استشهد مقاوم فلسطيني وأصيب آخر في قصف مدفعي إسرائيلي استهدف مجموعة من المقاومين الفلسطينيين التابعين لكتائب الشهيد عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة (حماس) في حي الشجاعية شرق مدينة غزة. وأعلنت مصادر طبية فلسطينية أن الشهيد "بلال الشرباصي" وصل إلى مستشفى الشفاء في مدينة غزة أشلاء ممزقة، فيما أصيب مقاوم آخر بشظايا قذيفة مدفعية إسرائيلية أطلقتها المدفعية الإسرائيلية باتجاه مجموعة من المقاومين شرق مدينة غزة. من جانبها أعلنت كتائب الشهيد عز الدين القسام أن "الشرباصي" هو أحد مقاوميها وقد استشهد بعد أن استهدفته المدفعية الإسرائيلية هو ومجموعة من المرابطين شرق حي الشجاعية بقذيقة مدفعية. من جانب آخر، أكد أبو عبيدة، الناطق بلسان كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة (حماس)، أن الكتائب تأخذ على محمل الجد التهديدات الإسرائيلية بتنفيذ عملية عسكرية واسعة ضدها في قطاع غزة، مشدداً على أنه تم اتخاذ كل الإجراءات اللازمة لمواجهة هذا الاحتمال. وشدد ابو عبيدة في تصريح له أنه هناك أساس للاعتقاد أن تهديدات (إسرائيل) تأتي لتنفيس الضغط الذي يمارسه .... على الحكومة لمحاولة وقف عمليات اطلاق الصواريخ، ونتاج اعتبارات انتخابية في ظل الفضائح المالية التي تورط فيها رئيس الوزراء ايهود اولمرت. وتابع قائلا: "كتائب القسام تنطلق من افتراض مفاده أن العملية العسكرية على قطاع غزة باتت وشيكة وأن "مفاجآت صاعقة" تنتظر جيش الاحتلال في حال قام بمهاجمة القطاع"، منوهاً الى أن المقاومة الفلسطينية استكلمت الاستعدادات لمواجهة العدوان. وفيما يتعلق بتوقعات "كتائب القسام" للعملية التي تخطط إسرائيل لتنفيذها، قال أبو عبيدة: "يتوقع أن يقوم الجيش الاسرائيلي بسلسلة من الغارات الجوية على اهداف للحركة، الى جانب القيام بعمليات توغل محدود"، مستبعداً في الوقت ذاته أن تقوم اسرائيل بإعادة احتلال القطاع، ومؤكداً أن حركته جاهزة لكل سيناريو. وأوضح أن العملية العسكرية الإسرائيلية المرتقبة تهدف الى الإثبات للرأي العام الإسرائيلي أن تل أبيب تقدم على التهدئة من منطلق قوة، مشدداً على أنه حتى لو وافقت (إسرائيل) على التهدئة من ناحية مبدئية فإنها ستشن عملاً عسكرياً ضد الفلسطينيين في القطاع حتى لا تبدو أمام الرأي العام الإسرائيلي وكأنها خضعت لإملاءات (حماس). وذكرت مصادر في الجيش الإسرائيلي أمس انه من السابق لأوانه الحديث عن عدوان عسكري .... على قطاع غزة. ونقلت صحيفة "هآرتس" عن هذه المصادر قولها "انه بالرغم من ازدياد الحديث عن عملية عسكرية كبيرة في القطاع فإن امرا كهذا لا يبدو وشيكا بتلك الصورة التي رسمتها وسائل الإعلام". وأكدت المصادر أن المفاوضات للتوصل إلى تهدئة وخلال الأسبوعين المقبلين مع حركة (حماس) وفي حال استمرار إطلاق الصواريخ فإن الحكومة الإسرائيلية ستقرر الخطوات التالية في مواجهة هذه المنظمة. وأشارت إلى مقتل احد الإسرائيليين خلال الاسبوع الماضي في قصف بقذائف الهاون تعرضت له إحدى المستعمرات شرق قطاع غزة ما زاد من الضغط على صناع القرار في إسرائيل للتسريع باتخاذ قرار بشأن ما يحدث في غزة الا ان هذه الحساسية لم تترجم حتى لآن بشكل أوامر للقيام بعمليات. وقالت المصادر ان الجيش الإسرائيلي لم يعزز بعد تواجد قواته المرابطة على الحدود مع قطاع غزة كما لم تتم دعوة أي من قوات الاحتياط للخدمة في الجيش. وأشارت الى احتمال ان يقوم سلاح الجو الإسرائيلي مع القوات البرية المتمركزة قرب القطاع بتصعيد نشاطاتهما العسكرية في هذه المنطقة بمرور الوقت خاصة في المنطقة العازلة التي تقع غرب الحدود الفاصلة مع (إسرائيل). وحسب الصحيفة فإن تقارير تتردد بشأن سعي (إسرائيل) لإجراء مفاوضات غير مباشرة مع حركة (حماس) من خلال وساطة مصرية، مشيرة إلى أن هذه الاتصالات تتركز على إمكانية التوصل إلى صفقة لاطلاق سراح الجندي الأسير جلعاد شاليط الذي تم اسره منذ نحو عامين. وأشارت إلى "ان قادة في الجيش الإسرائيلي أكدوا انه اذا لم تحقق هذه المفاوضات المرجو منها خلال أسبوعين فإن وزير الحرب أيهود باراك ربما سيصبح أكثر ميلا للخيار العسكري لفرض حل في قطاع غزة ". ومن المقرر ان يجرى رئيس الحكومة الإسرائيلية أيهود اولمرت يوم الثلاثاء المقبل مشاورات مع باراك ووزيرة الخارجية تسيبي ليفني حول احتمال شن هجوم على غزة. وتتردد انباء في وسائل الإعلام الإسرائيلية ان باراك الذي سيلتقي الخميس المقبل مسؤولين مصريين للبحث في قضية التهدئة قرر توجيه ضربة عسكرية قاسية الى قطاع غزة قبل الموافقة على هذه التهدئة وذلك خلال ايام.