي التي اسفرت عن مقتل 188 شخصاً. وقال هومون فيكار زيفير، الناطق باسم سلاح الجو الباكستاني:"رفعت قواتنا الجوية حال الحذر والتيقظ في ظل الاجواء السائدة حالياً"، علماً ان سكان العاصمة اسلام آباد ومدينتي روالبندي المجاورة ولاهور شرق اجروا اتصالات هاتفية مع وسائل الاعلام للاستفسار عن اسباب تحليق مقاتلات على ارتفاعات منخفضة. وأشار محمد لطيف، الناطق باسم شركة الخطوط الجوية الدولية الباكستانية الى تأخير رحلتي طيران للشركة في مطار لاهور"بسبب تدريبات القوات الجوية، لكن الامور عادت الى طبيعتها لاحقاً"، نافياً صحة تقارير اوردتها وسائل اعلام عن رفع حال التأهب في مطارات باكستان. واتهمت اسلام آباد في 13 الشهر الجاري سلاح الجو الهندي بانتهاك اجواء باكستان فوق لاهور والشطر الباكستاني من اقليم كشمير المتنازع عليه بين البلدين، لكن نيودلهي نفت هذه الاتهامات. تزامن ذلك مع تأكيد وزير الدفاع الباكستاني احمد مختار تشودري الهند قدرة القوات الباكستانية على الدفاع عن البلاد إذا فُرضت حرب عليها. وقال:"لا يريد الهنود المواجهة العسكرية لأنها قد تتطور في حال نشوبها لا سمح الله الى حرب نووية، علماً ان هذا الأمر يشكل عامل ردع ضدها". ووصف الوزير الباكستاني تصريح زعيمة حزب"المؤتمر"الهندي الحاكم صونيا غاندي عن حرب مع باكستان بأنه"مجرد تصريح انتخابي". وزار رئيس هيئة الاركان الاميركية المشتركة الادميرال مايك مولن أمس اسلام آباد، حيث ناقش مع كبار المسؤولين الباكستانيين القضايا الاقليمية، علماً ان الزيارة اعتبرت الثانية لمولن هذا الشهر، في سياق التحركات التي نفذتها الولاياتالمتحدة بهدف نزع فتيل التوتر بين الجانبين بعد هجمات بومباي، وقادتها وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس التي زارت كلاً من الهند وإسلام آباد. وفي نيودلهي، اجرى السفير الأميركي ديفيد ملفورد محادثات استمرت اربعين دقيقة مع وزير الداخلية الهندي بي شيدامبارام لبحث آخر تطورات التحقيقات بهجمات بومباي، وسبل تعزيز تبادل المعلومات الاستخباراتية بين البلدين. ونبّه وزير الخارجية الهندي براناب موخرجي إلى أن كل الخيارات مفتوحة لجعل باكستان تلتزم القضاء على الإرهاب على أراضيها، من دون ان يحدد إذا كان العمل العسكري احد الخيارات. وقال:"نحن مجبرون على السعي الى تحقيق هدفنا في جعل باكستان تتحرك للقضاء على الإرهاب، لذا لم نقفل الباب أمام أي خيار، علماً ان احداً لن يجيب أمام الإعلام عن احتمال نشوب نزاع عسكري، خصوصاً ان الوضع بالغ الحساسية". وفيما تتهم نيودلهي جماعة"عسكر طيبة"الباكستانية بالوقوف خلف تفجيرات بومباي، اعلنت باكستان ضلوع الجماعة ذاتها في التفجير الذي استهدف فندق"ماريوت"اسلام آباد في 20 ايلول سبتمبر وأسفر عن مقتل 60 شخصاً على الاقل وجرح اكثر من 260 آخرين، مؤكدة اعتقال مشبوهين اثنين بالهجمات يتحدران من اقليم البنجاب. وصرح رحمن مالك، المسؤول البارز في وزارة الداخلية أمام اعضاء البرلمان:"حلّت المسألة بكاملها، اذ تأكد ان جماعة عسكر طيبة ساعدت في التفجير الذي نفذ باستخدام شاحنة فخخت بحوالى 600 كيلوغرام من المتفجرات". وقال:"نملك معلومات كاملة عن السيارة التي استخدمت، مضيفاً ان الشاحنة المفخخة اعدت في مدينة جهانغ جنوب اسلام آباد"، علماً ان أي جهة لم تعلن مسؤوليتها عن التفجير، لكن مسؤولين اتهموا تنظيم"القاعدة"بزعامة اسامة بن لادن. وتعتبر"عسكر طيبة"اعنف الجماعات السنية المتطرفة في باكستان، وحملت مسؤولية قتل مئات من المسلمين الشيعة منذ ظهورها مطلع التسعينات من القرن العشرين، ثم حظرها الرئيس السابق برويز مشرف في آب اغسطس 2001. نشر في العدد: 16699 ت.م: 23-12-2008 ص: 20 ط: الرياض