سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
ليفني تتعهد إطاحة "حماس" إن تولت رئاسة الحكومة ونتانياهو يدعم عملا عسكريا ومسؤول أمني يؤكد أن المواجهة حتمية . إسرائيل نحو تصعيد وليس عملية واسعة في غزة وأولمرت وباراك ينتقدان أصحاب الدعوات "العنترية"
أكدت تصريحات كبار المسؤولين السياسيين والعسكريين في الدولة العبرية أن إسرائيل تتجه نحو تصعيد العمليات العسكرية على قطاع غزة رداً على تعرّض بلداتها المحاذية لقصف بقذائف"القسام"، لكن من دون القيام بعملية برّية واسعة يطالب بها عدد من الوزراء وأقطاب في اليمين المتشدد. وأشارت التقارير الإسرائيلية إلى أن القرار الإسرائيلي يقضي ب"تصعيد تحت السيطرة"يشمل تكثيف الضربات الجوية على أهداف تابعة لحركتي"حماس"و"الجهاد الإسلامي"واستئناف سياسة الاغتيالات ضد كوادرهما. وكان موضوع تصعيد الرد العسكري على القطاع في صلب مداولات الجلسة الأسبوعية للحكومة الإسرائيلية والتي سبقت انعقادها تصريحات متشددة لعدد من الوزراء، بينهم المحسوبون على"المعسكر المعتدل"، تنتقد رئيس الحكومة ايهود اولمرت ووزير الدفاع ايهود باراك على سياسة"ضبط النفس"وتطالبهما بتصعيد منفلت من دون أي اعتبارات إنسانية أو ضغوط دولية. كما عقدت الجلسة على خلفية عناوين صارخة في وسائل الإعلام تنقل صرخات أهالي جنوب إسرائيل ومغادرة عدد كبير منهم بلداتهم إلى غير رجعة. ودعا رؤساء البلدات الحكومة الإسرائيلية إلى فعل شيء"وضرب حماس ضربات موجعة لتدفع ثمناً باهظاً"، فيما اشار رئيس بلدية أشكلون إلى أن احدى القذائف أخطأت بأمتار قليلة منشأة أمنية حساسة"كان ممكناً أن تشعل فيها حريقاً هائلاً". وردّ اولمرت على هذه الانتقادات بلغة معتدلة، وإن تضمنت بين السطور تحذيراً بأن إسرائيل لن تمرّ مرّ الكرام على سقوط عشرات قذائف"القسام"على بلداتها الجنوبية في اليومين الأخيرين. وقال في بداية الجلسة إن"حكومة تتحلى بالمسؤولية، لا تتعجل الذهاب إلى حرب، لكنها لا تتهرب منها وستتخذ الإجراءات اللازمة". وغمز اولمرت من قناة الوزراء"الذين يطلقون التصريحات العنترية"، بقوله إنه مدرك إن إسرائيل تمرّ بفترة حساسة من ناحية سياسية داخلية الانتخابات العامة بعد سبعة أسابيع"لكنني لا أعتزم منافسة أي من أصحاب التصريحات العنترية والحماسية. لقد أجريت ووزيري الدفاع والخارجية ايهود باراك وتسيبي ليفني مداولات طويلة، وسنتخذ الإجراءات المستوجبة بكل مسؤولية من دون أن أرفع صوتي عبثاً وبلا علاقة بالواقع، هكذا تتصرف حكومة في أوقات حساسة". تصعيد عسكري مدروس من جانبه، قال باراك إنه"مصغ و متألم"لمعاناة سكان الجنوب"لكن بعض الأصوات العربيدية تضر ولا لزوم لها لأنها تمس بقدرة إسرائيل على الصمود". ودعا رئيس الحكومة إلى تهدئة بعض هذه الأصوات"من السياسيين الثرثارين وإرغامهم على التصرف بمسؤولية". وأضاف مهدداً ان إسرائيل لن تسلّم بالوضع الناشئ في غزة، وأنه أصدر تعليماته للجيش والجهات الأمنية لإعداد كل الخطط التي تستوجبها التطورات الأخيرة،"وما يرشدني في كل ذلك هو أن يكون كل ما نقوم به ناجحاً". وقال باراك في جلسة الحكومة إن العودة للتهدئة"يوجب التوضيح بأن لا معادلات سحرية يمكن بموجبها توجيه ضربة واستعادة الهدوء وتحطيم حماس... يجب الأخذ في الحسبان أن إعادة الهدوء تتعلق بعملية عسكرية واسعة، في إشارة إلى عملية اجتياح واسع تضمن إبعاد منصات إطلاق القذائف عن الحدود الإسرائيلية. من جهته، قال رئيس جهاز"شاباك"يوفال ديسكين في جلسة الحكومة أمس إن لدى"حماس"صواريخ يمكن ان تصل إلى كبرى المدن الإسرائيلية في الجنوب، حتى أسدود وبئر السبع. واضاف أن الحركة أرخت الحبل لسائر الفصائل وشاركت معها في إطلاق القذائف،"ويجب أن ننتبه الى حقيقة أن حماس ما زالت معنية بالتهدئة، لكنها تريد تحسين شروطها وتريد ان نرفع الحصار ونوقف هجماتنا ونوسع التهدئة لتشمل الضفة الغربية". وتابع أن الحركة لم تقرر بعد حجم ردها العسكري، معرباً عن تقديره أنه"في حال ضربت إسرائيل أهدافاً حيوية للحركة، فإن الأخيرة سترد بصواريخ بعيدة المدى". نتانياهو يؤكد دعمه عملا عسكريا من جانبه، أكد زعيم المعارضة الاسرائيلية وحزب"ليكود"اليميني بنيامين نتانياهو دعمه للحكومة الاسرائيلية في حال قررت شن عمل عسكري في قطاع غزة ردا على إطلاق صواريخ على اسرائيل. وقال خلال زيارة لمدينة سديروت التي تتعرض بانتظام لهذه الصواريخ:"إن حزبي وأنا شخصيا نقدم دعمنا للحكومة اذا قررت اعتماد سياسة هجومية"ضد"حماس"التي تسيطر على قطاع غزة. وانتقد بشدة"كديما"لانه لم يتحرك بالحزم الكافي لمنع الحركة من السيطرة على قطاع غزة، وقال:"منذ ثلاث سنوات يتنصل الوزراء من كل مسؤولية ولا يفعلون شيئا... يجب ان يحدث تغيير كامل في القيادة، وعلى الأمد البعيد يجب الإطاحة بحماس، وفي الأمد المنظور يجب الانتقال الى الهجوم واعتماد استراتيجية فاعلة". واوضح ان مثل هذه الاستراتيجية"لا تعني احتلال غزة". وتعهدت ليفني انهاء حكم"حماس"في غزة ان هي انتخبت رئيسة للوزراء. وقالت أمام مجموعة من أعضاء حزبها"إن دولة اسرائيل وحكومة أتولى رئاستها ستجعلان من اطاحة نظام حماس في غزة هدفا استراتيجيا". وأضافت:"أما وسيلة تحقيق هذا فسيكون عسكريا واقتصاديا وديبلوماسيا". وكان وزراء"كديما"الحاكم وزعيم"شاس"الدينية المتشددة ايلي يشاي، اتهموا باراك ب"الفشل والعجز"بسبب تواصل سقوط القذائف على جنوب إسرائيل من دون رد فعل عسكري ملائم. وطالبه وزير النقل شاؤول موفاز بالنزول من برجه العاجي ليشعر بما يشعر به أهالي البلدات الجنوبية، وأضاف انه"يجب أن يستيقظ باراك من الوهم القائل إن التهدئة جيدة لإسرائيل طالما الجندي الاسير غلعاد شاليت بأيديهم. يجب القيام بعمل ما ولا يوجد خيار آخر... هل ننتظر أن يُقتل أطفال حتى نتحرك؟". وكرر النائب الأول لرئيس الحكومة حاييم رامون دعوته الحكومة إلى القيام بعمل عسكري،"ليس بالضرورة إعادة احتلال القطاع"من أجل إسقاط حكومة"حماس". وقا0ل إن انهاء نظام الحركة في غزة هو قرار استراتيجي يجب أن يتخذ، مضيفا ان التهدئة عززت"حماس"وأضعفت إسرائيل عسكرياً وديبلوماسياً على حد سواء"ما يستوجب استخلاص العبر وتغيير السياسة". ورد الوزير العمالي يعقوب هرتسوغ على زملائه من منتقدي باراك بالقول إن الضربة لغزة ستحصل حتماً"وستكون ضربة، لكن توقيتها ستقرره الجهات المهنية، وأقترح على زملائي المنفلتين التوقف عن تصريحاتهم لأن حماس تدير حرباً نفسية تبغي إدخالنا جميعا في ضغط واضطرارنا إلى اتخاذ قرارات متسرعة قد تجرنا إلى متاهات لا نريدها... وحماس تخطئ خطأ شنيعاً في فهمها الواقع والإصرار الإسرائيليين". وذكرت صحيفة"يديعوت أحرونوت"أمس أن المشاورات التي أجراها اولمرت في اليومين الأخيرين مع رؤساء الأجهزة الأمنية لبلورة الرد العسكري الإسرائيلي، أفضت إلى ألا تقوم إسرائيل"في الوقت الحالي"بعملية واسعة في القطاع إنما تكثيف حجم رد الفعل، وأساساً بضربات جوية ضد أهداف تابعة لحركتي"حماس"و"الجهاد"، واستئناف الاغتيالات. إلى ذلك، أبرزت الصحف العبرية تصريحات لمسؤول أمني كبير قوله إن المواجهة بين إسرائيل و"حماس"باتت حتمية،"ونحن الآن في منزلق يقود إلى التصعيد... نحن على مسار المواجهة المباشرة". وأضاف أن"قواعد اللعبة"ستتغير في الأيام القريبة ولن نجلس مكتوفي الأيدي وسنعمل بموجب المعادلة: إذا لم يسد الهدوء هنا، فلن يسود هناك، وللجيش خطط مبلورة لكل السيناريوهات، واعتباراته هي التي ستقرر توقيت الأحداث". من جهته، تناول المعلق العسكري في صحيفة"يديعوت أحرونوت"الاعتبارات الإسرائيلية التي تحول دون عملية واسعة في القطاع، وفي المقابل الاعتبارات التي تدفع نحو القيام بعملية كهذه. وبين المبررات لمعارضة عملية عسكرية كبيرة: صدمة لبنان والمخاوف من التورط لأنه في مثل هذه العمليات يمكن التحكم بكيفية الدخول إليها، لكن لا يمكن معرفة كيف يخرجون منها. وخسائر فادحة في الأرواح. وضغوط دولية خصوصاً في حال وقع قتلى من الأطفال. والجندي الأسير في القطاع غلعاد شاليت، ومخاوف في المؤسسة الأمنية الإسرائيلية من أن يتعرض إلى سوء مع دخول الجيش. وعدم الجدوى، إذ ماذا يمكن أن يحصل بعد العملية فإطلاق القسام عملية سهلة ولن يتوقف. و"جنرال الشتاء"، وهو يبدو الآن الذريعة المركزية إذ لا يفضل سلاح الطيران الحربي أن يتحرك في الشتاء. أما المبررات المطروحة لدعم القيام بعملية واسعة فهي بحسب المعلق: وقف معاناة سكان البلدات المحاذية للقطاع. وتضرر هيبة الردع الإسرائيلي، إذ تتصرف"حماس"من دون أن تحسب حسابا للجيش الإسرائيلي الذي تراه الحركة خائفاً من التحرك. وتفادي عدد كبير من القتلى الإسرائيليين وعدم انتظار سقوطهم بسبب قذيفة"قسام". الإدارة الأميركية، إذ يفضل ان تخرج إسرائيل في عملية كبيرة في عهد الرئيس الأميركي الحالي بدلاً من تحدي الرئيس الجديد. والحق في السيادة، إذ لا يعقل أن تسمح دولة لنفسها بالتعرض الى صواريخ تطلقها منظمة إرهابية. نشر في العدد: 16698 ت.م: 22-12-2008 ص: 16 ط: الرياض